وتناولت صحيفة "هندوستان تايم" التساؤل نفسه، مشيرة إلى أن هناك الكثير من صور إسرائيل والأراضي الفلسطينية الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر على تطبيق "غوغل إيرث" ذات دقة منخفضة، على الرغم من توفر صور عالية الجودة لدى شركات الأقمار الاصطناعية.
وقارنت الصحيفة صورا ملتقطة من قطاع غزة بأخرى التقطت من عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ، ويظهر سهولة رؤية السيارات في العاصمة الكورية كما يمكن حتى رؤية الأشخاص، على العكس تماما من قطاع غزة.
Pyongyang (zoom 50 m) pic.twitter.com/hL1EEfhVcJ
— Catherine (@katesputnik) May 21, 2021
وتقول شركة غوغل إن هدفها هو "تحديث الأماكن المكتظة بالسكان بشكل منتظم" ولكن الوضع مختلف في غزة، وحتى العام الماضي، ظلت الحكومة الأمريكية تفرض قيوداً على مدى جودة صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لكل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، التي كان يُسمح للشركات الأمريكية بتقديمها على أساس تجاري.
Esplanade des Mosquées à Jérusalem; Gaza
— Catherine (@katesputnik) May 21, 2021
(zoom 50 m) pic.twitter.com/hXhzJO1nA6
وقد قُدم التشريع المعروف باسم تعديل كيل-بينغامَن، في عام 1997، للتعامل مع المخاوف الأمنية الإسرائيلية، وعلى الرغم من أن هذا الحكم القانوني يُشير إلى إسرائيل، إلا أن التقييدات المفروضة على الصور طُبقت على الأراضي الفلسطينية أيضا.
وحدد هذا التعديل نوعية وضوح الصور، بحيث أن شيئا بحجم سيارة سيبدو مرئيا تقريبا، لكن أي شيء أصغر من ذلك سيصبح من الصعب تبينه في الصور المضببة وغير الواضحة.
من جانبه، قال أمنون هراري، رئيس برامج الفضاء في وزارة الدفاع الإسرائيلية: "نفضل دائماً أن يتم التقاط صور فوتوغرافية بأدنى دقة استبانة ممكنة. ومن المفضل دائماً أن تُرى مضببة على أن تُرى تفاصيلها بدقة".
لكن في يوليو/تموز 2020، ألغي العمل بتعديل "كيل- بينغامَن"، وتسمح حكومة الولايات المتحدة الآن للشركات الأمريكية بتقديم صور عالية الجودة للمنطقة، (بحيث يمكن التقاط وتبين الأشياء التي تكون بحجم الشخص الواحد بسهولة).
ويقول مايكل فرادلي، عالم الآثار في جامعة أكسفورد وأحد الأكاديميين الذين شاركوا في الحملة الناجحة لتغيير التعديل: "كانت الأسباب العلمية هي الدافع الأولي".
فإذا كانت الحكومة الأمريكية تسمح بالتقاط صور ذات جودة عالية للمنطقة فلماذا ما زالت صور غزة مضببة؟
نقلت شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن شركة "أبل"، إنها تعمل على تحديث خرائطها لتقدم دقة استبانة أعلى، فيما قالت قالت شركة "غوغل" لنا إن صورها تأتي من مجموعة من مجهزي هذه الخدمات، وهي تنظر في "فرص تحديث صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بها بما يوفر صورا ذات دقة استبانة أعلى"، لكنها أضافت أنه "ليست لديها خطط لمشاركة هذه الصور في الوقت الراهن".
وقال نيك ووترز، وهو محقق يعمل على المصادر المفتوحة لموقع "بيلينغ كات" في تغريدة على "تويتر": "بالنظر إلى أهمية الأحداث الجارية، لا أرى مبررا لاستمرار تخفيض جودة الصور التجارية لهذه المنطقة عن عمد".