جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الإثنين، أجاب خلالها على العديد من الأسئلة المتعلقة بملفات شائكة في العراق.
وقال الكاظمي، ردا على سؤال عن وضع الحكومة العراقية التي يقول البعض إنها واقعة بين مطرقة أمريكا وسندان إيران: "لا يمكن القول إن العراق كدولة اليوم يعيش تحت الوصاية سواء الدولية أو الإقليمية".
واستدرك بقوله: "لكن هناك ظروفاً سياسية وأخطاء جسيمة ارتكبت بحق الشعب العراقي طوال العقود الماضية ساهمت في تحول العراق في مراحل سابقة إلى ملعب لطموحات ومغامرات وفائض العنف الفكري أو التسليحي إقليمياً ودوليا".
وشدد الكاظمي على ضرورة أن يبقى قرار العراق بيد مواطنيه وحدهم، مضيفا: "قلنا للجميع: نحن لسنا ملعباً، فالعراق القوي والمتماسك سيكون عاملاً إيجابياً لتكريس الأمن والسلم والتعاون في المنطقة والعالم".
وحول ما إن كانت زيارة بابا الفاتيكان المقررة للعراق خلال الأيام المقبلة تشكل مشكلة أمنية في ظل هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي" وتزايد الهجمات الصاروخية، قال الكاظمي: "ليست هناك مشكلة جوهرية على الصعيد الأمني. فالحكومة والأجهزة الأمنية اتخذت التدابير والإجراءات اللازمة التي من شأنها تأمين حركة قداسة البابا وسلامته".
وأضاف: "سيكون سماحته فوق ذلك محمياً بالعراقيين أينما حل لأن أهل العراق يقدرونه ويثمنون مواقفه الإنسانية عالياً، والأصداء التي تسبق الزيارة والاستعدادات الجارية لاستقباله بما يليق بمكانته تعكس مؤشراً لا يخطئ على ترحيب الجميع بالزيارة والاحتفاء بحضوره".
كذلك تطرق الكاظمي لاحتمالية أن تكون للصواريخ التي تستهدف المنطقة الخضراء وسط بغداد وأماكن تواجد الأمريكيين علاقة بالثأر لقاسم سليماني، أو بالضغط على واشنطن لاستعجال إلغاء العقوبات على إيران والشروع في التفاوض معها حول برنامجها النووي.
وقال رئيس الوزراء العراقي في هذا الصدد: "استخدام منطق القوة والتلويح بغير ذلك من أساليب لي الأذرع هو رهان خاسر على المدى القريب والبعيد ولا يخدم مصالح أحد، بل يتعارض مع مصالح شعوب المنطقة ويصعد حالة عدم الاستقرار والتوتر فيها".
وأضاف: "أجهزتنا الأمنية تتابع العصابات الخارجة على القانون التي تحاول خلط الأوراق عبر عمليات القصف الصاروخي هنا أو هناك، ولدينا معتقلون ومتورطون سيعرضون على القضاء. مسارنا واحد هو مسار الدولة العراقية واحترام قوانينها واتفاقاتها وقراراتها، قرار السلم والحرب هو قرار الدولة وليس قراراً يتخذه أفراد هنا أو مجموعات هناك، وأي تجاوز على قرار الدولة سيواجه بسلطة القانون وملاحقة المتسببين به بما يحكم به القضاء".
وشدد على أن "استخدام الأراضي العراقية لتوجيه رسائل سياسية مسموح فقط عندما يكون من خلال القنوات الدبلوماسية والأساليب السياسية... وليس من حق أي دولة أن توجه رسائل إلى الآخرين على حساب أمن شعبنا واستقراره، والعراق حكومة وشعباً وقوى سياسية يرفض أي تدخل في شؤونه الداخلية".
وعن تحسن العلاقات بين بلاده والسعودية، أكد الكاظمي وجود تعاون وثيق بين البلدين، و"تصاعد ملموس للتعاون البيني على صعيد التبادل التجاري والاستثماري وسوى ذلك من ميادين حيوية".
ومضى قائلا: "عقدت مع أخي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اجتماعاً مرئياً ناجحاً للمجلس التنسيقي العراقي - السعودي ونحن متواصلون بشكل دائم".