يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والسفير السابق بالخارجية العراقية الدكتور قيس النوري إن "القوات الأمريكية في في حالة تأهب منذ أن تموضعت في العراق، لذلك فإن الإعلان الأخير عن رفع الاستعداد لا يشكل جديدا بالنسبة لهذه القوات".
ضغوط على إيران
وأضاف لـ"سبوتنيك": "أعتقد أن هذا الإعلان يندرج تحت خطوات الضغط غير المباشر على إيران لدفعها إلى قبول التحرك نحو طاولة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملفات العالقة، النووي والصاروخي تحديدا، والجانب الإيراني يدرك أن الولايات المتحدة لا تتجه بهذا التصعيد نحو مواجهة عسكرية، لأسباب متعددة أولها: أن السلوك الإيراني في المنطقة يوفر للولايات المتحدة فرص التدخل نتيجة السلوك الإيراني، علاوة على ذلك تستثمر الإدارة الأمريكية الجديدة هذا التأزم وتوظيفه بمزيد من الابتزاز لدول المنطقة والخليج العربي تحديدا".
وتابع النوري: "المعروف أن الولايات المتحدة تغذي وتوظف الأزمات وتديرها بما يعظم من مصالحها، بمعنى أنها لا تعمل على حل الأزمات مثلما هو حاصل في العراق والمنطقة، وإنما العكس تماما، وهذا السلوك لا يتقاطع مع السلوك الإيراني، وإنما يلتقي معه في إطار مصالح ورؤى أمريكية إيرانية مشتركة".
بقاء طويل الأجل
قال المحلل السياسي العراقي، عبد القادر النايل:
"من المعلوم أن واشنطن تستخدم حلف الناتو لتوسيع انتشارها في العراق، وطريقة بناء القواعد العسكرية في العراق وسوريا تؤكد أنها تسعى لبقاء طويل الأمد في هذه المناطق، ولاسيما التي فيها سيطرة على عقدة الطرق وآبار النفط والغاز، وهي في صراع مع أطراف دولية كروسيا في سوريا، وهناك تحرك إيراني أيضا للسيطرة على جميع الطرق ومناطق النفوذ، وهذا يجعل هناك فرصة للاحتكاك العسكري بينهم، لأن العراق أصبح الساحة الرئيسية للصراع".
وأضاف لـ"سبوتنيك": "القصف موخرا على أربيل جعل أمريكا تعيد جميع حساباتها وتحديدا بعد وصول معلومات مؤكدة على وصول صواريخ إيرانية متوسطة وبعيدة المدى في عدة مناطق، منها جرف الصخر والقائم وسنجار ومناطق أخرى، ويأتي هذا التأهب لحماية قواعدها وجنودها".
اتساع المخاطر
وأشار النايل إلى أن: "الاجتماع الذي ضم ضباط من الحرس الثوري الإيراني وحزب العمال الكردستاني ومسؤولي مليشيات الحشد الشعبي في سنجار قبل أسبوع، كان واضحا منه أنهم اتفقوا على استهداف التواجد الأمريكي والتركي، وأصبح التنسيق بينهم بمستوى عالي جدا، وهذا ما جعل أمريكا تقدم على قصف مقرات حزب الله النجباء على الحدود السورية العراقية قبل عدة أيام".
وأكد المحلل السياسي: أن "المخاطر بدأت تتسع ضد الأمريكان وتمثل هذا في عمليات خطف الجنود والمواطنين والمقاولين في العراق ووصل الأمر إلى ضباط المخابرات، الأمر الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على مصالحها، لأن الوقت الحالي حرج جدا ومفصلي بسبب المفاوضات على ملف إيران النووي".
وأفادت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة، بأن التحالف الدولي بقيادة واشنطن رفع مستوى التهديد للقوات الأمريكية في العراق، ووضع القوات في قاعدة "بلد" في حالة تأهب.
وقالت المصادر إن الأنشطة الضرورية سيكون فقط مسموحا بها في قاعدة "بلد" من الساعة 6:30 مساء وحتى 5:00 صباحا بالتوقيت المحلي، مع فرض الوسائل الوقائية الإلزامية على أي شخص خارج المباني المحصنة في القاعدة.
وحسب تقرير لـ"فوكس نيوز"، فإن مثل هذا الوضع قد يستمر عدة أيام، ويأتي بمثابة إجراء احترازي روتيني، تم اتخاذه بناء على الأوضاع الميدانية الحالية.
وكانت القاعدة التي تستضيف قوات التحالف الدولي، قد تعرضت الأسبوع الماضي لقصف صاروخي، واتهمت الولايات المتحدة "المليشيات المتحالفة مع إيران" بالوقوف وراء الهجوم.
ووجهت الولايات المتحدة منذ يومين ضربة جوية إلى مواقع في سوريا، قالت إنها تابعة "للفصائل المتحالفة مع إيران".
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الضربة الجوية الأمريكية على الميلشيات في سوريا كانت بتوصية منه، وتأكيدا على ما تم قوله بأن واشنطن سترد في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن المبنى الذي تم استهدافه في سوريا تستخدمه الميليشيات المسؤولة عن الهجمات الأخيرة.
وتخشى القوات الأمريكية في العراق ردا محتملا على الضربات في سوريا، حسب تقرير "فوكس نيوز".
وتعرضت قاعدة بلد الجوية لهجوم صاروخي كاتيوشا نهاية الأسبوع الماضي، أدى إلى إصابة مقاول محلي لشركة ساليبورت الأمريكية، المكلفة بصيانة طائرات "إف – 16" العراقية.