هل بدأت واشنطن مساعي جديدة لحل الأزمة اليمنية وإيقاف الحرب؟
© AP Photo / Hani Mohammed صنعاء
© AP Photo / Hani Mohammed
تابعنا عبر
تسعى واشنطن لتحريك الملف اليمني مجددا حيث أرسلت مبعوثها لليمن، تيم ليندركينغ، في جولة للرياض والمنامة يبحث خلالها ملفات تتعلق بالسلام في اليمن بالإضافة إلى قضايا أخرى.
وقالت الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، إن ليندركينغ "سينضم إلى فريق مشترك بين الوكالات لتنسيق مقاربات واسعة حيال الأمن الإقليمي والمخاوف المتعلقة بإيران".
وبحسب البيان، سيلتقي المبعوث الخاص "مع كبار المسؤولين لبحث الجهود المبذولة لدفع عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة في اليمن وتقديم الإغاثة الفورية للشعب اليمني".
كما سيناقش ليندركينغ "استمرار احتجاز الحوثيين لبعض الموظفين اليمنيين بالسفارة الأمريكية في صنعاء، واختراق الحوثيين لمجمع السفارة".
وفي هذا الخصوص قال القيادي في حركة "أنصار الله" وعضو المكتب السياسي محمد البخيتي لوكالة "سبوتنيك" اليوم الأربعاء خلال جوابه عن سؤال حول استعداد "أنصار الله" لأي مبادرة سلام : "يدنا (أنصار الله) كانت ولا تزال وستظل ممدودة نحو للسلام العادل والمشرف والشامخ على مستوى المنطقة والسلام. لن يتحقق إلا بوقف العدوان ورفع الحصار وسحب كل القوات الأجنبية المتواجدة في اليمن وإتاحة الفرصة للشعب اليمني وكل أطراف الصراع في الدخل لحل مشاكلهم بأنفسهم ولايمكن تحقيق السلام مع استمرار العدوان واستمرار الحصار وللأسف الشديد أن دول العدوان ممثلة بأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات أو مايسمى بالرباعي الدولي لاتزال حتى الآن ترفض مبدأ السلام العادل والمشرف الذي يضمن سيادة واستقلال اليمن".
وأضاف: "وبالتالي هم لا يزالون على أمل فرض وصايتهم على اليمن وهذا الشيء غير مقبول وعندما تكون هناك نيّات صادقة من قبل دول العدوان الرباعي نحن سنكون أول المستجيبين".
وقال: "علما أن عملية تحرير اليمن ستستمر حتى تحرير آخر شبر من أرض اليمن".
وحول ما يجري من حديث عن عملية سلام في وقت يستعد البنتاغون للاعتراف بـ"أنصار الله كمنظمة إرهابية" أو وضعها على القائمة السوداء بالتوازي مع إرسال أمريكا لمبعوثها إلى اليمن في هذه الخطوة، قال القيادي اليمني: "للأسف الشديد أن دول العدوان بقيادة أمريكا تستعمل كل الوسائل لفرض الوصايا على الشعب اليمني، منها العدوان المباشر ومنها الحصار ومنها تصنيف أنصار الله كحركة إرهابية أو في القائمة السوداء".
وأردف: "ولكن بالنسبة لنا كشعب يمني لن نخضع لأي التزام سواء كان في القوة العسكرية كما هم في العدوان أو بالحصار الاقتصادي أو بالتلويح بهذه الورقة والتي هي آخر ورقة بيد أمريكا ونحن مستمرين بعمليه تحرير اليمن وموازين القوة لصالح اليمن على حساب العدوان ومرتزقتهم في الداخل وبالتالي على كل الدول التي تريد علاقات جيدة مع اليمن احترام إرادة الشعب اليمني لأن تحرير اليمين أصبح مسألة وقت وأمن دول العدوان هو من أمن اليمن وهذه رسالة ينبغي أن يفهمها الجميع لأننا لايمكن أن نقبل بوصاية أمريكا وأداواتها في المنطقة".
وعلق البخيتي على فكرة أن الولايات المتحدة "تغض النظر عن مايجري في اليمن ولاتريد إنهاء الأزمة اليمنية لتجعل حركة أنصار الله ورقة أمريكية للضغط على السعودية"، بالقول: "مثل هذا الخطاب يأتي في سياق تضليل الرأي العام العربي والإسلامي وهذا الشيء غير صحيح لأن أمريكا هي جزء من العدوان على اليمن ووقف العدوان على اليمن أصبح مصلحة سعودية إماراتية ولكن لايزال العدوان على اليمن يمثل مصلحة اميريكية لأنه يجعل من هذه المنطقة سوق لبيع الأسلحة ومن يشتري السلاح من امريكا هي السعودية والإمارات وأمريكا تحاول دائما استمرار حالة التباينات والمشاكل مابين الدول العربية والإسلامية ليس فقط من أجل بيع السلاح وإنما أيضا من أجل الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل لأن هذا التفوق لا يمكن أن يستمر أي لا يمكن أن يستمر تفوق الكيان الصهيوني الذي يتكون من 6 مليون أمام مليار ونصف مسلم وبالتالي متل هذه الادعاءات هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة".
بدوره تحدث الدكتور سعد بن عمر مدير مركز "القرن العربي" للدراسات الاستراتيجية في الرياض لوكالة "سبوتنيك" حول الموضوع، ورد على سؤال يتعلق بماهية الزيارة وإمكانية نضوج عملية السلام قائلا: "نعم، لست على عجلة في هذا الموضوع. المسألة أن هناك ملفات متداخلة من ضمنها استيلاء الحوثيين على السفارة كما يوجد هناك نوع من الاقتناع لدى الأمريكان فهم يستغلون هذه الورقة منذ فترة عندما ألغو تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لكن الأيام سوف تؤكد لهم أنهم ميليشيا خارجة عن القانون حتى لو أسسوا دولة سيكون نهجهم في الحكم غير منسجم مع العالم والإقليم مثل تسكير باب المندب أو التعرض للملاحة فهم نموذج مصغر عن إيران. لذلك أعتقد أنه عند الولايات المتحدة شبه اقتناع أنها يجب أن تعمل شيئا ما وخاصة أن الملفات متداخلة مثل ارتفاع سعر البترول واحتجاز الموظفين في السفارة الأمريكية في صنعاء كل هذة الأمور قد تحلحل المشكلة وتدفع الأمريكان للبحث عن حل".
وحول الموقف السعودي قال الخبير السعودي: "السعودية إجابتها واضحة منذ بداية الأزمة، لا تريد تغيب أي من المكونات السياسية في اليمن عن الحضور على طاولة المفاوضات وتمثيل من يمثلون، ولكن المشكلة أن الولايات المتحدة الأمريكية تتمالى نوعا ما مع الحوثيين وكأنها لا تعلم أنهم غير منضبطين وليس لهم أمان مستقبلا".
وأضاف: "كما أن السعودية تريد حلا سياسيا لليمن منذ بداية الأزمة ولا تمانع أن تكون جميع المكونات السياسية على طاولة واحدة وتحت مظلة واحدة يتحاورون سوية ويخرجون بنتيجة".
وأردف: "كما أن هذه المشكلة بدأت منذ سبع سنوات وفي بعض الأحيان تستخدم الولايات المتحدة الورقة الحوثية ضد السعودية وأحيانا أخرى يرون أنهم ديمقراطيون ويجب أن تحل الديمقراطية في اليمن لذلك نجد أن الولايات المتحدة غير واضحة في كيفية تعاملها مع المشكلة بينما السعودية أوضحت منذ البداية الحل السلمي لهذة الازمة".
وحول فكرته عن تراخي الولايات المتحدة قليلا مع الحوثيين، قال بن عمر: "إن هذه الدول تلعب بالأوراق حيث إن ترك الحوثيين أشبه بترك شوكة في الحديقة الخلفية للمملكة أو ترك شوكة في قدم السعودية".
وحول سؤال عن وجود ضغوطات أمريكية على السعودية، قال بن عمر: "لا شك بذلك، كان هذا الأمر واضحا عندما أوضحنا لترامب أن الحوثيين يهاجمون السفن الأمريكية ولم يضعهم على القائمة حتى آخر يوم له في البيت الأبيض".
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى، لاستعادة مناطق واسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.