طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، اليوم الخميس، من وزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة، زينة عدرا، الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة، السفيرة أمل مدللي، تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
قصف إسرائيلي
نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم، غارتين استهدفتا منطقة الدمشقية جنوبي لبنان. فيما أعلن الجيش اللبناني أن "مدفعية العدو الإسرائيلي قصفت باثنتين وتسعين قذيفة وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام، إضافة إلى سهل بلاط، بعد إطلاق صواريخ من إحدى المناطق الجنوبية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ونشر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، مقطع فيديو للغارات الجوية التي شنها على مناطق في جنوب لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على "تويتر"، إن الغارات "استهدفت مناطق إطلاق القذائف الصاروخية، بالإضافة إلى بنية تحتية تستخدم لنشاطات إرهابية".
وأضاف: "تتحمل دولة لبنان مسؤولية ما يجري داخل أراضيها"، محذرا من "مواصلة محاولات الاعتداء ضد مواطني إسرائيل وسيادتها".
وقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، في بيان، نقلته مراسلة "سبوتنيك" في لبنان: "نفّذ العدو الإسرائيلي، بمدفعيته أولا وبطائراته الحربية ثانيا، عدوانا صريحا على السيادة اللبنانية، واعترف علنًا بهذا الخرق الفاضح للقرار 1701، متذرعا بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين المحتلة من الأراضي اللبنانية ولم تتبناها أي جهة".
وأضاف أن "هذا العدوان الجديد والخطير يشكل تهديدا كبيرا للهدوء على حدود لبنان الجنوبية، بعد سلسلة من الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية للعدوان على سوريا".
مصالح متبادلة
اعتبر الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن "الشعب اللبناني اعتاد على الضربات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، حيث سبق وأن شن عدة حروب ودمر العديد من الأماكن، مؤكدًا أن إسرائيل لا يؤتمن جانبها في أي وقت".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "توقيت إطلاق الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة من لبنان مشبوه، حيث تزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتفجير المرفأ، وكانت هناك دعوات لحشد شعبي كبير، ومطالبات بمحاسبة المتورطين في تفجير المرفأ، ورفع الحصانات، وبدء الملاحقات الأمنية للمتهمين".
ويرى وهبي أن
"مطلق الصواريخ هو المتضرر من هذه التحركات الشعبية، ويريد إطفاء هذه الشعارات، بالقول إن المعركة مع إسرائيل حامية ولا وقت لرفع الحصانات، حيث يريد أن تمر هذه المجزرة دون محاسبة".
وأوضح أن "القصف الإسرائيلي للأراضي اللبنانية جاء تجاوبا مع إطلاق الصواريخ، ولإسرائيل مصلحة في إظهار أنها مهددة من الجانب اللبناني، من أجل الاستثمار في هذا الأمر، وجلب المزيد من المساعدات والأسلحة والتعاطف الدولي".
وتابع: "الطرفان مستفيدان، إسرائيل من ناحية تسويق التهديدات الحدودية للأراضي المحتلة، ومطلق الصواريخ لإطفاء حماس الشعب ووأد أي محاولات لمحاسبة المتورطين في تفجير مرفأ بيروت".
انتهاك السيادة الوطنية
بدوره وصف قاسم هاشم، النائب في البرلمان اللبناني، الضربات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية بالاعتداء السافر، وانتهاك السيادة الوطنية وخرق القرارات الدولية.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، "يأتي العدوان الإسرائيلي في لحظة سياسية دقيقة يمر بها لبنان، حيث يستمر الانهيار وتتفاقم الأزمة بكل مستوياتها وكأن إسرائيل أرادت باعتداءاتها أن تبعث برسالة وإنذار للبنان وإثبات حضورها ودورها إذا تدهورت الأمور باتجاهات أخرى".
وتابع: "يبقى السؤال في توقيت إطلاق الصواريخ المشبوهة الأهداف والتي لا تخدم إلا الإسرائيلي خاصة وأنها أطلقت في وضح النهار، وهذا لم يحصل سابقا وطائرات إسرائيل ومسيراتها لا تغادر سماء المنطقة".
ويرى هاشم أن
"ما حدث سياسة جديدة في تغيير قواعد اللعبة لجهة توسعة رقعة القصف واختيار زمانه، متساءلا: هل نحن أمام مرحلة جديدة من التوترات المرتكزة إلى أوضاع لبنان المهتزة؟".
وأكد أن "الأسئلة كثيرة وكل الاحتمالات واردة مع عدو مغامر بأمن واستقرار المنطقة وما يضع له حدا وكبح جماحهما يملكه لبنان من عوامل قوة وردع تضع حدا لأطماعه بلبنان وتركيبته وصيغته السياسية".
وأعرب مصدر مسؤول في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن القلق إزاء الأنباء المتواترة عن التصعيد الذي تشهده الحدود اللبنانية الإسرائيلية، محذرا من مغبته وأنه ليس في مصلحة أي طرف.
وأضاف المصدر، أن الظروف التي يمر بها لبنان في هذه المرحلة لا تتحمل المزيد من التوتر أو المخاطرة بهز الاستقرار القائم.
وأوضح المصدر أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ربما لديها غرض من استعراض القوة عبر ممارسة التصعيد، مشيرا إلى أن زيادة منسوب التوتر بين جنوب لبنان وإسرائيل قد يخرج عن السيطرة.
ودعا المصدر الأطراف المعنية بالتصعيد في لبنان إلى تدبر الموقف، وممارسة ضبط النفس وتجنب إرباك المشهد في وقت ينصب فيه اهتمام المجتمع الدولي على مساعدة لبنان في الخروج من كبوته السياسية، ومعالجة المأزق الاقتصادي الصعب الذي فاقم من معاناة اللبنانيين بصورة غير مسبوقة.