علي بهاء معلا، فنان ونحات تشكيلي سوري أبدع في عمله، وجسد التاريخ بواقع مؤلم، فن دخلته صناعة الآلة الموسيقية لتكون عنوان لحن الحياة والأمل بمستقبل مشرق.
وكالة "سبوتنيك" التقت النحات علي معلا ليخبرها عن البداية التي اتسمت بنضوج الحواس والتعرف على ما يحيط به من أشياء وأصوات وحركة وسكون وتصارع مواد وعواطف وأحاسيس، ويقول: "كنت أراقب كل شيء. هذا أهلني لعشق العمل والإنجاز وترجمة ما يجول بداخلي من أفكار وإخرجها إلى النور".
ويضيف: "هاجسي هو الدقة في العمل من خلال إيجاد الطرق والتقنيات العالية التي تخدم العمل وتكسر الزمن لأن العمر قصير والأفكار كثيرة وهي رسالة يجب علينا أن نوصلها بأمانة"، مشيرا لانتقاله من الأدوات التقليدية إلى أدوات "كسر الزمن"
ويتابع: "فن النحت شامل بالنسبة لي يدخل في عدة علوم مثل الفيزياء والرياضيات والميكانيك وغيرها ومن جميع النواحي".
وعن كثرة المرأة في أعماله، ينوه معلا إلى أن "المرأة مخلوق جميل وهي رمز الخصوبة والعطاء مثل عشتار وفينوس وغيرهن ممن جسدن الحضارات القديمة كزنوبيا وكليوباترا".
ويكمل معلا حديثه "تعاملت بالنحت مع أكثر الخامات ونفذت كم من الأعمال (رخام، خشب، صلصال، معدن، جبس، ريزين) لكن خشب الزيتون شدني كثيرا لما له خاصية من خلال التشكيل والعروق والفراغات التي في المادة تجبرك على التأليف مرات ليكمل العمل بالشكل الصحيح، هنا يكون الحوار بين العمل والفنان الذي بدوره يخلق التوازن بين الكتلة والفراغ والفكرة".
ويوضح أن "للمنحوتة مقومات عدة أهمها الفكرة والتأليف والصياغة"، منوها إلى أن "طرح الفكرة على المادة يحتاج إلى براعة النحت لكي يدهش ويجذب المتلقي ويثير اهتمامه بالبحث عن الفكرة الكامنة بالمنحوتة".
ويشرح معلا أن "النحت توثيق للمراحل التاريخية وما يدور فيها وهنا يكمن دور الفنان في خدمة الوطن والإنسان وإزالة القباحة التي شكلها الإرهاب، وأكبر دليل لوحة بيكاسو المشهورة التي رسمها في عندما قصفت قريته (جورنكا) في الحرب العالمية من قبل الألمان، وأنا وثقت التاريخ الفينيقي بصناعة مجسمات لسفن الفينيقيين، ووثقت الحرب السورية بتمثال أم الشهداء الذي أعتبره أهم أعمالي".
لماذا اتجه لصناعة الآلات الموسيقية؟ يجيب معلا: "اتجهت لأنها تحتاج إلى الدقة ولا تقبل الخطأ وأحياء لأجل التراث كما في صناعة القانون الذي أخاف عليه من الانقراض بالإضافة إلى محبتي للعزف والموسيقى ليس الدافع مادي فقط، فليس الربح هو الغاية، أكثر الأعمال مهداة".
ويختم معلا مع "سبوتنيك" بالقول: "غاية فن النحت توثيق تاريخي وخدمة إنسانية ومعالجة بصرية للأشياء، وخصوصا في بلد وجدت به أول أبجدية في التاريخ".