رسائل بابا الفاتيكان من العراق.. هل تدعم حكومة الكاظمي؟
قال مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية في العراق الدكتور معتز محي عبد الحميد في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، "هناك حالة من الغبطة بزيارة البابا، فلأول مرة يرى العراقيون شخصية بهذا الثقل بشكل مباشر صوت وصورة معهم ويسير بينهم ويواسيهم، وهو ما لم لم يجدوه من شخصيات عراقية".
الدين في خدمة السلام
وأضاف عبد الحميد لـ"سبوتنيك": "لقد قال البابا أثناء حديثه في بغداد، أن الدين بطبيعته يجب أن يكون في خدمة السلام والأخوة، ولا يجب استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش، وهذا يؤكد أن البابا جاء إلى العراق ليؤكد على عدة رسائل منها، لا للظلم والتفريق بين الناس على أساس الكفاءة والمحسوبية والفساد الإداري، ولا لكبت الحريات الدينية، كما حدث من سيطرة الإرهاب وتفشي أفكار تنظيم "داعش" وقتل الأبرياء بتلك الأفكار المضللة، وأيضا كانت إحدى رسائله برفض العنف الذي أدى بالعراق إلى أن يصبح بؤرة للإرهاب، ويستقطب المسلحين من كافة أرجاء العالم لخوض معارك ضد فئات وقوميات الشعب".
وتابع عبد الحميد:" أن الزيارة ركزت أيضا على أن تسود العدالة الاجتماعية كافة كيانات المجتمع وأن يكون العراق فاتحة خير لكافة الشعب ودول المنطقة، كما ركزت الزيارة على ضرورة بذل الجهود لمحو وإبعاد الفقر عن المواطنين وأن يتمتع الإنسان العراقي بحياة كريمة".
إزالة الفقر والأحزاب
وأشار عبد الحميد إلى أن "هناك شباب انتفض في الناصرية قرب الزقورة مرقد ومقام النبي إبراهيم عليه السلام، وهذه أعطت رسالة للعالم بأن هؤلاء الشباب كانوا ينطلقون من رغبة في إزالة الفقر والأحزاب التي تنتشي بشعارات دينية واستباحت القتل في وسط المدينة، كل هذه دلالات كبيرة جدا أثرت في الشعب العراقي ومستقبل بقائه وديمومه محاسبة الفاسدين والقتلة والمأجورين".
البابا والحكومة
قال المحلل السياسي العراقي عبد القادر النايل إن "الشعب العراقي يرحب بأي زائر يهدف إلى احترام العراق ويؤمن بالحوار البناء، ويدعو إلى التخفيف عنه، وزيارة البابا في هذا التوقيت الحساس من فشل الأحزاب السياسية والانعزال الدولي والمحلي للسلطات الحكومية، استغِلت من الحكومة وبالغت بالاهتمام بها لأن الإعلام الدولي ركز عليها، وهم يريدون النفاذ إلى المجتمع الدولي من خلاله، وهذا الشيء لن يغير قناعات الشعب منهم، ولن يتخلى عن مطالبته بإزاحتهم".
أخطر الرسائل
وأضاف النايل لـ"سبوتنيك": "أما الرسائل التي حملتها الزيارة، تنوعت بين المحلية والدولية، فقد زار السيستاني في النجف وكان بيان الفاتيكان واضحا وهو مطابق لما وصلنا من المقربين من الزيارة في النجف، حيث طلب البابا أن يتدخل السيستاني لدى الأحزاب والمليشيات الشيعية التي تستولي على 3000 منزل ومحل تجاري في بغداد بطرق غير قانونية وإعادتها المكون المسيحي، والمساهمة بإعادتهم من الخارج لأنهم تعرضوا إلى تهجير كبير، وأما الرسالة الخارجية فقد ذهب إلى أور التي هي مكان النبي ابراهيم عليه السلام أبي الأنبياء، وهي رسالة إلى إسرائيل لأنها تتعلق بالبيت الابراهيمي، وهي دعوة إلى التطبيع لأنه من خلال الاجتماع مع السيستاني أطلقوا دعوة إلى حكام العالم لتغليب لغة الحوار عن الحرب، ومن خلال التحليل يبدو أن رسالة البابا من خلال السيستاني إلى إيران بالقبول بالتطبيع والتفاهم مع إسرائيل لحل مشاكلها في المنطقة ومع أمريكا".
وتابع النايل: "أرسل البابا بزيارته إلى السيستاني رسالة ليست إيجابية، بأنه زار مرجعا شيعيا دون أن يلتقي مع المكونات العراقية الأخرى والديانات في العراق، ولذلك علماء السنة قاطعوا دعوته للحضور في أور عندما أقام القداس هناك، أما الشعب العراقي وضع إشارات عتب كبيرة على اهتمام البابا بالمليشيات والأحزاب التي تلطخت أياديهم بالدماء العراقية تحديدا منها متظاهري ثورة تشرين الأول/أكتوبر".
وأفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، "بأن بابا الفاتيكان ودع مدينة أور الأثرية موطن النبي إبراهيم بعد إقامته صلاة تاريخية على كل الأديان من محافظة ذي قار جنوبي العراق والمحافظ المكلف لمحافظة ذي قار، عبد الغني الأسدي، ليعود إلى بغداد التي وصل إليها ظهر يوم أمس في زيارته التاريخية الأولى من نوعها للعراق.
ويزور البابا، اليوم كاتدرائية مار يوسف للكلدان، الواقعة في منطقة الكرادة تحديدا في الفرع الأول بعد مبنى المسرح الوطني، في بغداد، لإقامة قداس فيها.
ووصل بابا الفاتيكان فرنسيس، إلى مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار موطن أبو الأنبياء وحرف الكتابة الأول في العالم، جنوبي العراق، بعد اللقاء التاريخي مع المرجع الديني آية الله العظمى علي السيستاني في النجف صباحا.
واستقبل محافظ ذي قار المكلف عبد الغني الأسدي، قداسة بابا الفاتيكان "فرنسيس" في مطار الناصرية مركز ذي قار، اليوم السبت، حيث سيزور بيت النبي إبراهيم أبو الأنبياء في مدينة أور التاريخية موطن الديانات الكبرى الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية.
يوم التسامح
أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، تسمية السادس من آذار/ مارس يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق. وجاء هذا الإعلان عقب الزيارة التي جمعت الحبر الأعظم (البابا فرنسيس) والمرجع الأعلى علي السيستاني، في مدينة النجف العراقية.
ونشر الكاظمي تغريدة عبر حسابه الرسمي "تويتر"، قال فيها: "إنه بمناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وقداسة البابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، نعلن عن تسمية يوم السادس من آذار من كل عام، يوماً وطنيا للتسامح والتعايش في العراق".
ووصل البابا فرنسيس إلى بغداد يوم أمس الجمعة، في مستهل زيارة تاريخية للعراق تستغرق أربعة أيام، هي أول زيارة بابوية للعراق على الإطلاق.
واهتم البابا فرنسيس عند إعلانه زيارة العراق على أن تكون زيارته "رسالة صمود" إلى مسيحيي العراق، الذين يعتبرون من أقدم وأعرق المسيحيين في المنطقة، والذين واجهوا تحديات كبرى، بحسب قوله.