الجندي البطل
ويمثل تمثال المقاتل المحرر القائم في حديقة تريبتوف بمدينة برلين شخصا معينا هو الجندي الروسي نيكولاي ماسالوف الذي أنقذ طفلة ألمانية من براثن الموت في أبريل/نيسان 1945.
كان ماسالوف حينئذ أحد أفراد الجيش الأحمر الذين خاضوا معركة تحرير برلين. وفي 30 ابريل 1945 كان ماسالوف موجودا ضمن مجموعة المقاتلين الذين صدرت لهم الأوامر بمهاجمة أحد معاقل النازيين في منطقة قناة لانفر. وقبل 50 دقيقة من بدء الهجوم سمع ماسالوف بكاء طفلة، فاستأذن من قائد مجموعة المقاتلين بإنقاذها. ووصل إلى مكان وجود الطفلة الباكية حابيًا تحت نيران العدو ليجد طفلة في الثالثة من عمرها تجلس جنب الأم القتيلة. وحملها ماسالوف إلى مكان آمن. وأصيب الجندي في قدمه خلال رحلة إنقاذ الطفلة الألمانية، لكنه لم يعلن عن إصابته، وعاد إلى مكانه في صف المقاتلين.
وأكد المؤرخ الألماني بيتر يان لـ"سبوتنيك" أن الجندي ماسالوف هو الشخص الحقيقي وأنه أنقذ الطفلة الألمانية من براثن الموت وسلّمها إلى ممثلة منظمة الصليب الأحمر.
المواطن الفخري
عاد ماسالوف بعد انتهاء الحرب إلى مسقط رأسه في مقاطعة كيميروفو ليعيش هناك حتى وفاته. وفي عام 1965 منحته بلدية برلين لقب المواطن الفخري. وبعد توحيد شطري ألمانيا في عام 1992 لم يدرج اسمه على القائمة الجديدة للمواطنين الفخريين.
وفي ابريل 2021 أعلن سيرغي تسيفيلوف، رئيس مقاطعة كيميروفو، أنه قدم طلب استعادة اللقب إلى بلدية برلين، لكن طلبه قوبل بالرفض. وقال مسؤول في بلدية برلين إنهم لا يشككون في بطولات الجندي ماسالوف ولكنهم لا يستطيعون أن يعيدوا اسمه إلى قائمة المواطنين الفخريين لأنها لا تضم بعد عام 1992 إلا أصحاب الإنجازات في حقلي الثقافة والبحث العلمي.
وأخبر رئيس مقاطعة كيميروفو، "سبوتنيك" بأن ووزارة خارجية روسيا ومجموعة من المواطنين الألمان سيواصلون جهودهم في سبيل إعادة لقب المواطن الفخري للجندي البطل ماسالوف.