ووفقا لما نشرته المجلة العالمية "Scientific Reports"، فإنه "من خلال اكتشاف قطعة أثرية يعود عمرها إلى أكثر من 350 ألف سنة، تم العثور عليها في المملكة العربية السعودية، فقد كشف فريق دولي من علماء الآثار عن نتائج دراسة للآثار القديمة المكتشفة في السعودية خلال العقد الماضي"، وفقا لما نقلته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية.
وبحسب علماء الآثار القائمين على البحث فإن "الأبحاث الأثرية أيضا أظهرت أن المنطقة كانت مأهولة بممثلي الثقافة الأشولية، وهي واحدة من أقدم الثقافات في العالم، حيث تشير القطع الأثرية التي عثر عليها لهم بوضوح إلى أن هذا الشعب كان يمتلك واحدة من أقدم تقاليد صنع الأدوات".
كما تضمنت النتائج "أدلة بيئية على وجود بحيرة عميقة ربما كانت عذبة المياه، مع أدلة معالم بيئية قديمة وما ارتبط بها من مواد أثرية تعود إلى عصر البلايستوسين الأوسط".
وأكدت النتائج الأخيرة لمشاريع المسح البيئي والأثري لمشروع الجزيرة العربية الخضراء الذي بدأ منذ 10 سنوات، على أن "الجزيرة العربية مرّت بتغيرات مناخية خلال عصر البلايستوسين ، فأصبحت أجواؤها أكثر رطوبة، وأثر ذلك على انتشار الإنسان فيها وفي القارات الأخرى، وينطبق هذا على الجماعات البشرية في الفترة الأشولية، الذين كان ارتباطهم أشد بمصادر المياه فيما يبدو أكثر من غيرهم في العصر الحجري الأوسط".
ويمثل موقع النسيم حاليا أقدم المواقع الأشولية الموثقة حتى الآن في المملكة العربية السعودية، ويكشف الستار على المستوى الإقليمي عن أنواع من مجاميع لأدوات حجرية استخدمها الإنسان في عصر البلايستوسين الأوسط.
ووفقا لنتائج البحث فإن "التشابه بين المواد الأشولية بموقع النسيم والمواقع الأشولية الأخرى غير المؤرخة في صحراء النفود، يدل على أن المياه العذبة العميقة المستقرة في صحراء النفود كموقع النسيم ساهمت في سهولة انتشار الإنسان وتنقله نظير ما وجده من مياه عذبة ووفرةٍ في الصيد حولها.
كما أن تنوع الثدييات كبيرها وصغيرها يدل أيضا على وجود بحيرات تكونت إبان فترات ذوبان الجليد بمنطقة النفود، مما يدل على انتشار الحيوانات في المنطقة خلال المراحل الرطبة ووفرتها حول المياه مصدراً لعيش الإنسان.