في موكب مهيب وقف له العالم متباهيا ومثنيا على عظمة التاريخ الذي استيقظ ليؤكد على الحاضر، في ليلة تاريخية مر فيها ملوك مصر عبر شوارع القاهرة بجوار النيل الذي كان وما زال وسيظل شاهدا وحافظا ومؤمنا بمجراه منذ فجر التاريخ في قلوب كل من عاش على ضفافه وسيعيش.
من متحف التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط مر موكب المومياوات الذي ضم 22 مومياء لملوك مصر القديمة (18 ملك و4 ملكات) ، لكن الضوء لم يقتصر على موكب الأجداد، بل تقاسمته عازفة آلة التمباني المصرية رضوى البحيري.
ليست الصدفة هي من وضعتها أمام عدسة الكاميرا في هذا اليوم التاريخي، لكنه الجهد الذي بذلته البحيري بمساندة أسرتها الفنية أيضا..
تقول البحيري في حديثها لـ"سبوتنيك": استمرت البروفات لفترات طويلة، وكان العمل يسير بكل شغف وحب في انتظار الحفل، لكنه كلما اقترب كان الخوف يزداد، لكنه الخوف من المسؤولية التي تحملناها والتي تتعلق بصورة مصر، ليست صورتنا فحسب، حيث كنا جميعا على يقين بأن ما سنقدمه سيشاهده العالم، وهو ما ضاعف المسؤولية وجعلنا على يقين بأننا نستطيع أن نبهر العالم".
وتابعت: "تنوع الآلات أيضا الشرقي والغربي وكم التداخل في الموسيقى كان مجهدا للجميع".
ومضت بقولها:
"في الحقيقة لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، أو أن يتصل بي أحد عقب الحفل، لكن ما حدث كانت مداعبة مع والدتي قبل يوم الحفل مباشرة، حيث كانت تشاهد أحد البرامج ونحن نتحدث بعض تفاصيل الحفل مازحتها قائلة: ستاهديني هنا غدا على هذه القناة وقد يتحدث عني"، وكانت مجرد دعابة مني لوالدتي، ولم أصدق حتى الآن أن الأمر تحقق بالفعل، ربما كانت بركة الفراعنة".
واستطردت بقولها: "الشعور مختلف حتى الآن بالفعل، ولا أصدق ما يحدث حتى الآن، لدي شعور بالفخر، وزاد الفخر أيضا بعد اتصال معظم القنوات معي، والثناء الذي سمعته من الجميع، وأتمنى أن أكون قد عبرت عن الذي كنت أشعر به خلال الحفل".
تعمل البحيري ضمن فريق أوركسترا الأوبرا المصرية، وتعزف على هذه الآلة من 15 عاما، وانضمت لمعهد الكونسرفتوار منذ وهي في السابعة من عمرها.
تخرجت في العام 2005، وعملت في نفس العام بأوركسترا الأوبرا المصرية مع المايسترو نادر العباسي حتى اليوم.
نشأت البحيري في أسرة فنية حيث تعمل والدتها بأكاديمية الفنون "أستاذ" ومغنية أوبرا، ويعمل والدها بالتلفزيون المصري.
وأكدت البحيري أن المرأة المصرية كما كانت في عهد الفراعنة قائدة وبارعة في كافة المجالات هي ذاتها اليوم التي تثبت قدرتها في كل الأماكن والمحافل.