ونقل موقع "والاه" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الانهيار الاقتصادي في لبنان والفراغ الحكومي يدخلان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حالة استنفار، محذرة من أن الوضع المتفجر الذي وصل إليه لبنان يقرب "إسرائيل" من المواجهة مع "حزب الله"، وفقا لقناة "الميادين".
وقال مراقبون إن إسرائيل تحاول استغلال الوضع السياسي والاقتصادي المتأزم في لبنان، لكنهم استبعدوا إمكانية شن إسرائيل لأي حرب قريبة على لبنان أو "حزب الله".
تهديدات إسرائيلية
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن لبنان أصبح حاليا على حافة الانهيار نتيجة لـ"استيلاء إيران" عليه، مؤكدا أن تل أيبب تتابع التطورات في هذا البلد عن كثب.
وقال بينيت، الأحد، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية: "الدولة اللبنانية توجد على حافة الانهيار مثلها مثل جميع الدول التي تستولي عليها إيران، وهذه المرة المواطنون اللبنانيون يدفعون الثمن، ويجب الفهم أن اللبنانيين يدفعون ثمنا باهظا بسبب استيلاء إيران على دولتهم".
وشدد بينيت أنه ووزيري الخارجية يائير لابيد والدفاع بيني غانتس يتابعون الوضع في لبنان عن كثب، مضيفا أن إسرائيل "ستبقى على أهبة الاستعداد".
وتطرق بينيت إلى إعلان إسرائيل عن إحباطها محاولة لتهريب أكبر شحنة من الأسلحة النارية منذ سنوات إلى أراضيها من لبنان، واصفا هذا الحادث بأنه "مجرد مثال واحد من بين العديد"، وأضاف: "سنواصل المتابعة".
موقف أوروبي وأمريكي
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن "الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه لبنان يؤثر على الوضع السياسي العام للدولة، ويؤدي إلى مناوشات بين القوى السياسية الداخلية المختلفة، هو ما تحاول إسرائيل استغلاله بطبيعتها".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "لا يمكن لإسرائيل في الوقت القريب أن تشن أي حروب على لبنان، لأنها دائمًا كانت تدخل في مواجهات مع حزب الله، وبدون أي اعتداء أو تحرك ضدها من قبل المقاومة لا يمكنها أن تدخل في حرب هناك".
وتابع: "في حال أقدمت إسرائيل على الدخول في حرب مع لبنان بدون أي ذريعة أو مبرر فإن الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية من الممكن أن يتخذوا ردود أفعال وقرارات ضدها هذه المرة".
ويرى أن إسرائيل لا يمكنها استغلال الوضع السياسي والاقتصادي المتأزم في لبنان، مؤكدًا أن العالم العربي ودول الخليج عليها التدخل لإسعاف لبنان وإنقاذه من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيش فيها.
حرب مستبعدة
بدوره، قال الناشط اللبناني، أسامة وهبي: "لبنان أمام عدو تاريخي، وسبق لإسرائيل أن شنت أكثر من حرب على لبنان تحت عناوين وحجج مختلفة، وعندما تريد الدخول في حرب أخرى ستجد مبررات وذرائع يسوقها للعالم لتبرير هذا العدوان الجديد".
واستبعد في حديثه لـ "سبوتنيك": "دخول إسرائيل في حرب ضد لبنان هذه المرحلة، خاصة وأن لبنان منهار كليًا، وهو ما يريده العدو الإسرائيلي، ويتحقق بدون مجهود أو تدخل منه".
وتابع: "قبل الانهيار الذي حدث في لبنان بمجهود الطبقة السياسية الفاسدة، كانت إسرائيل تهدد دائمًا بشن حرب جديدة إذا أقدم حزب الله على استفزازه، وأنه سيعيد لبنان إلى الخلف 100 سنة، أما الآن وبدون أن يصرف دولارًا واحدًا، يحدث بلبنان ما كان تريده إسرائيل".
واستطرد: "إسرائيل تشاهد لبنان والشعب اللبناني الذي حرر أرضه كيف أصبح منهكًا، وكيف أصبح اللبنانيون يتسولون دواءهم وغذاءهم، بفعل الطبقة السياسية التي فعلت ببلادها ما لم تستطع فعله إسرائيل".
وفي وقت سابق، قال بينت إن حكومته لن تجمد الاستيطان في الضفة الغربية، كما أنها ستشن عملية عسكرية على غزة أو لبنان إذا اقتضت الحاجة.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يريد الاتفاق بحلول نهاية يوليو/ تموز، على إطار قانوني لنظام عقوبات يستهدف زعماء لبنان المتشاحنين، لكنه لفت إلى أن الإجراء قد لا يُطبق على الفور.
ويريد الاتحاد الأوروبي، في مسعى تقوده فرنسا، تكثيف الضغط على ساسة لبنان من أجل تشكيل حكومة مستقرة تقود البلاد للإصلاح، لكن ساسة وزعماء لبنان لم يتفقوا، رغم مرور 11 شهرا على تفجر أزمة وضعت البلاد في مواجهة انهيار مالي وتضخم شرس وانقطاع كهربائي ونقص في الوقود والغذاء.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين في بروكسل: "لبنان في حالة تدمير ذاتي منذ عدة أشهر... والآن هناك حالة طوارئ كبرى لسكان يعيشون في محنة".
وتدهور الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، منذ خريف العام 2019، حيث انخفضت قيمة العملة الوطنية أكثر من 10 مرات مقابل الدولار الأمريكي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات غير المدعومة بنسبة تتجاوز 400%، وذلك في وقت يزداد النقص في الأدوية والبنزين والكهرباء، نتيجة لتراجع احتياطيات العملات الأجنبية في المصرف المركزي.