يعتبر البكاء العاطفي عملية فريدة للجنس البشري، ولكن يعتقد بعض الباحثين أن الفيلة والغوريلا تبكي أيضا. عند البشر، لا يحدث البكاء العاطفي في سياق الحزن فحسب بل في أي حالة عاطفية متطرفة تقريبا، سواء كانت فرحة أو غضبا أو ارتياحا أو مفاجأة، بحسب موقع "واللا" العبري.
البكاء العاطفي ليس مجرد عمل يهدئ صاحبه، ولكنه أيضا أداة تساعد الناس على التواصل والترابط مع بعضهم البعض يبدأ الأمر ببكاء الطفل الذي يشير إلى والديه بأنه بحاجة إلى المساعدة، وينتقل أيضا إلى سن أكبر حيث يشير البكاء إلى المحيطين بأن الشخص الباكي يحتاج إلى دعم أو مساعدة.
وجدت دراسة صغيرة من عام 2015 أن البكاء يمكن أن يساعد الأطفال على النوم بشكل أفضل. وجدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين لا يبكون قد يكون لديهم عدد أقل من الروابط الاجتماعية.
وجدت دراسة ألمانية شملت 120 شخصا تمت مقابلتهم أن الأشخاص الذين يبكون يشعرون بمشاعر أقل سلبية مثل الغضب، وأن البكاء يرتبط بتواصل أفضل مع الأشخاص الآخرين، مقارنة بالأشخاص الذين لا يبكون.
مصدر التحفيز العاطفي الذي ينتج الدموع فينا هو في الدماغ، في منطقة تسمى الجهاز الحوفي، والتي ترتبط، من بين أمور أخرى، بالتعبير عن المشاعر المختلفة. يتحكم الناقل العصبي أستيل كولين، الموجود في هذه المنطقة، في الجهاز الدمعي، ويؤدي زيادة إفرازه إلى تحفيز إنتاج الدموع.
الدموع نفسها مصنوعة من الغدة الدمعية الواقعة بين مقلة العين والجفن، وهي تغسل العين ويمكن أن تصرف من خلال أنبوب تصريف موجود في الجانب المركزي لكل عين ويتدفق إلى الأنف.
الدموع التي تفرز أثناء البكاء هي تركيبة كيميائية فريدة من الناحية العاطفية، وتختلف عن الدموع التي تفرز عند دخول الأوساخ إلى العين أو عند تقطيع البصل.
تحتوي الدموع العاطفية على تركيز أعلى من الهرمونات، ووفقا للعديد من الدراسات، فإنها تشجع الدماغ على إنتاج الإندورفين، المعروف بأنه المادة التي تسبب الشعور الجيد وتسكن الآلام.
على الرغم من أن البكاء هو فعل عالمي بين البشر، إلا أنه يعتمد على الثقافة، حسبما وجدت دراسة أجريت عام 2011 لفحص معدل البكاء بين الناس من مختلف الثقافات والبلدان.
بالإضافة إلى الثقافة، فإن تواتر البكاء يعتمد أيضا على الجنس، والسبب في ذلك على الأرجح هو الاختلافات الهرمونية.
أظهرت الدراسات أن النساء يبكين أكثر من الرجال. أحد التفسيرات هو أن هرمون البرولاكتين، وهو أكثر شيوعا عند النساء، يشجع على البكاء، بينما هرمون التستوستيرون، وهو هرمون أكثر شيوعا عند الرجال، ربما يقلل البكاء.
وقارنت دراسة نُشرت في عام 2011 بين ميل الرجال والنساء إلى البكاء اعتمادا على البلد الذي يعيشون فيه وانفتاحه الثقافي.
ووجدت الدراسة أنه في البلدان التي تكون فيها حرية التعبير والانفتاح أكثر تطورا، فإن الرجال يبكون أكثر. بينما تميل النساء أيضا إلى البكاء بصوت أعلى من الرجال، ربما لأن النساء يُمنحن مزيدا من الشرعية الاجتماعية للبكاء بشكل عام، وبصوت عال بشكل خاص.