ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بالوزارة أن مصر سوف تتسلم مقاتلات رافال الثلاثين المتفق عليها بين عامي 2024 و2026 في إطار عقد معلن عنه مسبقا.
ونوهت مجلة "ميلتاري واتش" المتخصصة في الشؤون العسكرية، قيام مصر بتنفيذ مناورة في المفاوضات، حيث أطالت أمد المفاوضات بهدف الوصول إلى أفضل صيغة عقدية ممكنة مع الجانب الفرنسي.
وكشفت الصحيفة عن حصول مصر على عقد شراء مثالي، حيث سيحصل الجانب المصري على 30 مقاتلة بموجب صفقة بقيمة 3.75 مليار يورو (4.5 مليار دولار) ، يتم تمويلها من خلال قرض سيتم إعادة سداده على مدى 10 سنوات على الأقل.
ويأتي هذا الإعلان بعد سنوات من المحادثات حول متابعة محتملة لصفقة تم توقيعها في فبراير 2015، طال أمد المفاوضات، حيث درست مصر البدائل المتاحة بشكل دقيق بسبب ما وصفته المجلة بـ"عدم المرونة الفرنسية بشأن سعر المقاتلات".
الصفقة الجديدة تجعل الجانب المصري أكبر مشغل أجنبي لهذه الفئة من الطائرات في العالم، بحجم أسطول يصل إلى 54 مقاتلة.
الجدير بالذكر، بحسب المصدر، أن المقاتلات ستأتي بمتوسط تكلفة 150 مليون دولار لكل منهما، بعكس الصفة التي حصل عليها الجانب الهندي لشراء 36 مقاتلة، حيث بلغ سعر المقاتلة الواحدة المقدمة للهند حوالي 217 مليون دولار لكل طائرة، أي 45% أكثر من القيمة التي سيدفعها الجانب المصري، الأمر الذي يكشف عن نجاح تفاوضي مصري كبير.
نوهت الصحيفة إلى أن صفقة "رافال" الجديدة تمثل رابع عقد مصري كبير لشراء المقاتلات الجديدة منذ أحداث 2013، حيث توجهت مصر بعد ذلك إلى الشراء من دول أخرى غير أمريكا.
وتضمنت العقود الأخرى للمقاتلات الجديدة عقودا لشراء 46 مقاتلة روسية من طراز "ميغ 29 أم" متوسطة الوزن.
وعد آخر لشراء 24 مقاتلة من نوع رافال خفيفة الوزن.
بالإضافة لعقد آخر وقع في عام 2018 لشراء 26 مقاتلة من طراز "سو 35" من الوزن الثقيل والتي تعد حاليا من فئة "النخبة" بحسب توصيف المجلة.
أسلحة لحروب مصر الخارجية
قال تقرير لصحيفة "لاتريبون" الفرنسية، إن العقد الذي وقعته مصر مع فرنسا لشراء مقاتلات "رافال"، قد يخفي وراءه طلبات عسكرية أخرى، تتضمن سلاحا مهما جدا في حالة الحرب خارج أراضي مصر.
ولكن الصحيفة ذكرت أنه خلف عقد "الرافال" الذي سيدخل حيز التنفيذ في يونيو/ حزيران، أو حتى في يوليو/ تموز بالنسبة لمصر، قد يتم الإعلان عن عقود أخرى قريبا، على غرار شراء القاهرة لقمر صناعي وطائرتي تزويد بالوقود من طراز MRTT وأنظمة رادار بعيدة المدى.
وأشار التقرير إلى أن فرنسا وقفت ضامناً لدى العديد من المؤسسات المصرفية الفرنسية، ليس من أجل تمويل قدره 4 مليارات يورو (سعر الـ30 رافال)، ولكن بمبلغ إجمالي قدره 5.4 مليارات، وفقاً لما ذكرت مصادر متطابقة للصحيفة.
وبيّن التقرير أن القاهرة اشترت مؤخرا أربعة أنظمة رادار ثلاثية الأبعاد بعيدة المدى من طراز "GM400"، تم تطويرها وتصميمها بواسطة شركة "طاليس" للدفاع والأمن.
وتعد طائرة "MRTT" من "ناقلات الجيل الجديد متعددة المهام الأكثر قدرة"، كما توصف على موقع شركة "إيرباص" للدفاع، فقد "أثبتت كفاءتها في أرض المعركة، وتتمتع بقدرات فريدة متعددة الأدوار".
ويعني حصول مصر على طائرات مخصصة للتزود بالوقود جواً، زيادة المدى الذي تستطيع أن تصل إليه طائراتها المقاتلة، بما يعزز قدرتها على تنفيذ عمليات خارج أراضيها.
وبلغ مجموع الواردات المصرية من الأسلحة الفرنسية 7.7 مليار يورو بين عامي 2010 و2019، ما جعل القاهرة رابع أكبر دولة مستوردة للسلاح من فرنسا، وفقاً للتقرير السنوي للبرلمان الفرنسي.