وطالبت موريتانيا الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بالعمل سويا لإقرار آلية دولية فعالة لحماية مقدسات الشعب الفلسطيني، وأرواحه، وممتلكاته.
وقال مراقبون إن هذه الآلية ضرورية ومهمة في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من تهجير وقتل، مؤكدين ضرورة تكاتف الدول العربية والغربية المساندة لفلسطين مع هذه الآلية.
آلية جديدة
قال وزير الخارجية إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال كلمة في اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية إن موريتانيا أدانت من قبل، بأقوى عبارات الإدانة، تنصل إسرائيل من مسؤولياتها كسلطة احتلال، طبقا لمقتضى النظم والقوانين الدولية.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلامية عن وزير الخارجية الموريتاني، جدد الوزير شجب بلاده وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي القدس الشريف بصورة خاصة، وفي رحاب المسجد الأقصى بصورة خاصة.
ونقل ولد الشيخ أحمد حرص موريتانيا على أن تؤكد مجددا موقفها الثابت من القضية الفلسطينية ومطالبتها، في كل المحافل الإقليمية والدولية، بحل عادل ودائم ينهي معاناة الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة على حدود 1967 طبقا لمقتضيات القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة.
آلية ضرورية
وصف الدكتور أباب ولد بنيوك، عضو مجلس النواب الموريتاني، مطالب دولته بإقرار آلية دولية فعالة لحماية شعب فلسطين ومقدساته وممتلكاته، بالفكرة الجيدة، والخطوة المهمة والضرورية في الوقت الحالي.
وفي حديثه لـ "سبوتنيك"، أوضح أن من الأشياء التي يمكن القيام بها لمساعدة فلسطين إعلاميًا وسياسيا هو العمل على خلق تحالف من الدول المتعاطفة مع قضية الشعب الفلسطيني يهدف إلى دفع الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل، ضد ما يتعرض له من قتل وتشريد وتدمير على يد الإسرائيليين.
وأكد أن الحكومة الموريتانية تدرك صعوبة هذا القرار، بفعل المعارضة الغربية، خاصة أمريكا، لكن ذلك لم يمنعها من الضغط على هذه القوى الداعمة للاحتلال وثنيها عن ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
حماية فعالة
بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، مطالب موريتانيا لتكريس آلية فعالة لحماية الشعب الفلسطيني موقفًا مهمًا وعظيمًا على المستوى العربي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تنسجم مطالب موريتانيا الأخيرة مع الموقف العربي والإسلامي، والعديد من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن هذا الموقف هو ما يحتاج الشعب الفلسطيني لتكرسيه، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة حكومة الاحتلال تهجير أهالي الشيخ جراح والعدوان الحربي الإسرائيلي على المدنيين والأطفال في قطاع غزة.
ويرى الأيوبي، أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى حماية دولية، خاصة بعد أن أثبتت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها غير ناضجة لفكرة السلام، وماضية في تقويض حل الدولتين وإلغاء الوجود الفلسطيني على الأراضي المحتلة عام 1967م.
وشكر القيادي في حركة فتح موريتانيا حكومة وشعبا على هذا الموقف العروبي الوفي لفلسطين ومقدسات العرب والمسلمين فيها، مؤكدا أن التاريخ سيذكر هذه المواقف العظيمة بأحرف من نور خصوصا وأنها لاقت ترحيبا كبيرا من قبل الفلسطينيين.
وقد شهد عدد من المدن الموريتانية خلال الأيام الماضية عدة مسيرات ومهرجانات حاشدة دعمًا للمسجد الأقصى وفلسطين، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
واندلعت الصدامات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني عقب تهديد إسرائيل بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لصالح جمعيات استيطانية تزعم أن الأرض كان يملكها يهود قبل 1948.