عمليات التجميل بين الواقع والموضة... وفي سوريا أقل كلفة بآلاف الدولارات
17:22 GMT 28.10.2021 (تم التحديث: 11:42 GMT 01.11.2021)
© Sputnik . Alhasan Alsaiemالطبيب السوري واختصاصي التجميل والجراحة الترميمية الحسن الصايم
© Sputnik . Alhasan Alsaiem
تابعنا عبر
التجميل هو طب وجراحة تحتاج لكثير من الفن والدقة لما تخلفه من نتائج تؤدي لتغيير ملامح الشكل العام، وتختلف الدوافع لاختيار هذا الاختصاص وتفضيله عن غيره من الاختصاصات بين الأطباء، بالمقابل تختلف أهداف الراغبين في إجراء عمليات التجميل بين الحاجة والمعالجة، أو مواكبة لإغراءات العصر ومتطلباته.
للحديث عن كل ما يخص التجميل والغوص بأسباب الرغبة في التغير، وما يلحق ذلك من نتائج وتفرعات أخرى، سلبية كانت أو إيجابية، تحدثت وكالة "سبوتنيك" مع الطبيب والاختصاصي في طب التجميل والجراحة التجميلية والترميمية، الحسن الصايم، ليوضح عدة أمور تخص "موضة العصر الضرورية":
أنت كطبيب مختص، كيف تتعامل مع الحالات التي تقتضي التجميل (تشوهات أو التعرض لحادث، وغيرها) والحالات التي يكون فيها التجميل (موضة عصر) مثلما نرى هذه الأيام، أو مجرد غيرة مثلاً؟
د. الحسن: أنا كطبيب عليّ التعامل بما يفرضه العلم أولا ثم نظرتي الخاصة ثانيا... في الحقيقة اختصاص الجراحة التجميلية هو اختصاص مركب من الجراحة الترميمية أولا والتجميلية ثانيا، وبالحديث عن الجراحة التجميلية قبل الموضة، علينا التحدث عن معايير الجمال أو القياسات الوجهية والجسدية التي تحدد ما إذا كان هذا الجزء من الجسم جميلا أو لا، وهذه المعايير تتغير بشكل رسمي عبر كل حقبة حسب المعطيات، مثلا المرأة النحيلة ذات الخصر الضيق لم تكن لتعتبر من معايير الجمال منذ 50 عاما بل العكس، تراكم الدهون كان يعطي نظرة عامة بأنه هو الأجمل، ومن الأمثلة على ذلك الكثير مما ينطبق على الوجه بتفاصيله الدقيقة والجسم. كما أن الاعتبارات العرقية والجغرافية ذات أهمية كبرى، فالأجفان المثالية في شرق آسيا تختلف عن الأجفان المثالية لدينا، الأنف العريض في أفريقيا يختلف في معاييره عن الأنف المدبب في شرق المتوسط، وقس على ذلك.
© Sputnik . Alhasan Alsaiemالطبيب السوري واختصاصي التجميل والجراحة الترميمية الحسن الصايم
الطبيب السوري واختصاصي التجميل والجراحة الترميمية الحسن الصايم
© Sputnik . Alhasan Alsaiem
ويؤكد: بالممارسة العملية وجدنا أن الغيرة ليست السبب الأشيع لإجراء الجراحة التجميلية أبدا وإنما نظرة الشخص لنفسه بأنه، وبإجراء معين، قد يبدو أجمل وبالتالي أكثر ثقة بنفسه.
بما أننا تحدثنا عن التجميل كموضة، فهي حالة قد تكون مؤقتة... هل تتوقع أن تندثر هذه الحالة ونعود للجمال الطبيعي الذي كان متداولا قبل سنوات؟ أم ستتطور أكثر لتنتشر بين الشباب كذلك، كما هو الحال لدى العديد من الفنانين العرب والأجانب؟
د. الحسن: تنتشر في العالم الآن ثقافة أن النجوم والفنانين هم غالبا الأجمل، فكل الأعمال التلفزيونية كانت ولا زالت تعتمد في أدوار البطولة على فتاة جميلة أو كما يقال جذابة، لجذب الجمهور الذي ينجذب بالفطرة للمظهر الحسن والمعالم الجميلة، وهذا أوضح عبر الخمسين سنة الماضية وبالدليل أن الإنسان يسعى بالفطرة ليكون أجمل ومحط أنظار من حوله بجماله، بغض النظر اذا كان شاباً أم فتاةً.
© Photo / Alhasan Alsaiemعمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
عمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
© Photo / Alhasan Alsaiem
ويشير إلى أن الجراحة التجميلية منتشرة بين الشباب فعمليات تجميل الأنف والتثدي وشد البطن وشفط الشحم والبوتوكس نجريها بشكل تواتر للشباب وهذا شيء إيجابي... طالما الجمال هو الهدف فنحن ندعمه.
ويقول: منذ أكثر من 4000 عام تحدث سكان الأرض عن جمال كليوبترا.. ووصل العلم الطبي لمساعدة كل فتاة لتكون بجمال يتحدث عنه الآخرون، فالطب التجميلي ليس مولوداً في القرن العشرين بل قبل ذلك بكثير وهو نتيجة تراكم تطورات وأبحاث أدت الى ما نحن نراه اليوم كجراحة تجميلية.
كيف تدرسون هذه الحالة، وما هي النصيحة التي تقدمونها، وكيف ستواجهون النتيجة... فلا يوجد إجراء جراحي خالٍ تماما من المخاطر، فهل تطلعون المرضى على مخاطر هذا الإجراء أو أنكم تظهرون لهم فقط الجانب المضيء منه، ومن يتحمل مسؤولية "النتيجة غير المرضية"؟
د. الحسن: تبدأ دراسة الحالة من الحاجة للإجراء، للتنويه نتكلم فقط عن الجراحة التجميلية هنا وليس الجراحة الترميمية، ثم يأتي بعد الحاجة رغبة المريضة الخاصة والدوافع والقبول كما تكلمنا سابقا... ونستفيض بالنصيحة بالاعتماد على الأدب الطبي ثم الرأي الشخصي للطبيب.
View this post on Instagram
ويضيف: علينا دائما توقع النتيجة ووضعها في ميزان السلبيات والإيجابيات وإخبار المريضة بدقة عن ذلك... مثلا هل تفضلين ثدياً مترهلاً أم ثدياً شبابياً مشدوداً.. لكن مع ندب ظاهرة هذا السؤال ملازم لعملية تصغير الثديين أو رفع الثديين عندما نقرر اجراءها بطريقة شقوق wise .. مع العلم أن اعتماد الطريقة يعتمد على القياسات والمعادلات.
ويشرح: هل أنت مستعدة لتحمل وذمة قد تستمر لشهر على الأقل بعد تجميل الأنف. هل أنت موافقة على الالتزام بالتعليمات حرفيا... وعلى أساسها يتم إقرار العمل الجراحي. فالنتيجة المتوقعة لدى المريضة يجب أن توافق النتيجة المتوقعة لدى الطبيب قبل إجراء الجراحة... وبالنسبة للمخاطر فان المريضة تسبقنا بالسؤال دوما...
أما النسب والاحصائيات فهي معروفة لدينا ونقوم دائما باخبار المريضة بذلك... ولا أحد من اختصاصي الجراحة التجميلية يريد أن يجري جراحة وهو على دراية باحتمالية كبرى لحدوث الاختلاطات مهما كان الثمن.
ويوضح: في حال كان التشوه، ولو أنها كلمة مبالغ فيها، بسبب عدم مراعاة التعليمات فالسبب يعود للمريضة لكن هذا لا يعني تخلي الطبيب عن مريضته والامتناع عن متابعتها، إلا إذا رغبت بغير ذلك، ولا يوجد حرب اقناع هنا فالطبيب يعلم تماما اذا كانت هذه النتيجة الغير مرضية هي مسؤولية من.
وينوه إلى أنه، بشكل عام، على الجراح أن يكون ملما بالتوصيات العالمية لبعض الحالات الشائعة التي قد تحدث عند أمهر الجراحين، وبنسب متفاوتة.
© Photo / Alhasan Alsaiemعمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
عمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
© Photo / Alhasan Alsaiem
ويقول: في حال الخلاف التام وبالنسبة للقوانين السارية والملزمة لاختصاص الجراحة التجميلية كما أي اختصاص فالمريضة غير الراضية عن نتيجتها وفي حال رفضت المتابعة من قبل نفس الطبيب يمكنها التوجه إلى نقابة الأطباء والإبلاغ عن المشكلة، ليتم التقييم بعد الاستماع للطرفين، وعلى هذا الأساس تقرر تحميل الأعباء على الطرف المسؤول كليا أو جزئيا، وفي جميع الحالات.
طبعا الربح المادي هو أساس أي مهنة، ولكن في مجال الطب، هناك تعامل خاص ومحدد. كيف تتعامل مع حالات التجميل (الاستعراضية)، مثلا، في حال كان هناك خطر صحي... أو حالة لا يوجد فيها خطر ولكن لا تحتاج إلى تجميل؟
د. الحسن: شخصيا بالنسبة للتعامل مع الحالات الاستعراضية فلدينا نقطتين نسلط عليهما الضوء.
الأولى: هل يسبب هذا الإجراء ضررا بالصحة أو تشوه؟
الثانية: هل المطلوب مقبول اجتماعيا أم مرفوض؟... ثم نضيف رأينا الشخصي.
ويكمل قائلا: فاذا كانت مصرّة على هذا الإجراء، لا مانع من إجرائه اذا كان غير مضر صحيا ولا يسبب رفضا اجتماعيا.. لأن الرفض الاجتماعي يعود بنتائجه على المريضة وطبيبها الذي أجرى هذا الإجراء... وطبعا التشويه المقصود عن دراية والإضرار الصحي مخالف للأخلاق المهنة وللقانون.
View this post on Instagram
ويؤكد الطبيب الحسن وجود محاضرات ومراجع عالمية معتمدة عديدة لدينا في الجراحة التجميلية تتحدث حول هذا الموضوع لتجنب الرأي الشخصي وليكون القرار التجميلي أو الجراحي معتمد على مرجعية علمية... مفادها: كيف تتجنب المريض الذي يطلب جراحة غير مناسبة له / كيف تقول للمريض لن أجري لك هذه العملية الجراحية؟... إلخ.
ويشير إلى أنه على كل طبيب إجراء تقييم نفسي وسؤال المريضة في زيارتها للعيادة: ماذا تتوقعين أن تكون النتيجة / لماذا تريدين إجراء هذه العملية الجراحية... وغيرها، وعلى أساس ذلك يتم القبول أو الرفض.
بعض الأطباء يستخدمون "الفوتوشوب"، أو تصوير الحالات الناجحة فقط، كنوع من أنواع الدعاية لهم عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي... هل ترى أن هذا من حقهم، أم أنه فعل غير إنساني؟
د. الحسن: فعل شنيع وليس غير إنساني فقط، ويندرج ضمن إطار الاستغلال والخداع.. فالنتائج الجميلة تعبر عن نفسها ضمن المجتمع وبين الناس، وعلى كل مريضة التأكد من حقيقة نتائج الطبيب من خلال مرضاه السابقين وليس من خلال السماسرة والصور المعدلة... "البعض" يقوم بسرقة الصور من مواقع أجنبية والإعلان عنها أنها من نتائجه، وهنا نسمع كثيرا قول مريضة: "ذهبت إليه مع أني أعلم أنه ليس اختصاصي تجميل لكن صوره أبهرتني... انظر ماذا فعل بي".
ويشدد على أن: الجهل آفة مجتمعية ولن نتمكن من التخلص منها بسهولة للأسف.
ما هي الحالات التجميلية التي يمكن استخدامها في المعالجات السريرية، إن صح التعبير؟
د. الحسن: البوتوكس يستخدم لعلاج الشقيقة وفرط التشنج العضلي وإعادة تناظر الوجه بعد شلل العصب الوجهي أحادي الجانب أو ثنائي الجانب ولفرط التعرق الإبطي والراحي والأخمصي... كما يستخدم لعلاج التشنج المثاني والنهم... وغيره
© Photo / Alhasan Alsaiemعمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
عمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
© Photo / Alhasan Alsaiem
ويتابع: كما أن البروتيز المستخدم لتكبير الثدي يستخدم لتشكيل الثدي بعد الاستئصال... والبروتيزات الوجهية تستخدم لتعويض الفقد العظمي في الوجه... والفيللر يستخدم لتعويض الفقد الشحمي الأحادي أو ثنائي الجانب في الوجه... وهناك أمثلة كثيرة وبحر واسع من الحالات العلاجية في الجراحة التجميلية ومن هنا لا يمكن فصل الجراحة التجميلية عن الجراحة الترميمية.
ما هي التكلفة الوسطية للأسعار في سوريا (بالدولار)، وهل يتم مراعاة الوضع الاقتصادي السيء بعد سنوات الحرب والحصار؟
د. الحسن: إن المواد التجميلية كلها مستوردة من الخارج، وتختلف أسعارها باختلاف الجودة... والمواد التي تحصل على ترخيص للاستخدام في أمريكا والاتحاد الأوروبي هي الأغلى ثمنا فمثلا سعر 1 ملل من الفيللر الأمريكي عالي الجودة المرخص في أمريكا يساوي تقريبا 300 دولار بينما يوجد فيللر مصنوع مجهول المصدر لا يتجاوز سعره الـ22 دولارا. ونضيف عليها أجرة الطبيب التي تختلف حسب خبرته وطريقته التي قد يكون دفع ثمن تعلمها ما يتجاوز الـ20 ألف دولار.
© Photo / Alhasan Alsaiemعمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
عمليات تجميل للطبيب السوري الحسن الصايم
© Photo / Alhasan Alsaiem
ويضيف: أما بالنسبة للجراحة فهي تملك عاملين مسيطرين لتحديد السعر... الأول وهو عدم رضى بعض الأطباء في استخدام إلا مواد عالية الجودة وذات تكلفة عالية، والثاني هو خبرة الجراح، والجراح المتمكن هو الأعلى أجرا... لذلك هناك اختلاف بين الأسعار... لكن الأهم أن السعر يتم عرضه قبل العملية، فالجراحة التجميلية ليست إسعافية ويحق لأي مريضة أن تختار السعر الذي يناسبها لدى طبيب تثق به.
ويستدرك: لكن بشكل عام نجد أن الأجور في سوريا (كمثال) لا تعادل شيء من الأجور في الخارج... فمثلا تكلفة عملية شد البطن في سوريا تعادل تقريبا 800 دولار لدى جراحي التجميل ويتقاضى عليها الطبيب 400 دولار تقريبا كأجر له، بينما يتقاضى عليها أي طبيب في لبنان (كمثال) ما لا يقل عن 4000 دولار وفي أمريكا 10 -15 ألف دولار وهذا يتناسب مع الدخل.
ويتابع: أضف الى ذلك أن هناك بعض المشافي العامة الحكومية مشكورة تقدم خدمات تجميلية لبعض الحالات.
هل يوجد "استغلال" عند البعض (بسبب الشهرة الزائدة)، أم هناك تحديد وزاري للأسعار؟
د. الحسن: الاستغلال ليس هنا، الاستغلال عندما يقوم السماسرة باقناع مريضة بالتوجه الى طبيب دون غيره، والذي قد يكون لا ينتمي إلى اختصاص الجراحة التجميلية أساسا. وهذا يتعلق بمستوى الوعي والجهل لدى المرضى.
View this post on Instagram
ويقول: الطبيب المشهور ليس مشهورا إلا بسبب نتائجه الجيدة وبسبب علمه وعمله الدؤوب ومتابعته للمستجدات والمؤتمرات وسعيه المستمر لتحسين الخبرات، نحن نتحدث عن طبيب مشهور هنا بين الناس وليس على مواقع التواصل الاجتماعي، فالجراحة التجميلية تظهر نتيجتها للقريب والبعيد فنتائج عمله هي التي حققت شهرته، وهذه النتائج تم دفع ثمنها سابقا من قبل الطبيب بالمال والجهد.
في أيامنا هذه، نجد أن التجميل أصبح حالة شائعة لدى الجميع، وخصوصا أن أغلب الأطباء، باختصاصات معينة، يجرون عمليات التجميل، بالرغم من أنه ليس اختصاصهم، بل وأصبح هناك دورات خاصة لبعض أنواع التجميل... لماذا اخترت اختصاص التجميل، إذا كان بالإمكان جمع اختصاصين معًا؟
د. الحسن: اخترت التجميل بسبب أستاذي في كلية الطب البشري في جامعة تشرين الذي سلط الضوء على الجراحة التجميلية ورأيت من خلاله أن هذا الاختصاص سأكون مستعدا لبذل الجهد لأجله فهو يناسبني شخصيا لما فيه الكثير من الدقة والفن، لكن تختلف الأسباب بين الناس، ويبقى حب الاختصاص هو الأساس.
يضيف: التطفل على الجراحة التجميلية من قبل بعض الأطباء خلق طبقة بين الناس نسميها نحن "أطباء الجراحة التجميلية بالفئة المغدورة" وهي فئة التشوهات بعد الجراحة التجميلية لدى غير الاختصاصي... حيث تم اصطيادهم بالأسعار القليلة جدا والدعاية المفرطة والاقناع. وهنا لا بد أن نلوم المرضى لاختيارهم طبيب أو غير طبيب حتى لمجرد أن السعر أعجبهم... للأسف بعض التشوهات لا يمكن علاجها.
View this post on Instagram
يتابع: قامت وزارة الصحة بتحديد من يمكنه إجراء الجراحة التجميلية وذلك اعتمادا على تدريبهم السريري حسب برنامج التدريب الموضوع من قبلها، حيث يحق لطبيب الأذن أنف حنجرة إجراء تجميل الأنف وتبارز الصيوان ويحق للجراح العام إجراء شد البطن.
يستدرك بقوله: لكن لا أحد يلتزم وهذا شأنهم مع مرضاهم ومع وزارة الصحة ولا علاقة لنا بذلك فنحن لن نقوم بالإصرار على المرضى للتوجه إلينا (كاختصاصي تجميل)... والأغلبية سيتوجهون إلينا طواعية لإصلاح التشوهات الناجمة عن الجراحات السابقة بيد جراحين كانو قد اختاروهم بأنفسهم.
يؤكد أن: دورات حقن البوتوكس والفيللر تجدها في بلدنا بعد الحرب التي أطاحت بالكثير من القيم، لكن لن تجدها في روسيا مثلا.
ويوضح: لن يتجه أحدهم لإجراء دورة حقن بوتوكس إن كان يعلم أنه لن يستخدم البوتوكس للربح المادي وبالتالي هو يعلم أن فئة كبيرة من الشعب ستتجه اليه والسبب هو الجهل.
ويرى أن: البوتوكس قد يكون قاتلا، والفيللر المحقون بطريقة خطأ في الوجه قد يسبب العمى الدائم / التشوه الدائم... لكن في ظل الدعاية والتوجيه الإعلاني لن يخطر في بال المريضة أن الذي يقوم بحقنها بالبوتوكس قد يكون ليس طبيبا أصلا... وهذا استغلال واضح تعمل وزارة الصحة على ضبطه لحماية الناس، لكن لا تجد التعاون المطلوب من الناس وكأن الجهل له الكلمة المسموعة في هذا النطاق.
أصبحتم قادرون على تغيير الأشكال بكل معنى الكلمة، هل ترى هذا صحيحا (بالنسبة للمجتمع) مستقبلا من منطلق شخصي ومهني... وهل من الممكن أن تتطور هذه المهنة لتصبح مجموعة اختصاصات داخل الاختصاص الواحد؟
د. الحسن: نعم نحن قادرون على تغيير الأشكال للأفضل، حسب المعايير والمقاسات والنسب المحددة، ولأن الإنسان بطبعه يعشق الجمال فهذا صحيح طبعا... فالجراحة التجميلية تعيد الزمن للوراء وتبرز المعالم الجمالية بشكل أوضح..
ويتساءل: السؤال هنا، هل ستكون النساء نسخة واحدة مستقبلا؟ فالجواب هو لا، لأن لكل جسم مقاييسه وعلاماته المميزة بالجمال التي نسعى لإبرازها، كل الناس ذكورا وإناثا يسعون للخصر النحيل حاليا وهذا ما يحاول الغالبية تحقيقه عن طريق الحميات الغذائية والرياضة والجراحة التجميلية وليست الجراحة التجميلية هي من حددت أن الخصر النحيل هو الأجمل بل المجتمع... وبالتالي فإن الجمال أصبح غاية مهمة في المجتمع.
أجرى الحوار: زين العابدين شيبان