أوكرانيا... إكرام النازيين وإهانة مقاتلين قدامى اشتركوا في الحرب ضد العدوان النازي
12:33 GMT 13.05.2022 (تم التحديث: 13:03 GMT 13.05.2022)
© Sputnik . Natalia Seliverstovaقدامى المحاربين في الحرب الوطنية العظمى في حديقة لينينسكي كومسومول خلال الاحتفال بيوم النصر في 9 مايو في دونيتسك، 2014
© Sputnik . Natalia Seliverstova
تابعنا عبر
اعتدى عناصر تنظيم اليمين المتطرف الأوكراني عليه بالضرب المبرح، وكسروا أضلاعه. وتعرّض بيوتر فيلونينكو (84 عاما) للاعتداء في كييف العاصمة الأوكرانية في عام 2014 لأنه دعا إلى السلام الاجتماعي.
واضطر بيوتر فيلونينكو، وهو واحد من المقاتلين القدامى الذين اشتركوا في الحرب الوطنية العظمى التي خاضتها روسيا وأوكرانيا والجمهوريات السوفيتية المتحدة الأخرى ضد العدوان النازي، إلى مغادرة وطنه، متوجها إلى روسيا في حين استمر مقاتلون قدامى آخرون في مواجهة أعمال مهينة مُزرية من قبل المتطرفين وممثلي السلطة الأوكرانية الجديدة التي تشكلت بعد وقوع الانقلاب في العاصمة الأوكرانية في عام 2014.
الأجداد و"الأحفاد الحاقدون"
وقد بدأ المقاتلون القدامى في أوكرانيا يتعرضون لسوء المعاملة قبل عام 2014، إذ بدأ النازيون الجدد يعتدون على مناضلين ضد النازية قبل وقوع الانقلاب في العاصمة الأوكرانية بعدما خرجت
أوكرانيا من اتحاد الجمهوريات السوفيتية.
فمثلا، اعتدى عشرات النازيين الجدد على مشاركين في الحرب الوطنية العظمى في 9 مايو/أيار 2011 في مدينة لفوف.
وكشف المتطرف النازي ألكسندر بوغاتش للمحققين الذين قاموا باستجوابه بعدما وقع في أسر محرري منطقة دونباس من قوات النظام الأوكراني في عام 2022 أنهم اعتدوا على مقاتلين قدامى في مدينة ميليتوبول في يوم ذكرى النصر العظيم (9 مايو) في عام 2016.
وشهدت مدن أوكرانية أخرى مثل دنيبروبتروفسك وأوديسا اعتداءات مماثلة في أوقات متفرقة.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الأوكرانية ألغت الاحتفالات بيوم حماة الوطن في عام 2017، وهو ما أسه في إطلاق يد العناصر المتطرفة لمهاجمة المشاركين في الحرب ضد النازية (1941 – 1945).
© Sputnik
حرب التماثيل
كما أن النازيين الجدد شنوا حربا على تماثيل المناضلين ضد الفاشية النازية خلال الحرب الوطنية العظمى من دون أن تُعيقهم السلطات الأوكرانية، فراحوا يدنسون أو يهدمون تماثيل محرري أوكرانيا من الاحتلال النازي بينما أقبلت السلطات المحلية على تغيير أسماء الشوارع التي تحمل أسماء أبطال الحرب الوطنية العظمى.
© Sputnik / الانتقال إلى بنك الصورقومي يكتب "نصب تذكاري للمحتل" على نصب المجد في لفوف، 15 أبريل 2018
قومي يكتب "نصب تذكاري للمحتل" على نصب المجد في لفوف، 15 أبريل 2018
© Sputnik
/ فمثلا، هدموا تمثال المجد في مدينة لفوف مدعومين من قبل موظفي السلطة المحلية.
وفي أبريل/ نيسان 2018 هاجم المتطرفون النازيون تمثال مقاتلي العدوان النازي في مدينة أوديسا.
وانكب النازيون الجدد الأوكرانيون على مكافحة الجنرال السوفيتي الراحل نيكولاي فاتوتين الذي قُتل في مواجهة مع مسلحي تنظيم التطرف النازي الأوكراني في عام 1944. فقد دنسوا قبره في كييف وأزالوا اسمه من تسمية أحد شوارع العاصمة الأوكرانية.
© Sputnik . Стрингер / الانتقال إلى بنك الصورنصب تذكاري للجنرال نيكولاي فاتوتين في كييف، مغطى بطلاء أحمر من قبل ممثلي المنظمة القومية "إٍس14"، 13 أبريل 2018
نصب تذكاري للجنرال نيكولاي فاتوتين في كييف، مغطى بطلاء أحمر من قبل ممثلي المنظمة القومية "إٍس14"، 13 أبريل 2018
© Sputnik . Стрингер
/ وشهدت مدينة خاركوف في مايو 2018 اعتداء على اللوحة التذكارية التي تكرم ذكرى القائد العسكري السوفيتي المرموق غيورغي جوكوف.
وهاجم النازيون الجدد الأوكرانيون قبور الكثيرين من أبطال الحرب الوطنية العظمى الآخرين أو تهجّموا على ما يحمل ذكراهم.
إكرام النازيين
وتحولت السلطات الأوكرانية رسميا لإكرام مؤيدي النظام النازي في عام 2006 عندما دعا الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو إلى المصالحة بين عناصر الجيش الأحمر الذي صد العدوان النازي خلال الحرب الوطنية العظمى وقهر المعتدين في عكر دارهم وبين عناصر "جيش الثورة الأوكرانية" الذي تعاون مع قوات الاحتلال النازي الألماني واغتال الكثيرين من المناضلين ضد الاحتلال النازي والمواطنين الأبرياء.
© Sputnik . Alexander Mzaurkovich / الانتقال إلى بنك الصورحرس الشرف يقف أمام النصب التذكاري لستيبان بانديرا وسط مدينة لفوف، أثناء الاحتفال بـ "يوم الأبطال" من قبل قدامى المحاربين في جيش التمرد الأوكراني (منظمة محظورة في روسيا الاتحادية). 24 مايو 2009
حرس الشرف يقف أمام النصب التذكاري لستيبان بانديرا وسط مدينة لفوف، أثناء الاحتفال بـ "يوم الأبطال" من قبل قدامى المحاربين في جيش التمرد الأوكراني (منظمة محظورة في روسيا الاتحادية). 24 مايو 2009
© Sputnik . Alexander Mzaurkovich
/ ومنحت السلطات الأوكرانية المجرم النازي ستيبان بنديرا لقب بطل أوكرانيا خلال حكم يوشينكو.
وبينما أصبحت رموز النصر العظيم على الفاشية خلال الحرب الوطنية العظمى مثل راية النصر محظورة في أوكرانيا، ينظر نظام الحكم الحالي إلى ما يرمز إلى النازية، وبالأخص الصليب المعقوف، بأنه شيء عادي.
© Sputnik . Pavel Palamarchuk / الانتقال إلى بنك الصورشباب وصبايا الكشافة الأوكرانية يحملون صور لقدامى المحاربين في جيش المتمردين الأوكرانيين (منظمة محظورة في روسيا الاتحادية) خلال مسيرة في يوم الأبطال في لفيف. 1 يونيو 2014
شباب وصبايا الكشافة الأوكرانية يحملون صور لقدامى المحاربين في جيش المتمردين الأوكرانيين (منظمة محظورة في روسيا الاتحادية) خلال مسيرة في يوم الأبطال في لفيف. 1 يونيو 2014
© Sputnik . Pavel Palamarchuk
/ بعد الانقلاب
بعدما دخل مؤيدو النازية إلى المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية بطريق الانقلاب عام 2014 وقعت أوكرانيا في مزالق نسيان وإنكار الماضي الحافل بالانتصارات الحقيقية بشكل نهائي.
ففي عام 2015 ألغت السلطات الأوكرانية احتفالات التاسع من مايو بذكرى قهر الفاشية في عام 1945، وأنشأت عيدا جديدا "أوروبيًا" يسمى "يوم المصالحة" الذي يصادف 8 مايو.
وطالب القانون الصادر في 9 أبريل/ نيسان 2015 بإزالة تسمية الحرب الوطنية العظمى من الوثائق الرسمية وإحلال "الحرب العالمية الثانية" محلها.
© Sputnik . Vladimir Ivanovمذبحة لعائلة بولندية: أم شابة وأطفالها الثلاثة البالغون من العمر سنة واحدة.
مذبحة لعائلة بولندية: أم شابة وأطفالها الثلاثة البالغون من العمر سنة واحدة.
© Sputnik . Vladimir Ivanov
وظلت السلطات الأوكرانية تسعى إلى إلغاء ذكرى الحرب الوطنية العظمى وطمس كل ما يذكّر بالنصر على الفاشية الذي تحقق بجهود روسيا وأوكرانيا وغيرهما من الجمهوريات السوفيتية المتحدة.
وهاجم الرئيس الأوكراني الأسبق بوروشينكو مسيرة "الفوج الخالد" التي تنظمها روسيا في مدنها وفي أنحاء العالم في عيد ذكرى النصر العظيم، واصفا إياها بأنها جزء من الحرب المبطّنة الروسية ضد أوكرانيا.
© Sputnik . Стрингер / الانتقال إلى بنك الصورالمشاركون في مسيرة "الفوج الخالد" في كييف، المكرس للذكرى 74 للنصر في الحرب الوطنية العظمى. 9 مايو 2019
المشاركون في مسيرة "الفوج الخالد" في كييف، المكرس للذكرى 74 للنصر في الحرب الوطنية العظمى. 9 مايو 2019
© Sputnik . Стрингер
/ الأبطال الأحياء
ويحتفل الأوكرانيون، مع ذلك، بعيد ذكرى النصر العظيم على الرغم من سياسة نظام كييف المؤيد للنازية وما يصدره من قوانين تدعو إلى التنكيل بالمناضلين ضد النازية. ويأمل المقاتلون القدامى الذين اشتركوا في الحرب الوطنية العظمى أن يطول عمرهم حتى حلول اليوم الذي يمكنهم فيه أن يخرجوا إلى الشارع حاملين أوسمتهم من دون أن يخشوا أن يهاجمهم النازيون الجدد.