ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية على لسان الوزير الإثيوبي قوله "تحظى البلاد بموارد طبيعية غير مستغلة، مثل توليد الطاقة المتجددة من سد النهضة والسدود الأخرى للطاقة الكهربائية".
وتحدث بيكيلي عن اتفاقية إعلان المبادئ الإطارية الموقعة بين إثيوبيا ومصر والسودان عام 2015، بقوله: "تعتبر إطار عمل توجيهي من أجل إعداد توجيهات في الملء الاول وتشغيل سد النهضة وتم التوقيع عليها بشكل مباشر من قبل الدول الثلاثة".
وأضاف بقوله ""إعلان المبادئ مكون من عشرة بنود دون تفصيل ويعطي توجيهات مهمة، مثل الاستخدام العادل والمعقول دون الإضرار بمصر والسودان".
وقال الوزير الإثيوبي إنه "من يقول لن نتفق في عملية قواعد ملء سد النهضة، هذا غير صحيح، ولقد وصلنا إلى مرحلة توافقية ناجحة، وحيث تم التوافق على أغلبية المشاكل الفنية عبر المفاوضات".
وأردف بقوله "لا تزال هناك بنود قانونية عالقة، وهي تمنع حق التنمية المستقبلية في إثيوبيا، ونحن نتعامل بحرص على مثل هذه الاتفاقيات".
واستمر قائلا "هناك آراء تقول إذا لم يتم الإتفاق على كل شيء، فليس هناك اتفاق وهذا غير منطقي، وهناك محاولات لتعقيد هذا الملف".
وتطرق بحديثه عن تدخل الاتحاد الأفريقي أو الولايات المتحدة في مفاوضات سد النهضة، قال وزير الري الإثيوبي: "لم تصل الى مرحلة الوساطة سواء كانت في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأفريقي، والذي يعتبر توفير منصة للأطراف الثلاثة للتفاوض".
وتابع قائلا "الاتحاد الأفريقي يسهل عملية التفاوض، دون التدخل في محتوى المفاوضات منذ توليه لملف سد النهضة، وحيث تدعوا إثيوبيا باستمرار لمواصلة المفاوضات، لكن لسوء الحظ السودان عطل هذه المفاوضات سبع مرات في سبعة أشهر، ويطالب باعطاء دور أكبر للخبراء".
واستمر قائلا "ومصر ترفض وتطالب باستمرار والاحتفاظ بما بنينا عليه، وإثيوبيا موافقة على ماتم العمل عليه، ولم تعق جهود الاتحاد الأفريقي أبدا ولو مرة واحدة" .
وقال بيكيلي إنه تابع تصريحات دول المصب (مصر والسودان)، والتي تتهم إثيوبيا بإعاقة جهود الاتحاد الأفريقي، مضيفة "هذا غير صحيح، بل ندعو الدول الثلاث باستمرار للتفاوض بحسن نية".
وجاءت تلك التصريحات بعد حديث إثيوبيا أمس، عن إنشائها فريق عمل مشترك في منطقة "متكل" بإقليم "بني شنقول جومز"، لوضع ترتيبات أمنية موثوقة لنقل المدخلات اللازمة لبناء سد النهضة في أي وقت، وفقا لإذاعة فانا.
وأشار رئيس الفريق، اللواء أسرات دينبرو، إلى أنه مع مراعاة القضايا الأمنية، تم تشكيل هيكل أمني مكون من فرق من قوات الدفاع والشرطة الفيدرالية في المنطقة منذ بداية المشروع.
وبحسب اللواء أسرات "لا داعي للقلق فإن الترتيبات الأمنية تراقب عن كثب القضايا الداخلية والحدودية"، مشيرا إلى أن المعلومات الخاطئة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي غير المسؤولة لا تعكس حقيقة الوضع الراهن في منطقة متكل.
كما سبق، وصرح الوزير الإثيوبي أيضا، بأن بناء سد النهضة الإثيوبي يسير كما هو مخطط له.
وأوضحت الوكالة أن "وفدا برئاسة وزير المياه والطاقة قام بزيارة إلى موقع بناء السد وأجرى مناقشات مع المقاولين والاستشاريين وأعضاء مجلس الإدارة وأصحاب العمل حول التقدم المحرز في بناء السد"، مؤكدة أن الوفد لاحظ أن بناء السد يتم كما هو مخطط له وأن حالة البناء جارية على قدم وساق.
يذكر أن وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت أن الاجتماع السداسي الذي عقد، في 10 يناير/ كانون الثاني الجاري، لبحث أزمة سد النهضة أخفق في تحقيق أي تقدم، فيما قال السودان إنه "لا يمكن الاستمرار فيما وصفه بـ"الدائرة المفرغة" من المباحثات الدائرية إلى ما لا نهاية بالنظر لما يمثله سد النهضة من تهديد".
كما حذرت الحكومة السودانية من الملء الثاني لـ"سد النهضة" الإثيوبي قبل التوصل لاتفاق مع مصر وإثيوبيا. وأكدت أن "السودان لا يقبل بفرض سياسة الأمر الواقع وتهديد سلامة 20 مليون مواطن سوداني تعتمد حياتهم على النيل الأزرق"، مشددة على "موقف السودان المبدئي المتمثل في ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ ويراعي مصالح الأطراف الثلاثة".
من جابنها، اتهمت إثيوبيا مصر والسودان بتعطيل مفاوضات "سد النهضة"، وردت على التقارير التي تحدثت عن قرب اندلاع حرب على النيل. وقال وزير الري الإثيوبي، سيلشي بيكيلي، في تصريحات مع قناة "الجزيرة"، إن "التنبؤ بشأن اندلاع حرب على مياه النيل خاطئ"، مؤكدا أنها "عامل لتعزيز وتنمية دول حوض النيل".