وأفاد مراسل "سبوتنيك" في محافظة الحسكة نقلا عن مصادر محلية وميدانية بريف الرقة، أن قوات الشرطة العسكرية الروسية أجرت اليوم السبت، عملية لتبادل جثث القتلى بين مسلحي الفصائل "الكردية" من طرف ومسلحي الفصائل "التركمانية" من طرف أخر بمحيط مدينة عين عيسى الاستراتيجية الواقعة على طريق عام (الحسكة– الرقة– حلب) المعروف باسم (M4) شمالي محافظة الرقة.
وكان عناصر ما يسمى "فرقة سليمان شاه" التركمانية الموالية للجيش التركي، تمكنوا من إيقاع قرابة 20 مسلحا من الموالين للجيش الأمريكي في "قسد" بين قتيل وجريح، بعملية "انتحارية" نفذها مسلح موال للجيش التركي من إحدى الفصائل التركمانية، على محور قرية الدبس بريف عين عيسى فجر يوم الأربعاء 24 مارس/ آذار، مع سحب 7 جثث منهم إلى مناطق انتشار الجيش التركي شمال المدنية.
وتابعت المصادر كما تم نقل جثث قتلى الفصائل "التركمانية" الذين قتلوا على محور قريتي صيدا ومعلك في ريف عين عيسى في الفترة الواقعة بين 18 و20 آذار الجاري من قبل عناصر الشرطة العسكرية الروسية من مناطق سيطرة "قسد" وتسليمها لقوات الجيش التركي.
وفي السياق، قال مراسل "سبوتنيك" أن جبهات التماس بين مسلحي الفصائل "الكردية" والفصائل "التركمانية" بمحيط بلدة تل تمر شمالي غربي الحسكة، شهدت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت لوقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، وذلك بعد إفشال محاولة تسلل لمسلحي تنظيم "قسد" على قرية الريحانية الواقعة تحت سيطرة مسلحي "التركمانية" والتي قامت بدورها بقصف مواقع الأولى في عدد من قرى ريف تل تمر عبر قذائف المدفعية والهاون.
وتأتي أهمية مدينة عين عيسى، من موقعها الاستراتيجي المهم على الطريق الدولي (الحسكة- الرقة- حلب) المعروف باسم (M4) الرابط بين شرق سوريا وغربها، وتحاول جميع الأطراف المتنافسة فرض سيطرتها الكاملة على المدينة، فبالنسبة لتنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي والذي يسيطر على الجزء الأكبر منها ومن قراها، تعنى خسارته للمدينة خسارة شريان حيويّ مهمّ، وقطع طريق الإمداد عن مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج في ريف حلب، وعزلها عن الرقة ومحافظة الحسكة، وتقطيع كامل لما يسمى (إدارة الأقاليم) التي يديرها التنظيم.
وكانت مدينة عين عيسى تعتبر العاصمة الإداريّة والسياسيّة لـ"قسد" فقد كانت تحتضنُ ما يسمى "المجلس التنفيذيّ" وما يسمى "المجلس العامّ" وما يسمى "مجلس سوريا الديمقراطيّة" و"الماليّة العامّة"، التابعة لما يسمى "الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا" قبل نقلها إلى مدينة الرقّة إبّان العملية التركية التي استهدفت مدينة تلّ أبيض في تشرين الأول 2019، بعد انسحاب مفاجئ لأهم القواعد الأمريكية في المنطقة القريب من المدينة في مقر اللواء 93.