https://sarabic.ae/20220729/البغدادي-يعانق-بانديرا-في-جوقة-الإرهاب-بين-سوريا-وأوكرانيا-1065732710.html
"البغدادي" يعانق "بانديرا" في جوقة الإرهاب بين سوريا وأوكرانيا
"البغدادي" يعانق "بانديرا" في جوقة الإرهاب بين سوريا وأوكرانيا
سبوتنيك عربي
يخال المتابع لأحداث العالم في العقدين الأخيرين أن الحركات الراديكالية التي تمارس الأنشطة الإرهابية حول العالم تقتصر على "القاعدة"، أو "داعش" (تنظيمان إرهابيان... 29.07.2022, سبوتنيك عربي
2022-07-29T12:27+0000
2022-07-29T12:27+0000
2022-07-29T12:27+0000
روسيا
المدونات
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101513/69/1015136921_0:0:3000:1688_1920x0_80_0_0_2078201b3afe44e0bf02ee7d73aea167.jpg
النازيون الجدد... نار تحت الرمادوكشفت العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية سكان إقليم دونباس ما هو أخطر من تلك المنظمات ذات الغطاء الديني، حيث أدرك العالم أن النازية ورغم هزيمتها عسكريا في الحرب الوطنية العظمى، فإن فلولها ما زالت تعشعش في المجتمعات الأوروبية بأيديولوجيتها الإلغائية.وحيث أن "داعش وأخواتها" تتذرع بالدين والشرع "لبتر يد السارق لسلطانها"، "ورجم" كل داع لفكر مغاير، فإن حركات النازيين الجدد في أوكرانيا، والتي يحمل لواءها مناصرو ستيبان بانديرا، الزعيم السابق "لمنظمة القوميين الأوكران" المتطرفة، يحملون نفس الفكر ولكن بقوالب أخرى ذات طابع شعوبي.بدايات الإرهاب "بعيدا عن الصورة النمطية"ولا يحتكر زعماء المنظمات المتطرفة المعاصرين مصطلح الإرهاب لأنفسهم، حيث أن هذا المصطلح لم يظهر مع أحداث 11 سبتمبر/أيلول، بل أن بانديرا نفسه حكم عليه بالإعدام بتهمة الإرهاب من قبل السطات البولندية، ومن ثم تم تخفيف العقوبة للسجن المؤبد في أواسط الثلاثينيات، قبل أن يتم تحريره من قبل القوات النازية الغازية لبولندا في عام 1939.واتسم فكر بانديرا بدعمه لنظرية التفوق العرقي، ومعاداة الروس، ومعاداة السامية، وهذا بحكم قربه من هذه الشعوب، فلو جاور هؤلاء العرب أو الأفارقة، لما استحالوا دعاة سلام، ولذلك كان بانديرا خادما مطيعا لأزلام "الرايخ الثالث"، حيث جندوه إلى جانب زميله في الجناح المنفصل عن منظمة "القوميين الأوكران"، أندريه ميلينك، في جهازالاستخبارات النازية "أبفير"، قبيل الغزو النازي للاتحاد السوفييتي (عملية بارباروسا)، في 22 يونيو/ تموز عام 1941."توأمة" تحت مظلة العمالةوكما هي العادة، فإن أكثر ما يحتقره المحتل، هم العملاء الذين يذعنون له، فقد تنكر النازيون لصبيهم الأوكراني بعد أن طالب باستقلال أوكرانيا "كدولة فاشية"، حيث تم اعتقاله إثر ذلك، قبل أن يتم إطلاق سراحه مرة أخرى في سبتمبر/أيلول من عام 1944، في محاولة يائسة لعرقلة الكتائب السوفييتية التي كبدت النازيين خسائر فادحة في أوكرانيا.الميزان الغربي "المعطوب"وتتوالى الأمثلة على ذلك بصناعة أمريكا لتنظيم "للقاعدة" لمواجهة السوفييت، قبل أن ينقلب عليهم، ويستحيل مقاتلوا التنظيم من "مقاومين وطنيين ضد السوفييت" إلى إرهابيين، ومن ثم تخلص أمريكا من صبيها أسامة بن لادن في سيناريو مشابه، "لابن عمه أيديولوجيا" ستيبان بانديرا.ورغم أن سيرة بانديرا الذاتية مليئة بما يعارض القيم الإنسانية إلا أن أوكرانيا تغص بأنصاره، حيث أن نفوذ النازيين الجدد في أوكرانيا قد تعاظم منذ ما يسمى "بالثورة البرتقالية" في عام 2004، حيث تحولت أنشطتهم الإرهابية من مجرد أنشطة فكرية يقتصر تواجدها على بعض الجيوب غربي البلاد، إلى أذرع عسكرية تسيطر على مفاصل البلاد، ويعتبر تنظيم "آزوف" القومي المتطرف أهم هذه التنظيمات العسكرية، والذي بدوره مني بالهزائم المتتالية، ولعل أهمها كان في مصنع "آزوفستال" في مدينة ماريوبل الاستراتيجية، عندما استسلم عناصره للقوات الروسية في مشهد توارثه الأحفاد من الأجداد.وتتشابه التنظيمات الإرهابية المعاصرة مع فكر بانديرا، حيث تتسلق التنظيمات الأصولية موجات الثورة في البلدان النامية لتستلم زمام السلطة، وفي حال استشعارها فشل الثورة تفتي بتكفير من "خرج عن سلطة ولي الأمر".وكما هو حال "طالبان" (منظمة خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة بسبب أنشطتها الإرهابية) التي تمنع النساء من إظهار وجوههن على التلفاز، فالنازيون الجدد والداعمون لهم في الغرب يسدلون الخمار على الحقيقة التي تسعى روسيا لإيصالها إلى الشارع.فاقد الشيء لا يعطيهولأن القيم الإنسانية لا يجب أن تتجزأ، ولأن ملامح الإرهاب جليّة، فلا يخفى على العاقل أن تهمة الإرهاب باتت "لصاقة إعلامية" يعلقها الغرب على أي جماعة أو دولة، فبأي حق تصدر أمريكا لوائح الإرهاب، وتبتز الدول لإزالتها أو وضعها على هذه اللوائح، ومن أعطاها الحق بوسم جهة أو دولة بالإرهاب من عدمه.وعلى مبدأ "رمتني بدائها وانسلّت" يصف الغرب وأدواته روسيا وحلفاءها "بالعدوان والإرهاب"، ولكن بخلاف ما حدث في دولنا العربية، فالخصم الآن لا يأبه بلوائح الإرهاب المزيفة، ولا يهاب الآلة العسكرية الغربية، بل يحارب الإرهاب الحقيقي، أيما كان، ومن دون تحيز لعرق أو دين أو أيديولوجية.المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب.
https://sarabic.ae/20220302/بيسكوف-النازيون-الجدد-ينشطون-في-أوكرانيا-وبدؤوا-بقتل-شعبهم-منذ-8-سنوات-1059357047.html
https://sarabic.ae/20220407/النازية-الجديدة-تجوب-أوكرانيا-1060936586.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
الحسين رنجوس
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/0b/0b/1050679952_0:0:1201:1200_100x100_80_0_0_94258ad9f7f335aad0f01d0e616d96fd.jpg
الحسين رنجوس
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/0b/0b/1050679952_0:0:1201:1200_100x100_80_0_0_94258ad9f7f335aad0f01d0e616d96fd.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101513/69/1015136921_343:0:3000:1993_1920x0_80_0_0_9dd78f8432462744f67f077712c34080.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الحسين رنجوس
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/0b/0b/1050679952_0:0:1201:1200_100x100_80_0_0_94258ad9f7f335aad0f01d0e616d96fd.jpg
روسيا, المدونات
"البغدادي" يعانق "بانديرا" في جوقة الإرهاب بين سوريا وأوكرانيا
يخال المتابع لأحداث العالم في العقدين الأخيرين أن الحركات الراديكالية التي تمارس الأنشطة الإرهابية حول العالم تقتصر على "القاعدة"، أو "داعش" (تنظيمان إرهابيان محظوران في روسيا)، أو غيرهما من الحركات الأصولية الإسلامية.
النازيون الجدد... نار تحت الرماد
وكشفت العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية سكان إقليم دونباس ما هو أخطر من تلك المنظمات ذات الغطاء الديني، حيث أدرك العالم أن النازية ورغم هزيمتها عسكريا في الحرب الوطنية العظمى، فإن فلولها ما زالت تعشعش في المجتمعات الأوروبية بأيديولوجيتها الإلغائية.
وحيث أن "داعش وأخواتها" تتذرع بالدين والشرع "لبتر يد السارق لسلطانها"، "ورجم" كل داع لفكر مغاير، فإن حركات النازيين الجدد في أوكرانيا، والتي يحمل لواءها مناصرو ستيبان بانديرا، الزعيم السابق "لمنظمة القوميين الأوكران" المتطرفة، يحملون نفس الفكر ولكن بقوالب أخرى ذات طابع شعوبي.
بدايات الإرهاب "بعيدا عن الصورة النمطية"
ولا يحتكر زعماء المنظمات المتطرفة المعاصرين مصطلح الإرهاب لأنفسهم، حيث أن هذا المصطلح لم يظهر مع أحداث 11 سبتمبر/أيلول، بل أن
بانديرا نفسه حكم عليه بالإعدام بتهمة الإرهاب من قبل السطات البولندية، ومن ثم تم تخفيف العقوبة للسجن المؤبد في أواسط الثلاثينيات، قبل أن يتم تحريره من قبل القوات النازية الغازية لبولندا في عام 1939.
واتسم فكر بانديرا بدعمه لنظرية التفوق العرقي، ومعاداة الروس، ومعاداة السامية، وهذا بحكم قربه من هذه الشعوب، فلو جاور هؤلاء العرب أو الأفارقة، لما استحالوا دعاة سلام، ولذلك كان بانديرا خادما مطيعا لأزلام "الرايخ الثالث"، حيث جندوه إلى جانب زميله في الجناح المنفصل عن منظمة "القوميين الأوكران"، أندريه ميلينك، في جهازالاستخبارات النازية "أبفير"، قبيل الغزو النازي للاتحاد السوفييتي (عملية بارباروسا)، في 22 يونيو/ تموز عام 1941.
وكما هي العادة، فإن أكثر ما يحتقره المحتل، هم العملاء الذين يذعنون له، فقد تنكر النازيون لصبيهم الأوكراني بعد أن طالب باستقلال أوكرانيا "كدولة فاشية"، حيث تم اعتقاله إثر ذلك، قبل أن يتم إطلاق سراحه مرة أخرى في سبتمبر/أيلول من عام 1944، في محاولة يائسة لعرقلة الكتائب السوفييتية التي كبدت النازيين خسائر فادحة في أوكرانيا.
وكذلك الأمر بالنسبة لعناصر "داعش"، فبعد أن خدمت الاحتلال الأمريكي بشق صفوف السوريين، وبث الرعب في البلاد، فقد تم زج زبانيتهم في السجون قبل أن تحررهم القوات الأمريكية مجددا عندما احتاجتهم خلال مسرحيات هزلية في سجن الحسكة المركزي، الذي تسيطر القوات الحليفة لها (أي أمريكا) عليه.
وتتوالى الأمثلة على ذلك بصناعة أمريكا لتنظيم "للقاعدة" لمواجهة السوفييت، قبل أن ينقلب عليهم، ويستحيل مقاتلوا التنظيم من "مقاومين وطنيين ضد السوفييت" إلى إرهابيين، ومن ثم تخلص أمريكا من صبيها أسامة بن لادن في سيناريو مشابه، "لابن عمه أيديولوجيا" ستيبان بانديرا.
ورغم أن سيرة بانديرا الذاتية مليئة بما يعارض القيم الإنسانية إلا أن أوكرانيا تغص بأنصاره، حيث أن نفوذ النازيين الجدد في أوكرانيا قد تعاظم منذ ما يسمى "بالثورة البرتقالية" في عام 2004، حيث تحولت أنشطتهم الإرهابية من مجرد أنشطة فكرية يقتصر تواجدها على بعض الجيوب غربي البلاد، إلى أذرع عسكرية تسيطر على مفاصل البلاد، ويعتبر تنظيم "آزوف" القومي المتطرف أهم هذه التنظيمات العسكرية، والذي بدوره مني بالهزائم المتتالية، ولعل أهمها كان في مصنع "
آزوفستال" في مدينة ماريوبل الاستراتيجية، عندما استسلم عناصره للقوات الروسية في مشهد توارثه الأحفاد من الأجداد.
وتتشابه التنظيمات الإرهابية المعاصرة مع فكر بانديرا، حيث تتسلق التنظيمات الأصولية موجات الثورة في البلدان النامية لتستلم زمام السلطة، وفي حال استشعارها فشل الثورة تفتي بتكفير من "خرج عن سلطة ولي الأمر".
وكما هو حال "طالبان" (منظمة خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة بسبب أنشطتها الإرهابية) التي تمنع النساء من إظهار وجوههن على التلفاز، فالنازيون الجدد والداعمون لهم في الغرب يسدلون الخمار على الحقيقة التي تسعى روسيا لإيصالها إلى الشارع.
ويغض الغرب الطرف عن أوجه الإرهاب بجميع أشكالها طالما أنها تخدم مصالحه، فقد خرج مصطلح "مقاتلو الحرية" (فريدوم فايترز) إلى واجهة الإعلام الغربي لوصف النازيين الجدد الذين قاموا بأعمال تخريبية أملا بوقف تقدم القوات الروسية، على عكس مقاومي إقليم دونباس ضد النازية الذين تم تجاهلم، أو تم وصفهم "بالانفصاليين".
ولأن القيم الإنسانية لا يجب أن تتجزأ، ولأن ملامح الإرهاب جليّة، فلا يخفى على العاقل أن تهمة الإرهاب باتت "لصاقة إعلامية" يعلقها الغرب على أي جماعة أو دولة، فبأي حق تصدر أمريكا
لوائح الإرهاب، وتبتز الدول لإزالتها أو وضعها على هذه اللوائح، ومن أعطاها الحق بوسم جهة أو دولة بالإرهاب من عدمه.
وعلى مبدأ "رمتني بدائها وانسلّت" يصف الغرب وأدواته روسيا وحلفاءها "بالعدوان والإرهاب"، ولكن بخلاف ما حدث في دولنا العربية، فالخصم الآن لا يأبه بلوائح الإرهاب المزيفة، ولا يهاب الآلة العسكرية الغربية، بل يحارب الإرهاب الحقيقي، أيما كان، ومن دون تحيز لعرق أو دين أو أيديولوجية.
المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب.