"الحرب في اليمن".. هل عجز العالم عن وضع نهاية لتلك المأساة؟
21:39 GMT 22.01.2022 (تم التحديث: 11:25 GMT 04.02.2022)
© AFP 2023 / Mohammed Huwaisآثار الغارات الجوية الليلية لقوات التحالف العربي على مدينة صنعاء، اليمن 18 يناير 2022
© AFP 2023 / Mohammed Huwais
تابعنا عبر
حالة من الضبابية والتخبط إقليميا ودوليا بشأن الأوضاع المتصاعدة في اليمن، ففي الوقت الذي أدان فيه مجلس الأمن اعتداء جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على الإمارات، نجد الأمين العام للمنظمة الدولية يدين أيضا عمليات التحالف على محافظة صعدة، ولم يكن مجلس التعاون الخليجي بعيدا عن هذا السجال، فأعاد الحديث مجددا عن التفاوض غير المشروط.
ما هي السيناريوهات المتوقعة في تلك الحرب التي وصفها البعض بـ"العبثية".. وهل تستمر إلى ما لا نهاية؟
بداية، يقول رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبد الكريم سالم السعدي، من الواضح أن كل الأطراف أصبحت تُغير أهدافها، ولو كان هناك هدف محدد منذ بداية الحرب، لما بقينا على هذا الحال طوال تلك السنوات، وكان الأمر انتهى في الأشهر الأولى.
تباين وضبابية المشهد
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، كذلك الأمر بالنسبة للمنظمات الدولية، حيث نجد أن هناك تضاربًا في خطاباتها، وبالنسبة لنا في تجمع القوى المدنية، ندين كل الاعتداءات أينما وجدت وفي أي دولة من الدول ونستنكرها، لكن هل ما يحدث سوف يضع نهاية للحرب، حيث نجد هذا الخليط من التباينات والتضاربات يؤكد أنه لا حل في اليمن إلا الحل السياسي.
وتابع السعدي، الحل السياسي للأزمة لن يأتي إلا إذا تم إعطاء اليمنيين الحق في تحديد اتجاهاتهم بدون وكالة أو فرض وصاية سواء من الإقليم أو من أدواته التي فرضها علينا وعلى قضايانا.
قتال عبثي
وأشار رئيس تجمع القوى المدنية، إلى أن ما يحدث اليوم هو قتال عبثي، لم يقم على دحر الميليشيات الحوثية الانقلابية، ومن تقاتل اليوم في الحدود هي أيضا مليشيات أيضا، ليست حوثية إيرانية، إنما هي انتقالية إماراتية ومليشيات أخرى تابعة للتحالف.
وأكد السعدي، إذا أردنا الحديث عن نهاية للمعركة، يجب أن نتحدث عن جيش وطني ومؤسسات دولة تدير الأمور على الأرض، أما أن تقاتل ميليشيا بمليشيا أخرى، فأنت لا توقف الحرب بل تزيد من اتساعها، لأن استخدام المليشيا يضعنا أما خيارات بالغة الصعوبة، فإذا انتصرت أصبحنا أمام ميليشيا جديدة، فالمعروف أن المليشيات لا تقاتل من أجل أن تعود في النهاية إلى منازلها.
واستطرد: على سبيل المثال عندما نقاتل بألوية العمالة، الكل يعرف أنهم من الجهاديين، عندما يحققون انتصارات كيف يمكن السيطرة عليها بعد ذلك، قوات العمالقة هي قوات أعدتها الإمارات ويتم تعبئتها لقتال الفئة الإيرانية الأخرى المتمثلة في الحوثيين "أنصار الله".
المزيد من التدهور
ويرى السعدي، أن الأوضاع تتجه إلى المزيد من التدهور في اليمن، والحل يكمن في العودة إلى الهدف الأصلي والرئيسي للمعركة، وأن تقتنع الأطراف أن الإقليم والتحالف عجزوا عن تحقيق الهدف بالقوة العسكرية، وعليه أن يخضع للجلوس على طاولة المفاوضات، لأن الحوثي اليوم أصبح أمر واقع، هذا الأمر الواقع لم يأت بقوة الحوثي، وإنما بضعف التحالف والشرعية والقوى الأخرى التي مزقت نسيج المجتمع اليمني ومكنت الحوثي منه.
وأوضح السعدي، أن الوضع الحالي يتطلب العودة إلى طاولة المفاوضات والحل السياسي وإيقاف الحرب بدرجة رئيسية، لأن ما يحدث من تدمير في الفترة الأخيرة يؤكد أن الأمور تسير باتجاهات خطيرة لا تتجه إلى السلام، ولا أعتقد أن ما يحدث هو الطريقة الأفضل لإرغام الحوثي على الجلوس للتفاوض، هناك طريقة أفضل بأن يتاح لليمنيين تحديد مصيرهم سواء كانوا حوثيين أو غيرهم من القوى، وأن يتدخل العالم لإبعاد الإقليم عن التدخل في اليمن، سواء كانت إيران أو المملكة أو الإمارات، لأننا نحن من ندفع ثمن صراعات هذه الدول.
سيناريوهات متوقعة
من جانبه، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، إن الوضع القادم في اليمن يمكن أن نحصره في سيناريوهين متوقعين، فإما أن تمهد كل تلك التحركات الإقليمية والدولية وفي جبهات القتال إلى إيقاف الحرب والانتقال إلى طاولة المفاوضات، على طريق الحل الشامل والنهائي وطي صفحة الحرب الطويلة العتيقة في اليمن ونسبة تحقق هذا السيناريو ليست كبيرة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، السيناريو الثاني، أن يتعنت الحوثيون "أنصار الله" وإيران، ونشهد تصعيدا غير مسبوق سيكون الحوثيون هم الخاسر الأكبر فيه، خاصة بعد فشلهم دبلوماسيا وسياسيا، ناهيك عن الفشل العسكري الذي تعرضوا له على أيدي القوات الجنوبية في شبوة وعلى مشارف مأرب، وهذا السيناريو الثاني هو الأقرب للتوقع في تلك الأزمة.
وأشار حسين إلى، أنه من غير المستبعد أن يكون هناك سيناريو ثالث، بأن تظل هذه الحرب تراوح كما كانت بين اللاسلم واللا حسم، وهنا لا أتوقع أن يقف المجتمع الدولي المدافع عن مصالحه أن يقف مكتوف الأيدي، خصوصا بعد أن أخذت الحرب منحنى جديدا، وفي هذه الحالة سوف يتم تصعيد الحرب ضد الحوثيين لإجبارهم على على القبول بالحل السياسي الذي ستفرضه الدول العظمى.
رحب مجلس التعاون الخليجي، مساء أمس الجمعة، ببيان مجلس الأمن الدولي الذي أدان فيه استهداف جماعة "أنصار الله" اليمنية لمنشآت في دولة الإمارات، داعيا الجماعة إلى وقف إطلاق النار والانخراط في الحوار.
جاء ذلك في بيان للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مقره الرياض) نايف فلاح مبارك الحجرف، نشره الموقع الرسمي للمجلس.
ودعا الحجرف في البيان، "أنصار الله" إلى "الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار، والانخراط الإيجابي في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن لاستئناف المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية دون شروط مسبقة".
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، أدان مجلس الأمن بالإجماع "الهجمات الإرهابية" لجماعة "أنصار الله"، والتي استهدفت منشآت مدنية في دولة الإمارات.
وندد أعضاء مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات بالاعتداءات الإرهابية الشائنة التي شنها في أبوظبي، يوم الاثنين 17 يناير/ كانون الثاني 2022، المتمردون الحوثيون في اليمن"، وفق ما أفاد دبلوماسيون.
فيما قال محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم "أنصار الله" في بيان مقتضب نشره على حسابه بموقع تويتر: "بيان مجلس الأمن عدوان على الإنسانية، وتشجيع للمعتدي لمواصلة عدوانه وحصاره على اليمن وغطاء لارتكاب مزيد من المجازر الوحشية كما حصل في الحديدة وسجن صعدة".
وتقود السعودية، منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة الحوثيين، أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة "أنصار الله"، هجمات بطائرات مسيرة، وصواريخ بالستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة.
وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف، فضلا عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.