فعلى مدار سنوات وقعت مواجهات بين تل أبيب وطهران بشكل مباشر أو غير مباشر في لبنان وسوريا وقطاع غزة، لكن الأشهر الأخيرة شهدت مواجهات بين الجانبين في البحر.
وتمثلت المواجهات البحرية في سلسلة غامضة من عمليات التخريب والهجمات التي استهدفت سفنا من الجانبين، بحسب "فرانس برس".
ويخوض الجانبان "حربا بالوكالة" منذ فترة ليست بالقصيرة في الشرق الأوسط، إذ يتقاتل "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران مع الجيش الإسرائيلي.
وبينما تخوض حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة وتتلقى دعما من طهران حروبا مع إسرائيل، تتعرض "مجموعات موالية لإيران" بانتظام لضربات جوية إسرائيلية في سوريا.
ومن البر، انتقلت المواجهات إلى البحر، حيث أعلنت إيران في 2019 أن ثلاثا من ناقلاتها تعرضت لهجمات في البحر الأحمر؛ وتتهم إسرائيل إيران بالقيام بعمليات نقل أسلحة، (في البحر أحيانا) إلى حلفائها.
لكن في 25 شباط / فبراير الماضي، تغيرت الأمور، إذ تعرضت سفينة الشحن الإسرائيلية "إم في هيليوس راي" لهجوم في البحر، ووُجهت أصابع الاتهام إلى إيران.
وفي وقت لاحق، أصيبت السفينة الإيرانية "شهر كورد" بالقرب من سوريا، تلتها إصابة سفينة الحاويات الإسرائيلية "لوري" في بحر العرب، ثم سفينة الشحن الإيرانية "سفيز" في البحر الأحمر. وأفادت مصادر مختلفة الثلاثاء الماضي عن إصابة سفينة "هايبريون راي" الإسرائيلية بالقرب من ساحل الإمارات، من دون تفاصيل إضافية.
عن هذا، تقول المحللة سيما شاين من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب خلال نقاش مع صحافيين عبر الإنترنت:
"في الأسبوعين الأخيرين، رأينا أيضًا الحرب البحرية بينهما تخرج إلى العلن بعد أن بقيت سرية لمدة عامين".
أما الباحث فرزين نديمي، فكتب مساء الثلاثاء، على موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:
"حتى الآن، ظل النزاع البحري بين إيران وإسرائيل منخفض الشدة، في منطقة رمادية أقل من عتبة الأعمال العدائية المعلنة، لكن وتيرة الهجمات تتسارع ومن المتوقع أن تتسارع أكثر، أو أن تمتد حتى إلى منطقة جغرافية أكبر".
بدوره، يقول الخبير في الشؤون الإيرانية مناحيم مرحافي: "الطرفان لا يريدان تصعيدا، لكن الأمور قد تتصاعد والإسرائيليون والإيرانيون يدركون هذا الاحتمال ويحاولون تجنبه".
واعتبر مرحافي أن إسرائيل الرافضة بشدة لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الموقع في عام 2015، "تلعب بالنار" في هذه الحرب البحرية الكامنة.