وأفاد مراسل "سبوتنيك" في محافظة الحسكة نقلا عن مصادر محلية أن عناصر من تنظيم "قسد" قاموا خلال الأيام الماضية بالاستيلاء على مساحات زراعية واسعة مزروعة محصولي القمح والشعير عائدة لفلاحي قرى (الغمر)، وهم مجموعة من الفلاحين الذين أغرفت أراضيهم الزراعية ومنازلهم مياه سد الفرات بريفي الرقة وحلب قبل 42 عاما، فقامت الدولة السورية بتعويضهم بأراضي من أملاكها وفق سندات ووثائق رسمية بريف محافظة الحسكة.
وتابعت المصادر أن مجموعات من مسلحي تنظيم "قسد" المدججين بالسلاح، قاموا بالاستيلاء على مساحات واسعة تصل إلى 10% من مساحة كل أرض عائدة للفلاحين (الغمر) بريفي بلدتي القحطانية والجوادية شمالي شرقي الحسكة، بحجة قربها من مسار نهر الجراح ولتحويلها إلى مراعي للأغنام بحسب ادعائهم.
وأضافت المصادر أن مسلحي التنظيم الموالي للجيش الأمريكي يسعون إلى التضييق على الفلاحين والمزارعين من أبناء القبائل العربية لإجبارهم على ترك أراضيهم الزراعية القريبة من سدود وأنهار المياه وحقول وآبار النفط.
كما استولى مسلحو التنظيم على مراكز توزيع المواد العلفية المقننة التابعة لفرع المؤسسة العامة للأعلاف الحكومية، وقاموا بسرقة ما تحتويه من مواد علفية مخصصة لمربي الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة، وذلك بعد استيلائهم على المطاحن والمخابز العامة الحكومية، ما خلق أزمة خانقة على توفر مادة الخبز.
وقال مصدر حكومي سوري لمراسل "سبوتنيك" في الحسكة أن مراكز الأعلاف التي استولى عليها مسلحو تنظيم "قسد" هي: (الحسكة– القامشلي– عامودا– القحطانية)، وتحتوي كميات تقدر بنحو 13 ألفا و503 طن من مادة النخالة العلفية و1800 طن من مادة الشعير العلفي كان فرع الأعلاف قد خصصها لتوزيعها على مربي الحيوانات الداجنة ضمن الدورة العلفية الحالية.
وتابع المصدر: يأتي استيلاء مسلحي التنظيم الموالي للجيش الأمريكي على مراكز توزيع الأعلاف يأتي في ظل الحاجة الماسة للثروة الحيوانية للمواد العلفية التي تقدم لهم بسعر مدعوم (رخيص) من قبل فرع مؤسسة الأعلاف، وذلك نتيجة تأخر نمو الأعشاب والمراعي الطبيعية التي تتغذى عليها القطعان في ظل انحباس الأمطار الذي تشهده المحافظة.
من جانب آخر أدى استيلاء تنظيم "قسد " بدعم من الجيش الأمريكي على المطاحن والمخابز العامة والأفران الخاصة وسرقة محتوياتها من مستلزمات إنتاج رغيف الخبز إلى حرمان الأهالي في مناطق مختلفة من أرجاء محافظة الحسكة من مادة الخبز.
وبين المصدر الحكومي بأنه في ظل استمرار ممارسات المليشيا وتضييقها على المواطنين ومنع الجهات الحكومية من تقديم واجبها الخدمي تزداد شكاوى المواطنين من عدم توفر مادة الخبز وحدوث أزمة خانقة ناتجة عن قيام المليشيا بتخفيض الكميات المنتجة ضمن المخابز العامة المستولى عليها وإنتاج ربطة الخبز بنصف الوزن السابق وتقليل عدد الأرغفة إضافة إلى توقيف العمل بأغلبية الأفران الخاصة.
عودة الاستقرار في إنتاج مادة الخبز وتوفيرها لجميع المواطنين في محافظة الحسكة مرتبط بعودة المطاحن والمخابز والأفران المستولى عليها من قبل المليشيا إلى الجهات الحكومية وعدم تدخلها في صناعة رغيف الخبز أو سرقة مستلزمات الإنتاج علماً بأن الأفران العامة الحكومية التي لا تزال تعمل تحت إشراف فرع المخابز مستمرة بتأمين الخبز للأهالي ضمن نطاق عملها. بحسب المصدر الحكومي السوري.