في البداية يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون السودان السفير وائل عادل نصر، إن الجولة التي قام بها المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي كانت نتيجتها، أنه قدم عرضا لكل من مصر والسودان بأن تكون هناك جولة تفاوض حول الملء الثاني فقط، وليس حول مشروع سد النهضة بشكل عام، من حيث الإدارة وكميات المياه المحتجزة والكميات التي يتم مرورها من السد، وما الذي سيتم في حالات الفيضان والجفاف.
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "ما جاء به المبعوث الأمريكي هو مطلب إثيوبي بحت، هم كانوا يريدون التفاوض على الملء الثاني، وعندما يتم طرح هذا المقترح من المبعوث الأمريكي، هنا هو مبعوث إثيوبي وليس أمريكي، وهذا الأمر مرفوض جذريا وشكلا وموضوعا، نحن نرحب بالتفاوض الجاد وبنقاط جدية، غير ذلك هناك العديد من السبل والوسائل لحل هذه المشكلة، أما عملية التفاوض من أجل التفاوض كما حدث خلال السنوات العشر الماضية، في ظل تجاهل المقترحات الجادة لحل المشكلة، هذا الأمر غير مقبول".
التراجع الإثيوبي
نوه مساعد وزير الخارجية، إلى أن التراجع الإثيوبي عن الملء الثاني كما تم تداوله في العديد من المنصات الإعلامية، يعود إلى عدة أسباب، سواء كانت فنية والمشاكل الداخلية، علاوة على الضغوط السياسية الإقليمية والدولية، ومنظمات حقوق الإنسان فيما يتعلق بالانتهاكات في إقليم تيجراي.
مخططات سياسية
ويتفق مساعد وزير الخارجية مع الآراء التي تتحدث عن أن أزمة سد النهضة ليست في توليد الكهرباء كما يدعون وإنما هي سياسية في المقام الأول وتخضع لمخططات إقليمية ودولية تستهدف مصر، لأن الكهرباء التي سوف تنتج عن السد لا يمكن أن تحدث التنمية الشاملة في بلد يزيد تعداده عن 130 مليون نسمة كما يقولون، علاوة على ذلك لم تقم أديس أبابا ببناء شبكة نقل الكهرباء حتى الآن، ولم تسير في بناء الشبكة بالتوازي مع السد، الأمر الذي يؤكد أن العملية سياسية بنسبة كبيرة جدا.
العودة للتفاوض
من جانبه قال الرئيس التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عزت سعد، "أعتقد أن كل الأطراف تتجه نحو عملية استئناف التفاوض، لأن التصعيد ليس من مصلحة أي من الأطراف".
وأوضح سعد، أن "عملية إرجاء الملء الثاني لسد النهضة الذي تحدثت عنه العديد من الأطراف، أكد أن الإثيوبيين في حاجة دائما إلى ضغوط خارجية، بالإضافة إلى أن هناك ضغوط داخلية عليها متمثلة في الصراعات العرقية والإثنية والمشاكل الاقتصادية، الأمر الذي يعني أنها ربما تهرب من تلك الأزمات إلى الخارج".
أكد وزير الدولة بالخارجية الإثيوبية، السفير رضوان حسين، اليوم الثلاثاء، التزام بلاده بالعمل لإيجاد حلول سلمية للنزاع الحدودي مع السودان.
وقال حسين، خلال لقائه وزيرة الخارجية الكينية ريشيل أومامو في أديس أبابا، إنه أطلع المسؤولة الكينية على الأوضاع الراهنة في إثيوبيا وموقف بلاده من النزاع الحدودي مع الخرطوم وملف سد النهضة والوضع في إقليم تيغراي والانتخابات الإثيوبية في الـ21 من يونيو/ حزيران الجاري.
وأضاف أن "إثيوبيا ملتزمة بإيجاد حلول سلمية للنزاع الحدودي مع السودان والمفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الإثيوبي مع القاهرة والخرطوم"، مشيرا إلى الجهود الإنسانية التي تبذلها الحكومة الإثيوبية في إقليم تيغراي ووصفها بالمشجعة.
وكان روبرت جوديك القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، حذر يوم الخميس الماضي، من أن بلاده سوف تتخذ مزيدا من الإجراءات ضد إثيوبيا وإريتريا، على خلفية الصراع الدائر في إقليم تيغراي الإثيوبي. وقال: "على إثيوبيا وإريتريا أن يتوقعا مزيدا من الإجراءات الأمريكية إذا فشل أولئك الذين يؤججون الصراع في تيغراي في تغيير مسارهم".
وبدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول قضية سد النهضة في مارس/ آذار 2015، والذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاث حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات، والتي رعت واشنطن مرحلة منها، لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.
تعرف علي: ما هي مخاطر سد النهضة الإثيوبي على مصر والسودان
اقرأ ايضا: سد النهضة: هل هناك فرص جديدة لأزمة سد النهضة أم الحل العسكري أصبح واقعا؟