وكشفت مصادر عشائرية لـ "سبوتنيك" عن أن أبناء القبائل العربية تمكنوا من تحرير قرى وبلدات في محيط مدينة منبج، مع تسجيل عمليات انشقاق جماعية لأبناء القبائل العربية من صفوف التنظيم.
مظاهرات مستمرة
وأفاد مراسل "سبوتنيك" شمال شرق سوريا، نقلاً عن مصادر محلية وعشائرية في منبح، أن المئات من أبناء المدينة تظاهروا، اليوم الأربعاء 2 حزيران/ يونيو، عند دوار الكتاب في مدينة منبج، مرددين شعارات منددة بممارسات مسلحي تنظيم "قسد"، وتطالبهم بالخروج من مدينتهم والكف عن قتل المدنيين العزل.
وقالت المصادر إن عدد قتلى المظاهرات العشائرية بريف محافظة حلب ضد ممارسات مسلحي التنظيم الموالين للجيش الأمريكي، ارتفع إلى 6 مدنيين وإصابة 25 آخرون بجروح جراء إطلاق مسلحي "قسد" النار الحي على المحتجين من أبناء العشائر العربية في منبج وريفها.
وأكدت المصادر أن الاحتجاجات مستمرة حتى الساعة رغم فرض مسلحي "قسد" الموالين للجيش الأمريكي، حظر التجوال في مدينة منبج وريفها لمدة 48 ساعة بدأت بعد منتصف ليل (الاثنين– الثلاثاء)، مع استمرار السكان بإضرابهم العام وإغلاق الأسواق والمحال التجارية، وتمكن المتظاهرون من قطع الطرقات العامة والفرعية داخل مدينة منبج بالإطارات المشتعلة، الأمر الذي قابلته "قسد" باستقدام تعزيزات عسكرية لها قامت بإطباق حصار مشدد على المدينة، شمل المنع التام للدخول أو الخروج منها.
تحرير الريف
وأكدت المصادر أن جميع قرى وبلدات محيط مدينة منبج أصبحت خارج سيطرة مسلحي تنظيم "قسد"، مع تمكن أبناء القبائل العربية من تحرير عدة قرى في مدينة محيط منبج بعد طردهم لمسلحي تنظيم "قسد" منها، وتلك القرى هي "الجات" و"الحية" و"الهدهد" و"الخطاف" و"الترسان"، بالإضافة لـ ""تل الرفيع" و"الهوشرية" على ضفة نهر الخابور.
وأضافت المصادر أن هذا الأمر جاء بالتزامن مع ارتكاب جريمة جديدة بحق المتظاهرين في قريتي "أبو قلقل" و"معدسة الفارات" من قبل مسلحي تنظيم "قسد" الذين أطلقوا الرصاص الحي عليهم بشكل مباشر، ما أدى لمقتل شخصين وإصابة 3 آخرين بجروح ليرتفع عدد القتلى إلى ستة مدنيين.
ونقلت المصادر أن شابين كانا قتلا خلال الاحتجاجات التي خرجت مساء الاثنين، بينما أصيب 3 أشخاص آخرين بجروح، نتيجة تعمد مسلحي "قسد" إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على فرض التنظيم ما يسمى بـ "التجنيد الإجباري" في صفوفها وضد ممارسات التنظيم التي تتركز على حرمان المدنيين من الخبز والمحروقات ومنع التعليم.
وبينت المصادر بان وتيرة المظاهرات اشتدت نتيجة سقوط الضحايا بين أهالي "منبج" الذين استمروا اليوم الأربعاء بمظاهراتهم في كلا المدينة وريفها بعد تشييع القتلى، ليقوم أهالي قرية "الياسطي" بطرد مسلحي "قسد" من أحد مقراتهم قبل إشعال النار به.
كما تمكن أبناء العشائر العربية من السيطرة على "معمل الزعتر" جنوب قرية "عون الدادات"، والذي يعد مقراً استخباراتياً هاماً لـتنظيم "قسد"، بحسب المصادر.
انشقاقات... واتصالات روسية
وفي السياق، نقل مراسل "سبوتنيك" عن مصادر عشائرية بأن 26 شاباً انشقوا من أبناء القبائل العربية عن تنظيم "قسد" اليوم الأربعاء في منطقة منبج، وانضموا الى الانتفاضة الشعبية العشائرية، ليرتفع عدد الذين انشقوا عن التنظيم خلال الساعات الماضية الى 61 شاباً، وذلك بعد انشقاق 36 شاباً يوم أمس الثلاثاء، بينهم قيادي بارز.
إلى ذلك أكدت المصادر أن وفداً من الشرطة العسكرية الروسية التقى قيادات في تنظيم "قسد" ضمن المربع الأمني داخل المدينة، وطالبهم بالاستماع إلى مطالب المتظاهرين، مع اقتراح تشكيل دوريات عسكرية (روسية- سورية) مشتركة داخل المدينة وإعادة مؤسسات الدولة إليها، وتفعيل الاتفاق الذي أبرم في عام 2018 ولم يلتزم به "قسد" بسبب ضغوط الجيش الأمريكي.
وبينت المصادر أن الطرف الروسي ينتظر الرد الكردي على المقترحات.
انتفاضة الكرامة
بدوره، اعتبر الشيخ صالح ذياب الماشي أن ما يجري في منبج وريفها، هو انتفاضة عشائرية شعبية هدفها الأول إرجاع هذه المدينة الحدودية مع تركيا الى سيطرة الدولة السورية وإعادة سلطاتها المختلفة والمحافظة على كرامة أبنائها وعشائرها، واصفاً المظاهرات والاحتجاجات بـ "انتفاضة الكرامة".
وتابع الشيخ الماشي، وهو أحد مشايخ عشرة البومنا العربية، في تصريح لـ "سبوتنيك": أن سكان منبج وريفها وجميع المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم "قسد" الموالي للاحتلال الأمريكي، يرفضون بشكل قاطع بقاء هذا التنظيم، وان نسبة 10% من ممن يرفضون عودة سيطرة الدولة هم المتعاملين مع التنظيم ماديا ومرتكبو جرائم وفارون من وجه العدالة، وهؤلاء لن يقفوا عائقاً أمام مطالب الأغلبية.
وأوضح الشيخ الماشي بان هناك اتصالات واجتماعات مكثفة وتواصل يومي بين شيوخ ووجهاء منطقة منبج والذين حددوا مطالبهم وبعدم بقاء تنظيم "قسد" ومسلحيه بينهم كخطوة أولى، على أن يتم تسليم إدارة المنطقة لأبنائها استعداداً لعودة سلطة الدولة السورية.
وبين الشيخ الماشي: نعمل على توحيد الصفوف وتركيز المطالب والتواصل مع القيادات العسكرية والسياسية السورية الحكومية، والتي يطالبها أبناء منطقة منبج بالتدخل وتخليص السكان من ظلم وتجبر المسلحين العملاء للأمريكي والبريطاني.
وتشهد مناطق سيطرة تنظيم "قسد" شمالي وشرقي سوريا، حالة من الغضب الشعبي والمظاهرات العشائرية ضد ممارسات التنظيم المدعوم من الجيش الأمريكي التي تتركز على سرقة النفط والغاز والقمح والتجنيد القسري والاعتقالات التعسفية ومنع التعليم وإغلاق المدارس ونشر الجهل والفقر.