ويعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط في حديث ل"سبوتنيك" ، بأن نتانياهو أراد أن يقلد شارون في عام 2000 ودخوله إلى المسجد الأقصى بالشكل الوحشي المعروف، وهذا الأمر قاده إلى رئاسة الحكومة، لإنه أظهر نفسه بمثابة القائد التاريخي الذي سيوصل إسرائيل إلى بناء الهيكل.
ويشير حطيط إلى أن نتانياهو قام بتحرشات ليس في المسجد الأقصى فقط، بل في حي الشيخ جراح الذي يقود إلى المسجد الأقصى. لكن يبدو أنه وقع في سوء التقدير الميداني والاستراتيجي، فعام 2021 يختلف جذريا عن العام 2000 ، سواء في إسرائيل وفي الإقليم وفي كامل المنطقة. واليوم لا أعتقد أن إسرائيل ستحافظ على الوضع الذي كان قائما قبل اندلاع هذه الانتفاضة.
ويرى حطيط أن "إسرائيل بدأت تلتمس الهزيمة والمرارة، لإنها خسرت الكثير، وخاصة أنها كانت تتصور أن ملف القدس عزل عن القضية الفلسطينية، فإذا بها ترى في الميدان الآن أن القدس في قلب هذه القضية. وهذا الأمر يعتبر فشلا استراتجيا كارثيا بالنسبة لإسرائيل".
ونوه حطيط إلى أن جبهة الجنوب اللبناني، لن تشتعل قريبا، خاصة أن العدو الإسرائيلي الان يتخبط، والفلسطينيون يمسكون بزمام المبادرة في الميدان، ولا يتمكن العدو من إخضاعهم، وبالتالي لا حاجة الان لتوسيع الاشتباكات، إلا إذا أقدمت إسرائيل، وهذا أمر استبعده شخصيا، على تحريك الجبهة الجنوبية، وهذا الأمر لن يكون في مصلحتها. أما أن يبادر حزب الله مباشرة إلى فتح الجبهة وإشعال الحرب من الجنوب فهذا الأمر مستبعد.
وفيما يخص الاختلافات في هامش الجبهات بين غزة ولبنان، يقول حطيط إن "غزة محاصرة، وهناك تضييق على المقاومة فيها، وهناك جهود كبيرة من أجل امتلاك السلاح أو تصنيع الصواريخ، بينما الموضوع في لبنان، أسهل، فالجنوب غير محاصر، وهناك عمق استراتيجي للمقاومة في لبنان، يمتد من سوريا إلى إيران".
ويتابع حطيط حديثه قائلا: "ثانيا، امتلاك الطاقة العسكرية في الجنوب اللبناني هي أضعاف أضعاف ما يملكونه في غزة، وثالثا: إمكانية المناورة في الجنوب تختلف كليا عن المناورة في غزة. رابعا: العنصر الدولي المتمثل بقوات الطوارئ الدولية المتواجدة في الجنوب، وهناك دول تخشى على عناصرها وجنودها من الخطر، وهذا الأمر غير موجود في غزة، وبالتالي هناك اختلافات كبيرة بين واقع غزة وواقع جنوب لبنان".
وتتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية برجين سكنيين آخرهما برج الجوهرة وقبله برج هنادي حيث يقطنهما مدنيون.
وجراء ذلك تواصل المقاومة الفلسطينية رشاقتها الصاروخية تجاه إسرائيل بعد أن حذرت المقاومة من استهداف المباني المدنية لترد بقصف تل أبيب والنقب ومدن أخرى في إسرائيل.
وتصاعد التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على خلفية مواجهات عنيفة شهدها المسجد الأقصى وقد خلفت مئات الإصابات وسط تنديد إقليمي ودولي.