وتمنع قوات "قسد" تدريس المناهج السورية في بعض المدارس وتحاصر الأحياء المؤيدة للدولة السورية وتسيطر على صوامع الحبوب، والآبار النفطية، بينما يعاني الشعب السوري الأمرين من نقص كبير بالقمح والمشتقات النفطية، ومؤخرا استولت "قوات سوريا الديمقراطية" "قسد" على المطاحن العامة في مدينتي الحسكة والقامشلي ونهبت محتوياتها، ورغم أن روسيا عملت دور الوسيط بين دمشق و"قسد" إلا أن قيادات "قسد" ولم تلتزم بما تم الاتفاق عليه لمواصلة الحوار.
ما الذي تريد قوات "قسد" من هذه التصرفات التي تزيد الطين بلة في معاناة الشعب السوري؟
يقول المحلل السياسي رياض درار:
"لا زال الكرد يطالبون بحقوقهم، وهم قاموا بدور لم تقم به الدولة عندما سيطر "داعش" على منطقة الجزيرة السورية، وما تقوم به "قسد" ليس نظاما انفصاليا، ولكن هناك محاولة لإثارة الفتن بالتدخل في كثير من المواقع دون الذهاب إلى حلول رغم الذهاب إلى دمشق لإيجاد حل، لذلك تم فرض واقع من المواجهة".
وتابع رياض درار: "إن وجود الأمريكيين في شرق سوريا ضروري لمساعدة "قسد" في حراسة السجون التي يتواجد فيها عناصر "داعش"، إلى حين يأتي وقت محاكمتهم، والوجود الأمركي في شرق سوريا ليس احتلالا، لأن اامحتل هو الذي ينهب، أما الأمريكيين فلا ينهبون، ونحن نحكم المنطقة بالإدارة الذاتية، وأمريكا لا تدخل بأي موضوع أو بقرار".
فيما يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الرحمن السيد من محافظة الحسكة:
"في حقيقة الأمر لا توجد مواجهة عسكرية بين "داعش" و"قسد"، وإنما تبديل أدوار برعاية أمريكية التي أعطت الجغرافيا ل"قسد" بعد أن مشط الجيش السوري مناطق كثيرة من "داعش"، ونعم هناك مشروع انفصالي ومفضوح "لقسد" التي تعطل المنهاج الحكومي في المدارس وتعطل العمل في مؤسسات الدولة وتتحالف مع أمريكا وتشارك في حصار السوريين وتسرق نفطهم وتمنع وصول الطحين والخبز والنفط للشعب، كما أن "قسد" تقوم بالتضييق على الحريات وتنفذ اعتقالات وانتهاكات ضد المكون العربي، وشاهدنا كيف انسحب الحزب الديمقراطي الكردستاني من الاتفاق مع دمشق وهرول إلى أمريكا".
وأضاف عبد الرحمن السيد متسائلا: "طالما احتفلت الولايات المتحدة بالقضاء على "داعش" منذ سنتين، فما هو مبرر وجود المحتل الأمركي؟ "
إعداد وتقديم نزار بوش
يمكن الاستماع للحلقة في الملف الصوتي.