ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" مقابلة مع القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، والتي تطرق فيها لأبعاد تلك المؤامرة.
وتحدث دقلو عن فض الاعتصام الخاص بالمتظاهرين، عقب الإطاحة بالبشير، الذي اتهمت بتنفيذه قوات الدعم السريع.
وقال عبد الرحيم دقلو: "القوات التي شوهدت بالفعل تابعة لنا، ولكن قيادة الدعم السريع لم تعطهم الأمر بفض اعتصام القيادة، لقد شاهدت أفراداً من (الدعم السريع) يحملون العصيّ ويشاركون في فض الاعتصام، فاتصلت بقائد عملية فض منطقة كولمبيا (عثمان)، وسألته عن هوية القوات المشاركة في العملية".
وتابع قائلا "قلت له: هذه القوة تابعة لنا، وقائدها اللواء صادق سيد، ولم تصدر لها الأوامر بالمشاركة في فض الاعتصام وهذه خيانة وانقلاب".
واستمر قائلا "وبعدها تساءل حميدتي عن القوة التي شوهدت في ساحة الاعتصام بقوله: لماذا دخلوا ساحة الاعتصام؟، فتلقى إجابة: إن اللواء صادق سيد هو من جاء بها، وهم غير مسلحين ويحملون عصياً وسياطاً فقط. ومع هذا فإن الذين أطلقوا الذخيرة على المعتصمين ليسوا تابعين للدعم السريع)".
واستدرك بقوله "لاحقاً ألقينا القبض على صادق سيد وكل القوة التي دخلت معه، وقدمناهم لمحكمة عسكرية، برّأت العساكر وحمّلت المسؤولية لمن أصدر الأوامر".
أكد دقلو أن القوة التي فضت الاعتصام ليست متفلتة كما يروج له، بل إنها تلقت أوامر من "شخص متآمر أراد فض الاعتصام، وتخريب سمعة (الدعم السريع)".
وتساءل دقلو: "كيف نفض الاعتصام، وهو كان يحمينا من خطر الانقلاب؟ فالمجلس العسكري تعرض لتضليل من جهة معروفة"، رافضا تسمية تلك الجهة.
وقال القائد العسكري السوداني إنه لا توجد مصلحة لقواته في فض الاعتصام، مضيفا "حميدتي أكد أننا داعمون لاستمرار الاعتصام لأنه إذا انفضّ، فهناك انقلاب الإسلاميين يتربص بنا، ويجري الإعداد له منذ 6 أبريل، ولولا الاعتصام لنجح هذا الانقلاب".
وأردف بقوله "هناك مجموعة معروفة للجميع تحاول إلصاق الاتهامات بالدعم السريع، لأنه أعاد تشكيل الواقع الجديد، بما يخالف الموروث عن الثورات السودانية، حيث كانت الثورة تأتي بالقيادات التي ظلت تسيطر على البلاد طوال 60 عاماً، ولهذا فهي ترفض الواقع الجديد الذي فرضه الدعم السريع".
يذكر أنه تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية، عزلت قيادة الجيش السوداني عمر البشير من الرئاسة في 11 أبريل/نيسان 2019.
ونهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أقر السودان قانونا بهدف "تفكيك" نظام الرئيس السابق عمر البشير.