ما هى الأهمية الاستراتيجية لتلك المحافظة وتأثيرها على الحرب الدائرة في اليمن؟
بداية يقول المحلل السياسي اليمني، أكرم الحاج، تدور المعارك في مدن محافظة البيضاء منذ أكثر من أسبوع، تلك المحافظة التي تقع في وسط الجمهورية اليمنية وتحظى بأهمية استراتيجية كبيرة.
انتصارات غير محسومة
وتابع الحاج، هناك بعض الأخبار تتحدث عن سيطرة قوات هادي على مدينة الزاخر، إحدى مديريات محافظة البيضاء، ومع هذا لا يمكن الحديث عن حسم في منطقة ما، لأن المعارك ما زالت دائرة، وبها عمليات الكر والفر، وعلى ما يبدو أن الجميع قد أعد العدة لخوض هذه المعركة، لكن الفارق بينهما أن معظم المناطق في البيضاء ومحافظة ذمار معززة بقوة كبيرة من أنصار الله.
استراتيجية عسكرية
وحول انتقال المعارك من مأرب المشتعلة منذ شهور إلى محافظة البيضاء قال المحلل السياسي، إن انتقال المعارك من محافظة مأرب إلى البيضاء والتي تدور فيها المعارك منذ أكثر من ثلاثة أشهر، يبدو أنه استراتيجية عسكرية واضحة من جانب قوات هادي لسحب الضغط الواقع عليها في مأرب إلى البيضاء، ورغم هذا الحشد من جانب هادي، إلا أن تلك القوات غير متناغمة ويوجد بينها الكثير من الخلافات نظرا لتنوع ولاءاتهم الخارجية.
نقطة تحول
من جانبه قال رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبد الكريم سالم السعدي، في الحقيقة ما يحدث في البيضاء يمثل نقطة تحول في المعارك فيما بين القوات الحكومية والحوثيين، وإذا سقطت البيضاء بالكامل بيد الشرعية، سوف تمثل قوة دفع كبيرة للدولة والجيش الوطني والقوى المشاركة في المعركة بتلك المناطق.
الحل السياسي
وأشار السعدي، إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على نتيجة تلك المعارك المشتعلة الٱن في البيضاء رغم ما يتم تداوله إعلاميا من سيطرة هذا الطرف أو ذاك، نعم حققت الشرعية تقدما في بعض المناطق، لكن إذا تمكن الحوثيين من العودة والسيطرة مرة أخرى، فلن يفضي هذا إلى حل سياسي، وسوف تستمر المعارك وستكون بداية لمعارك أخرى.
وأوضح رئيس تجمع القوى المدنية، أن سيطرة الحوثي على أي شبر جديد وفي أي منطقة لن يفضي إلى حل سياسي، بل سيكون دعوى لاستمرار الحرب، وبالتالي إذا أردنا للوصول إلى حل سلمي سياسي حقيقي، لا بد من دعم الدولة ومؤسسات الجيش الوطني، أيضا دعم الشرعية ومعركتها.
ولفت إلى أنه من الطبيعي توسع المليشيات الخارجة عن إطار الدولة سواء كان الحوثيين أو غيرهم، وكلما توسعت تلك الميليشيات كلما قلت نسب الحل السياسي، وكان يجب على الشرعية وضع ملف البيضاء على رأس أهدافها منذ فترة.
ومنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ تحالف عسكري تقوده السعودية وبمشاركة قوات الحكومة اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، عمليات عسكرية ضد جماعة "أنصار الله".
وقد اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.