ونقلت قناة العربية السعودية عن مصادرها، أن التوقعات تشير إلى حسم ملف صفقة الأسرى بين إسرائيل وحماس خلال أسابيع، وسط ضغوط مصرية على إسرائيل للقبول بأسماء الأسرى المقترح إطلاقهم، على أن تنفذ صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل على عدة مراحل.
ووصل، اليوم الاثنين، رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، عباس كامل، مع الوفد المصري إلى غزة، والتقى رئيس حركة "حماس" في القطاع، يحيى السنوار، ووفدا من الحركة.
تبادل الأسرى
قال رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، إن "الحركة مستعدة لمفاوضات عاجلة حول تبادل الأسرى مع إسرائيل".
وأضاف السنوار، خلال كلمة مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، نقلتها وكالة "شهاب" للأنباء، أننا "واثقون من قدرتنا على انتزاع حقوقنا وسجلوا على لساني رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيدا، سجلوا ذلك على مقاومتكم في قطاع غزة".
وشدد على "هناك فرصة حقيقية حاليا لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل"، مبديا استعداد حركته للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ملف التبادل".
وأشار إلى، أنه "سيتم خلال الأيام القادمة الدعوة للقاءات فلسطينية عميقة وجادة في القاهرة من أجل ترتيب بيتنا الفلسطيني".
وأكد السنوار، "دعونا المصريين وزعماء العالم لنزع صواعق التفجير بالساحة الفلسطينية، وكبح الاحتلال عن ممارساته في المسجد الأقصى، ونحن نفرض أنفسنا وقضيتنا على طاولة العالم وأنّنا شعب يستحق الحياة وشعب يستحق أن ينال حقوقه".
وأردف، أن
"المصريين ناقشوا معنا ملف الإعمار والمنح الدولية لغزة لإعادة الإعمار، والعالم والمصريون يتحدثون أنّهم يريدون أن يجعلوا قطاع غزة مثل دبي".
وتابع: لا نقبل ربط ملف التبادل بالإعمار والحصار والحقوق الفلسطينية، وهذا متفهم من الأشقاء في مصر"، مؤكدا أن "ملف تبادل الأسرى ملف مستقل عن كل الملفات ولا نقبل ربطه، وأننا قطعنا شوطا في اللقاءات قبل العدوان، لكن الاحتلال ليس جادا حتى الآن، وإذا كان جادا يمكن أن نمضي فيه بشكل سريع".
وأفاد قائلا: "نأمل أن تتحقق مطالب وحقوق شعبنا الفلسطيني في المرحلة القادمة".
أمور واعدة
اعتبر جمال الطويل، القيادي في حركة حماس الفلسطينية، أن هناك العديد من الملفات الاستراتيجية المطلوب معالجتها مع الاحتلال، من ضمنها ملف صفقة تبادل الأسرى.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حركة حماس جاهزة لإتمام الصفقة منذ فترة طويلة، وعلى مدار السنوات الماضية كانت حكومات الاحتلال تعطل إتمام الصفقة، وكذلك الوضع المربك في المشهد السياسي لإسرائيل، حيث لم تصل الأمور إلى مستوى التفاوض الجاد.
ويرى الطويل أن الاحتلال يحاول ربط ملف الإعمار بقضية الأسرى، وهذا ما ترفضه الحركة، لأن ملف الإعمار ملف إنساني بامتياز، ويجب أن ينفذ في أقرب وقت ممكن، وكانت زيارة الوزير المصري لغزة تؤكد هذا الأمر، حيث وضع حجر الأساس لمدينة مصرية في القطاع.
أما ملف الأسرى – والكلام لا يزال على لسان الطويل- فهو يتعلق بالجانب الإنساني، ولا علاقة له بملف الإعمار أو فك الحصار، فالمقاومة أسرت العديد من جنود ومستوطني الاحتلال، ولكي يتم إنهاء ملفهم، لابد باستبدالهم في صفقة بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذي مضى على بعضهم ما يقرب من الـ 40 سنة في سجون الاحتلال.
وأكد الطويل أن الأمور يبدو أنها واعدة، والوضع بعد المعركة الأخيرة ليس كما كان قبلها، على مختلف الصعد، حيث فرضت المقاومة في حربها الأخيرة معادلات سياسية جديدة وثبتت قواعد أخرى للاشتباك.
عقبات كثيرة
بدوره، أكد مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن المحاولات المصرية مستمرة وقضية الفصل بين المسارات باتت القاهرة على قناعة بها ولا مشلكة لدي حماس في المضي بصفقة تبادل لكن ليست بأي ثمن.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك" طرحت حماس كل النقاط المتعلقة بالصفقة ولكن الاحتلال يماطل ولا يريد الاستجابة لشروط المقاومة، والمطلوب من مصر عدم الاستسلام والضغط على الاحتلال والدفع بالإدارة الأمريكية التي أعطتها الضوء الأخضر في المضي بالتوسط بين حماس والاحتلال.
وتابع: "على مصر أن تطلب من الاحتلال التعامل مع الملف بجدية والتعاطي مع شروط المقاومة بحيث يتم تحقيق صفقة تفرج بموجبها المقاومة عن جنود الاحتلال لديها مقابل المعتقلين الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية، والتي حدد المقاومة مواصفاتهم وعددهم، ولكن عدم الاستقرار السياسي في الكيان قد يحول دون الحديث عن إتمام صفقة مع المقاومة وهذه عقبة جديدة تواجه الجانب المصري".
وعرض رئيس المخابرات المصرية مشروع صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، وربطت إسرائيل تخفيف الحصار عن غزة بإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
كما دعت تل أبيب مصر للإسراع في تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وهو الأمر الذي كرره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول، "طرحت في لقائي مع مدير المخابرات المصرية المطالبة باستعادة الجنود المحتجزين في غزة"، وفقا للعربية.