ووجهت مصر، اليوم الثلاثاء، دعوة عاجلة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية للاجتماع الأسبوع المقبل في القاهرة، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس.
الدور المصري الذي وصفه المراقبون بـ "التاريخي"، يمكنه النجاح في إعادة إعمار غزة، ولجم العدوان الإسرائيلي، وكذلك تحقيق اختراق كبير في ملف المصالحة لتحقيق اللحمة الفلسطينية المطلوبة.
واستقبل قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، أمس الاثنين، رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، عباس كامل، والوفد المرافق له.
دور تاريخي لمصر
أكد الدكتور قايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن فلسطين تثمن لمصر دورها الكبير في الدعوة للمصالحة، وكذلك الدور التاريخي الذي قامت به خلال العدوان الإسرائيلي على المدينة المقدسة وعلى قطاع غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مصر هي الراعي الأول للمصالحة، خاصة وأنها تحافظ على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية، وعلى تواصل دائم مع الجميع، ما يمكنها من القيام بدور المصالحة على الوجه الأمثل.
وأكد أن العدوان الإسرائيلي الأخير أظهر لوحة فلسطينية موحدة من كل أطياف الشعب الفلسطيني في الميدان، وجميع الفصائل بحاجة ماسة إلى هذه الجولة من المصالحة التي تديرها القاهرة.
ويرى أبو عيطة أن مصر يمكنها قيادة هذا الملف بنجاح، نظرا لأن المصالحة شرط من شروط الانتصار، والكل بحاجة إلى هذه المصالحة الآن وفي ظل هذه الظروف الصعبة.
رؤية مصرية للمصالحة
في السياق ذاته، اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعقد لقاء بين الفرقاء الفلسطينيين في القاهرة تلقى أثرا طيبا في نفوس الشعب الفلسطيني خصوصا بعد الدور المحوري والرئيسي الذي لعبته جمهورية مصر العربية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه الأخير على غزة والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"،
كل الفلسطينيين يثقون بالدور المصري المتعاظم في الشرق الأوسط لا سيما وأنها صمام الأمان الحقيقي للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وقادرة على لعب دور ركيزي وأساسي في التأثير والضغط على الاحتلال لإنهاء احتلاله وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة.
ويرى الأيوبي، أن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية في عهد الرئيس السيسي يأخذ شكلا وطابعا عربيا عظيما خصوصا وأن منطلقات الدولة المصرية في الملف الفلسطيني تنطلق من الإيمان العميق لدى المصريين بأن القدس وفلسطين هي قضيتهم الأولى، ولا بد من إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ عشرات السنين.
وأكد أن الفلسطينيين يريدون لمصر أن تلعب دور الراعي والمشرف على قضيتهم لما لها من مكانة جليلة باعتبارها الشقيقة الكبرى ولما لها من قدرة على مواجهة كل المشاريع الاستعمارية التي تستهدف المنطقة.
وأشار الأيوبي إلى، أنه يثق بقدرة الدولة المصرية على تحقيق اختراق عميق في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية كونها تتمتع باحترام وتقدير كل الفرقاء الفلسطينيين، منوها بأن الدولة المصرية تمتلك رؤية مهمة لحل كل الأزمات المرتبطة بالقضية الفلسطينية على طريق إنهاء الصراع بشكل جذري مع الاحتلال الإسرائيلي.
ملفات مهمة
بدوره اعتبر الدكتور أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس، أن مصر عادت لاستلام ملفات المصالحة والإعمار، نظرًا لدورها المركزي كأهم قوى إقليمية في المنطقة، يمكنها لعب المزيد من الأدوار في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب وإزالة الخلافات القائمة بين حماس ودول الخليج، وبين بعض الدول العربية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مصر نجحت بشكل كامل في ملف الهدنة، حيث استطاعت إنهاء الحرب والمواجهات الكارثية، وتلعب دورًا كبيرًا في مشاريع إعادة الإعمار لما تملكه من قوى عسكرية وسياسية، وبدون مصر ودورها السياسي والأمني لن تتمكن أي دولة من إعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد أن
العقبة الأساسية تتمثل في الانقسام الفلسطيني، ودعوة مصر للحوار مجددًا مهمة، حيث يحتاج الجميع إلى لقاءات موسعة، لإيجاد قواسم مشتركة، يمكن على أساسها إنهاء الانقسام.
ويرى أن لقاءات القاهرة المقبلة، ستتركز على ملف الانتخابات وإعادة تجديد الشرعيات البرلمانية والرئاسية والمجلس الوطني، ومن خلال هذا الملف يمكن لمصر أن تنجح في تحقيق توافق فلسطيني وإعادة ترتيب البيت من الداخل.
وأشار إلى أن "حماس تنظر لملف الانتخابات كواحد من مدخلات إصلاح الخلافات، خاصة التزام الجميع بنتائج الانتخابات مهما أفرزت، مؤكدًا أن ملفات أخرى سيتم مناقشتها لتقودها القاهرة مثل صفقة تبادل الأسرى، والتعديات الدائمة من قبل المستوطنين على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح".
وتقود مصر جهود الوساطة للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين وضع حدا لتصعيد حاد لصراعهما، في وقت سابق من مايو، يعتبر الأخطر منذ العام 2014.