وقال رئيس مجلس مدينة تلبيسة أحمد رحال لـ "سبوتنيك": "استشهد الشاب عمار التلاوي، جراء هجوم نفذه إرهابيان يستقلان دراجة نارية، على احتفال خيمة وطن دعماً للانتخابات الرئاسية في قرية الفرحانية، من الجهة الغربية على الطريق الدولي (حمص- حماه)، وذلك حوالي الساعة الحادية عشر وعشرة دقائق قرب منتصف ليل أمس الثلاثاء، حيث أطلقوا ثلاثة رشقات من الرصاص باتجاه المكان قبل أن يلوذوا بالفرار".
وأشار رحال إلى أن الشاب عمار كان يجلس في سيارة نوع "فان" مع قرب انتهاء فعالية (خيمة وطن للمصالحة الوطنية) التي ينشط فيها كمهندس للصوت" موضحاً أن "الهجوم لم يسفر عن إصابات أخرى بين الحضور".
وأكد رحال أن "السلطات الأمنية قامت مباشرة بفتح تحقيق حول الحادثة" مشيرا إلى أنها "ليست الحادثة الأولى من نوعها في منطقة تلبيسة، بعد مضي ثلاث سنوات على تحرير ريف حمص الشمالي، وخروج المجموعات المسلحة، إلى الشمال وإدلب بعد عقد اتفاق مصالحة برعاية روسية، حيث قام مسلح العام الماضي بإطلاق النار على نقطة للجيش في منطقة المقبرة، وتم القاء القبض عليه بالتعاون مع أهالي المنطقة، كما فككت الجهات المختصة عبوات ناسفة كانت مزروعة قرب دوار البلدية قبل أشهر".
وبين رئيس مجلس مدينة تلبيسة أن "الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، تحسنت كثيراً بعد التحرير، وشهدت المنطقة عودة الكثير من أهاليها المهجرين، والحياة عادت إلى طبيعتها في المنطقة، مع تقديم الدولة السورية كل الخدمات وتأهيل المرافق الخدمية التي خربتها المجموعات الإرهابية".
وتعتبر عائلة التلاوي من أولى الأسر السورية التي فقدت ضحايا في الحرب، حيث قضى أربعة من أبنائها: العميد عبدو التلاوي وابنيه أحمد (طالب في الصف التاسع)، وعلي (في الصف الحادي عشر)، وابن عمهم خضر (في الصف الحادي عشر)، وهو شقيق عمار، وذلك في هجوم مسلحين نفذوا أول مجزرة جماعية شهدتها الأحداث في حمص.
وكان العميد التلاوي عائداً مع عائلته إلى مدينة حمص في يوم عيد الجلاء في 17 نيسان أبريل 2011، لتعترض طريقه مجموعة إرهابية مسلحة قرب دوار الفاخورة بحي باب الدريب، وأطلقت رشاشاتها مباشرة على السيارة فقتل كل من فيها، ليبدأ المسلحون بعدها إلى سحب الجثامين، وقاموا بطعنها بعشرات السكاكين والتنكيل بها.
وفي اليوم التالي شيعهم من حي الزهراء، الآلاف من أبناء مدينة حمص إلى مثواهم الأخير في مقبرة الفردوس، واليوم، وبعد عشر سنوات، عاد الشاب عمار شقيق خضر ملفوفا بعلم الجمهورية العربية السورية إلى منزل ذويه ليشيع إلى (مقبرة الشهداء) في حي الأرمن.