وأظهرت دراسة احصائية هي الأولى من نوعها في لبنان نفذّتها منظمة "في-مايل" بالشراكة مع منظمة "PLAN international"، أن 76% من النساء والفتيات في لبنان يعانين من صعوبة في الوصول لمستلزمات الدورة الشهرية بسبب الزيادة الحادّة في الأسعار الناتجة عن الأزمة الاقتصاديّة وانهيار العملة اللبنانية.
تقول علياء عواضه، المديرة التنفيذية في منظمة "في-مايل" لوكالة "سبوتنيك" إن: "مصطلح فقر الدورة الشهرية يعني عدم قدرة النساء على الوصول إلى مستلزمات الدورة الشهرية بسبب عدة عوامل، وأبرزها الأزمات الاقتصادية أو نقص بالمال، كما أن هذا المصطلح ظهر عند الدول النامية بسبب عدم قدرة النساء من الوصول إلى مياه نظيفة ومستلزمات الدورة الشهرية، واليوم للأسف استخدم المصطلح في لبنان بسبب معاناة النساء".
وأضافت أن: "المنظمة كانت تقوم بتوزيع رزم صحية في مختلف المناطق الصحية، حين لاحظوا أن عددا من النساء كانت تخبرهم عن معاناتهن للوصول إلى مستلزمات الدورة الشهرية، وعندها انطلقت فكرة الدراسة لفهم الواقع".
وأكدت أن: "الدراسة أثبتت المثبت، وهي صعوبة كبيرة ومعاناة في الوصول إلى مستلزمات الدورة الشهرية ضمن ثلاث مجتمعات السورية الفلسطينية واللبنانية بمختلف الطبقات".
وأشارت عواضة إلى أن: "76% من النساء يواجهن صعوبة الحصول على مستلزماتهم بسبب الارتفاع الحاد بالأسعار، عوضا عن أن أكثر من 40% يعانين من القلق والتوتر بسبب عدم قدرتهن على الوصول لاحتياجاتهم".
وقالت إن: "نتائج الدراسة في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية وصحية سيئة يمر بها لبنان، هي إنذار خطير لما تشكله من خطورة على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء".
ويعود السبب الأول لفقر الدورة الشهرية بحسب عواضة إلى: "الأزمة الإقتصادية، فبحسب الأرقام 55% من النساء اللواتي يواجهن الصعوبات ينتمون لأسر يتراوح دخلها الشهري ما بين الحد الأدنى للأجور ومليون ليرة لبنانية، في حين أن أرخص علبة فوط صحية سعرها عشرون ألف ليرة، وهذا ما يدفع الفتيات إلى استعمال بعض البدائل غير الصحية".
مشاكل جسدية ونفسية
تقول مديرة برنامج الحقوق والصحة الجنسية والإنجابية في منظمة "plan international"، لما نجا، إن: "فقر الدورة الشهرية يؤثر بشكل سلبي على صحة النساء والفتيات الجسدية والنفسية، ومن آثاره السلبية على الصحة الجسدية هو استخدام النساء للفوط الصحية لفترة أطول بسبب عدم قدرتهم على شراء المنتجات لإرتفاع أسعارها وهو ما يسبب التهابات وأمراض على المدى الطويل، وأما على الصعيد النفسي فقد ارتفعت في الفترة الأخيرة نسبة التوتر وانخفضت نسبة الإنتاج لدى النساء بسبب عدم تمكنهم من الذهاب إلى العمل أو حضور مقاعد الدراسة أوعدم استطاعتهم القيام بالأنشطة اليومية".
أبرز نتائج الدراسة
79 % من النساء والفتيات في لبنان لاحظن تغيرًّا في عادات استهلاك منتجات الدورة الشهرية في محيطهنّ.
76.5 % من النساء والفتيات في لبنان عبّرن عن صعوبة الوصول لمنتجات الدورة الشهرية بسبب الزيادة الحادة في الأسعار.
41.8 % من النساء والفتيات في لبنان قمن بتقليل كميات الفوط الصحيّة المستخدمة خلال الدورة الشهريّة أو استخدموها لفترة أطول .
87.9 % من النساء والفتيات في لبنان غيّرن سلوكهنّ الشرائي لمنتجات الدروة الشهريّة لأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير.
43 % من النساء والفتيات في لبنان يعانين من مستوى معين من القلق والتوتر نتيجة عدم قدرتهم على الحصول على منتجات الدورة الشهرية.
36 % من النساء والفتيات في لبنان عانين من أعراض جسديّة بسبب عدم تمكنهم من شراء حاجات الدورة الشهرية ومنتجات النظافة.
35.3 % من النساء والفتيات في لبنان استخدمن مصطلح "فقر الدورة الشهرية" للحديث عن حالتهنّ.
إن النساء والفتيات اللواتي ينتمين إلى أسر ذات دخل منخفض (من 675000 إلى مليون ونصف ليرة لبنانية) هنّ الأكثر تأثرًّا بالأزمة الاقتصادية وتأثيرها على حقهنّ بالوصول إلى مستلزمات الدورة الشهريّة.