ومع الإعلان عن وصول أعداد من القوات البريطانية إلى مطار "الغيطة" على خلفية حادث ضرب السفينة "ميرسر ستريت"، تأزمت الأوضاع أكثر.
هل تتخذ بريطانيا من واقعة ضرب السفينة "ميرسر ستريت" مبررا للتدخل في اليمن؟
بداية يؤكد اللواء محمد أحمد قحطان عضو مجلس الشورى اليمني "المهرة"، أن البريطانيين موجودين منذ فترة في المهرة لكن بأعداد قليلة، ومنذ أيام قليلة تم تناقل أخبار بقيامهم بإضافة مجموعة جديدة تحت ذريعة تتبع الجهات التي قامت بضرب السفينة الإسرائيلية في بحر العرب، وتلك مبررات لصرف الناس عن تدخلهم غير المشروع والسافر في اليمن.
مبرر للتدخل
وأكد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن: "الجهات التي قامت بتلك العملية لا علاقة لها بالمهرة من الأساس، نظرا لبعد المسافة مئات الأميال بين محافظة المهرة والموقع الذي ضربت فيه السفينة، كما أنه ليس هناك أي تواجد للحوثيين"أنصار الله" في المهرة، هذه كلها مبررات للتدخل ونحن ندرك ذلك جيدا، فتارة يقولون مكافحة الإرهاب وأخرى مكافحة المخدرات وتهريب السلاح، وتلك الأمور لا علاقة لنا بها، والمسافة بيننا وبين جبهات القتال تقارب 1000 كيلو".
وتابع عضو الشورى، أن: زيادة أعداد البريطانيين في هذا التوقيت هو أمر مستغرب ومستنكر في نفس الوقت، ويبدو أن هناك مخطط كبير بين البريطانيين والأمريكان وحلفائهم من الدول العربية على اليمن، وواضح ذلك من خلال الاستيلاء على جزيرة سقطرى الإستراتيجية المطلة على البحر العربي والمحيط الهندي وعلى مقربة من آسيا وأفريقيا والهند".
تدويل القضية
وأشار قحطان: "هناك شواهد تؤكد أن هناك تحركات نحو تدويل الوضع في اليمن بشكل أو بآخر للاستيلاء أو التحكم في الممرات الدولية وممرات التجارة العالمية، أما ما يقال بأنهم يريدون محاربة إيران من داخل المهرة أمر غير منطقي، لأن المهرة أبعد من إيران، نحن ليس لدينا مانع في المهرة من التعاون مع كل الأطراف، لكن هذا التعاون يجب أن يكون وفق اتفاقات صريحة ومعلنة وتضمن حقوق الناس".
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم "اعتصام المهرة"، محمد محامد، إن أكثر من 40 عنصر من القوات البريطانية الخاصة دخلت إلى المهرة بحجة مطاردة مرتكبى الهجوم على سفينة "ميرسر ستريت" في بحر العرب في 29 يوليو/ تموز الماضي والذي أسفر عن مقتل رجل أمن بريطاني، وموظف روماني.
وأضاف لـ"سبوتنيك"، أن: "الهجوم الذي تم على السفينة جاء من المهرة هو محض افتراء على المدينة، الأمر الذي دفعنا إلى استنكار هذا الوجود وهذا الاحتلال الغاشم وغير المبرر، الذي يستند إلى حجج باطلة، إن الهدف الحقيقي هو السيطرة على الموارد والموقع الاستراتيجي وحجز دور في خريطة التقسيم الجديدة في المنطقة".
صراع جديد
أما القيادي في الحراك الجنوبي باليمن، عبد العزيز قاسم، فيرى، أن زيادة أعداد القوات البريطانية في المهرة هو نتاج طبيعي للتنسيق بين دول التحالف وبريطانيا، باعتبار أن الأخيرة لديها خبرة كبيرة في الجنوب اليمني بشكل خاص.
وأضاف لـ"سبوتنيك"، أن عملية إصدار البيانات من جانب الشعب المهري في اليمن يؤكد أن هناك قوى خفية بخلاف المعلن عنها، وقد تعمل تلك القوة على خلق صراع جديد، حيث يلتقي فيها كل الفرقاء، والشعب اليمني بصفة عامة يرفض التواجد الأجنبي بالبلاد، فلم يجن من وراء ذلك سوف المزيد من تدهور الأوضاع في كل مناحي الحياة.
حزب الإصلاح
وكان المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للإصلاح بمحافظة المهرة قد وزع بيانا تلقت "سبوتنيك" نسخة منه، دعا فيه الحكومة والسلطة المحلية في المحافظة إلى تقديم توضيح شفاف حول وجود قوات أجنبية خارج إطار التحالف العربي باليمن.
وأشار البيان، إلى أن "تواجد أي قوات عسكرية أجنبية خارج إطار التحالف سيجر المحافظة إلى فضاءات الفوضى وتمرير أجندات ومطامع وسباق محموم ينتقص من سيادة البلد.
وطالب مكتب الإصلاح، الجهات المسؤولة بالوقوف أمام مسؤوليتها وتجنيب المحافظة الصراعات، والنأي بها بعيدا عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، أو أن تكون منطلقا لذاك الصراع.
ودعا كافة القوى الحية لاستنكار ورفض كل ما من شأنه ارتهان محافظة المهرة لمن يطمح أن يعيد مطامعه التاريخية وإعادة السيطرة على الأرض والإنسان المهري واليمني عموما.
رفض واستنكار
من جانبها، قالت اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، في بيان عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك": "تابعت لجنة الاعتصام بمحافظة المهرة وباهتمام بالغ التداعيات الأخيرة، وما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية والمواقع الإخبارية عن وصول قوة بريطانية مكونة من 41 عنصرا من القوات الخاصة البريطانية إلى مطار الغيضة الدولي بمحافظة المهرة، يضاف إلى القوة المتواجدة بالمطار من قوات الاحتلال السعودي الإماراتي البريطاني الأمريكي".
وتابعت: "وإزاء هذا التطور الأجنبي المتزايد، فإن قيادة وأعضاء وأنصار اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي لأبناء المهرة يؤكدون على، الرفض القاطع لأي تواجد عسكري في أرض المهرة المسالمة والآمنة".
وتابع البيان، أن" اللجنة تدين وتستنكر بأشد العبارات كل المحاولات البائسة والمشينة من قبل الاحتلال السعودي الإماراتي البريطاني الأمريكي، بإلصاق التهم والأكاذيب الباطلة بأبناء محافظة المهرة، بأعمال ممنهجة متعددة الأساليب، الغرض منها السيطرة والاستحواذ على هذه المحافظة الآمنة وتشويه تاريخها المجيد".
وطالب البيان، المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن بالاطلاع على كل تلك الانتهاكات، والممارسات الاحتلالية التي تمارسها القوات الأجنبية في المحافظة، والتي تتخذ من مطار الغيضة الدولي مقرا لها.
وأكد البيان على أن اللجنة وكل أحرار المهرة على أهبة الاستعداد للدفاع والذود عن محافظتهم بكل الوسائل المتاح، ولم ولن يسمحوا بأن تنطلي عليهم أكاذيب المحتلين الجدد وسيرحلون لا محالة.
وتعتقد المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أن الطائرة من دون طيار التي استهدفت سفينة "ميرسر ستريت" أطلقت من شرق اليمن وتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) نحو الناقلة قبل أن يسيطر عامل التشغيل على الميل الأخير، ويوجه الصاروخ عبر الكاميرا إلى جسر السفينة. ووقع الهجوم في 30 يوليو/تموز الماضي، على بعد 152 ميلا بحريا شمال شرق ميناء الدقم العماني.