علق الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، اللواء عبد الله الجفري، على تصريحات الخارجية في سلطنة عمان حول جهود مسقط والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف الحرب، قائلا: "إلى الآن لم يصدر بيان رسمي عن القيادة في صنعاء إن صح هذا الأمر، وفي كل الأحوال فإننا نسير وفق استراتيجية ثابتة، بأنه لن يكون هناك سلام إلا بوقف العدوان ورفع الحصار المفروض على الشعب اليمني، هذا بالإضافة إلى أنه لا يمكن القبول بربط القضايا الإنسانية بالملف العسكري والسياسي.
وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "أي حوار أو لقاء لبحث القضايا لا بد وأن يرتقي إلى تطلعات شعبنا العظيم، وما قدمه من تضحيات، ورفع الوصايا الخارجية عنه، وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية واحترام حسن الجوار، وهذا من أهم الشروط، لأننا اليوم أمام ثورة، وهي ثورة الـ21 من سبتمبر/أيلول، وأهم أهدافها هو قطع الوصاية الخارجية، ونحن اليوم في موقع متقدم على كافة المستويات عسكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا، لذا نحن نتحدث اليوم من منطلق قوة وليس ضعف".
وتابع الجفري: "الجيش واللجان الشعبية يسيطران على أجزاء كبيرة اليوم في مدينة مأرب، وهي أرض يمنية يتطلب تحريرها، وهي أيضا من أهداف الثورة بتحرير كل شبر من الأراضي اليمنية، نحن نعلم أن أمريكا وأعوانها يحاربون اليوم للحفاظ على ما تبقى من العناصر المتطرفة في مدينة مأرب، والتي جلبوا لها هؤلاء من كل بقاع العالم وحولوها إلى قندهار اليمن".
وأكد: "لا تنازل عن حقوق الشعب اليمني التي بذل في سبيلها الغالي والرخيص، والرجوع عن أي من الثوابت التي أطلقتها الثورة يعد خيانة لأبناء الشهداء، لأننا نتحدث عن مطالب حقوقية لا يمكن التنازل عنها".
من جانبه أكد الخبير العسكري الجنوبي، العميد محمد جواس، أن "سلطنة عمان طرف رئيسي وسيط في الأزمة اليمنية، والأهم من ذلك أن هناك مساعي وحاجة أمريكية لوقف الحرب، وقد أعلن ذلك الرئيس الأمريكي بايدن، بأن الحرب اليمنية هى مسألة أمن قومي بالنسبة لواشنطن، في ظل صراع واشنطن مع الصين وطهران، فهى تريد وضع حدا لأزمة الحرب في اليمن".
وأشار جواس في حديثه لـ"سبوتنيك إلى أن "عملية وقف الحرب وإنهاء الأزمة قد تنظر إليها الولايات المتحدة على أنها تستحق الاهتمام والضغط من أجل إنهائها لأنها لو تأخرت عن ذلك ربما لا تستطيع وقفها، لذلك هناك رغبة أمريكية قوية لوقف الحرب، هذه الرغبة تحتاج إلى إرادة قوية كما قال السفير البريطاني لدى اليمن، وكأنه يتشكك من تلك الإرادة، وبالتالي فإن وقف الحرب هى أكثر من رغبة للأطراف المتصارعة، لأنها رغبة أمريكية وسعودية، لأن خطر أنصار الله قد وصل إلى تهديد المملكة ومصادر الطاقة والمصالح الدولية".
رغبة سعودية
وأكد أن "مبادرة السلام التي أطلقتها الرياض هى رغبة سعودية قوية ناتجة عن توافق مع مواقف الحليف الأمريكي، كما أن هناك أمورا كثيرة ضغطت على السعودية لوقف الحرب، بعد أن خسرت السعودية رهانها على الشرعية طوال ست سنوات، وهذا ما يدفع المملكة للبحث عن مخرج من تلك الحرب".
وحول شروط "أنصار الله" من أجل الجلوس للتفاوض، قال جواس: "أرى أن هناك تعنت في الطلبات من جانت الحوثيين، وكان يمكن أن يكون هناك توازن في الطلبات بدلا من عرقلة التقدم إلى الأمام نحو السلام".
وعبرت سلطنة عمان، التي تقوم بدور وساطة في محادثات حول التسوية السياسية في اليمن، أمس الثلاثاء، عن أملها بالتوصل إلى النتيجة المرجوة في "القريب العاجل".
وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء العمانية، أن "السلطنة مستمرة في العمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والمبعوثين الأممي والأمريكي الخاصين باليمن والأطراف اليمنية المعنية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة في الجمهورية اليمنية الشقيقة".
وتابع البيان: "السلطنة تأمل في أن تحقق هذه الاتصالات النتيجة المرجوة في القريب العاجل وبما يعيد لليمن الشقيق أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح دول المنطقة".
وعرضت السعودية، التي تقود تحالفا لقتال الحوثيين في اليمن، اقتراحا لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، لكن جماعة "انصار الله" قالت إنها لن توافق على أي حل إلا إذا اشتمل على رفع الحصار الجوي والبحري.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أكد محمد علي الحوثي، القيادي في جماعة "أنصار الله"، لـRT أن الحوثيين لم يتسلموا أي مبادرة مكتوبة ورسمية من السعودية، مؤكدا أنه عند تسلمها ستتم دراستها والرد عليها.
وذكر الحوثي أن المحادثات التي تدور بين الحوثيين والأمريكيين في سلطنة عمان، ليست مباشرة، مؤكدا أنه لا مانع لديهم من الجلوس مع الأمريكيين. وأضاف: "ما وصلنا من العمانيين لا يرقى حتى الآن إلى مستوى ما يجب أن يقدم في رؤية السلام".
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
وقد اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.