تحرك دولي وجهود سورية روسية لوقف مأساة مياه الشرب في الحسكة شرقي سوريا.. صور
16:57 GMT 29.08.2022 (تم التحديث: 11:27 GMT 30.08.2022)
© Sputnik . Attia Al-Attia
تابعنا عبر
قال محافظ الحسكة السورية لؤي محمد صيوح، إن جهودا روسية وسورية مشتركة نجحت في إيصال التيار الكهربائي إلى محطة أبار مشروع علوك في ريف منطقة رأس العين شمالي المحافظة بعد أسبوع كامل من قطعها نتيجة التعديات الكبيرة على خط نقل الكهرباء وخطوط تزويد مياه الشرب، من قبل الفصائل "التركمانية"، الخاضعة لقوات الاحتلال التركي التي تسيطر على المنطقة.
وأوضح محافظ الحسكة في تصريح لوكالة "سبوتنيك": "أعدنا الكهرباء للمحطة، اليوم الاثنين 29 أب/ أغسطس، لإعطاء فرصة للمجموعات المسلحة الخاضعة للجيش التركي لمدة 48 ساعة بوساطة روسية مع وعود بإزالة جميع التعديات على الخطوط".
نشاط دولي
بدوره وعد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا كريستوفر مارتن بالعمل لحل مشكلة المياه في الحسكة جراء ممارسات الاحتلال التركي وقطعه المياه عن المدنيين، وذلك خلال اجتماعه مع محافظ الحسكة ، مساء الأحد، حيث طالبها الأخير بالتدخل الفوري لمعالجة مشكلة انقطاع مياه الشرب عن سكان الحسكة وضواحيها.
وقال الدكتور صيوح إن سكان مدينة الحسكة يعانون من مأساة إنسانية كبيرة بسبب انقطاع مياه الشرب عنهم نتيجة الممارسات اللاإنسانية للمحتل التركي ومرتزقته، التي تتمثل بقطع المياه من محطة علوك المصدر الوحيد لمليون سوري بمياه الشرب، وطالب صيوح اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل السريع من خلال المشاركة في الجهود للتخفيف من أزمة انقطاع مياه الشرب عن سكان الحسكة وضواحيها.
وذلك من خلال زيادة عدد الخزانات المركزية في مدينة الحسكة وضواحيها، وزيادة عدد الصهاريج التي تقوم بنقل المياه وزيادة كميات المياه التي تضخ في الخزانات المركزية في اليوم الواحد. وذلك بالتوازي مع تسليط الضوء على الممارسات السلبية للاحتلالين الأميركي والتركي ومن يدور في فلكهما.
من جانبه أكد مارتن أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستبذل جهودا مضاعفة لحل مشكلة انقطاع مياه الشرب عن سكان الحسكة وضواحيها وذلك بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والمؤسسات الحكومية في المحافظة، ومن خلال التنسيق مع مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومع جنيف للضغط على الدولة التركية باعتبار أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا يوجد لها ممثليه في تركيا.
مأساة متجددة
بدوره بيّن مدير عام مؤسسة المياه الحكومية في محافظة الحسكة السورية المهندس محمود العكلة، إن أكثر من مليون مواطن بمدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي من محافظة الحسكة، يعيشون منذ أكثر من شهر ظروفاً إنسانية صعبة نتيجة انقطاع مياه الشرب عنهم للمرة 30 خلال الثلاث السنوات الماضية والتي تتزامن مع ذروة فصل الصيف والظروف الصحية السائدة.
تحرك دولي وجهود (روسية- سورية) لوقف مأساة مياه الشرب في الحسكة شرقي سوريا
© Sputnik . Attia Al-Attia
وأضاف العكلة في تصريح لمراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، بأنه لليوم 34 على التوالي تعيش مدينة الحسكة والتجمعات السكانية المحيطة بها من دون مياه للشرب بسبب الاعتداءات المتواصلة من قبل الفصائل "التركمانية" الخاضعة للجيش التركي على خطوط التوتر الكهربائي وخطوط جر المياه، وسرقة التيار الكهربائي المخصص لمحطة مياه علوك بريف رأس العين شمالي غربي محافظة الحسكة حيث تصل الكمية المسروقة إلى أكثر من 7 ميغا من التيار الكهربائي ما يفاقم أزمة المياه وخاصة الصالحة للشرب ويهدد مستقبل نحو مليون مواطن.
وبيّن العكلة إن محطة علوك المصدر الوحيد للمياه لسكان مدينة الحسكة وبلدة تل تمر توقفت بشكل تام عن العمل منذ سبعة أيام بعد فصل التيار الكهربائي عنها من محطة تحويل كهرباء الدرباسبة الواقعة تحت سيطرة قوات "قسد" الموالية للجيش الأمريكي، بسبب التعديات الكبيرة على الخط واستخدامها في سقاية المزروعات في القرى الممتدة من مدينة الدرباسية إلى مدينة رأس العين والتي تتقاسم "قسد"و"التركمانية" السيطرة عليها.
وأردف العكلة بأن خط جر المياه من محطة علوك باتجاه محطة الحمة بمحيط مدينة الحسكة الواقعة هي الأخرى تحت سيطرة "قسد" يعاني من وجود كسور وتعديات كبيرة عليه بسبب إقامة المناهل وسحب خطوط لسقاية المزروعات الصيفية، إضافة لاستخدامها في تعبئة المسابح والفلل الواقعة في مناطق سيطرة "قسد".
جهود مستمرة
وفي سياق الجهود التي تبذلها الحكومة السورية للتخفيف من معاناة المواطنين في الحسكة تتركز الإجراءات حالياً على تأمين مياه الشرب للأهالي بالوسائل المتاحة حيث بين مدير مياه الحسكة المهندس محمود العكلة أن المؤسسة تعمل حالياً على تأمين مياه الشرب للأهالي من خلال محطات التحلية حيث تم وضع 13 محطة في الخدمة موزعة في مركز المدينة كما يتم التعاون مع المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية لنقل وتعبئة الخزانات التي ركبها فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع الصليب الأحمر وعددها 56 خزان بشكل يومي.
تحرك دولي وجهود (روسية- سورية) لوقف مأساة مياه الشرب في الحسكة شرقي سوريا
© Sputnik . Attia Al-Attia
أوضح مدير عام مؤسسة مياه الحسكة إن الحاجة الفعلية لمياه الشرب في مدينة الحسكة وضواحيها تصل إلى 60 ألف متر مكعب من المياه بشكل يومي حيث يتم تأمين جزء بسيط جداً منها عبر الوسائل المذكورة.
وأضاف العكلة إن وارد المياه من محطة علوك إلى محطة الحمة كان ضعيف جداً قبل توقفه بشكل تام من جراء استمرار التعديات ضمن الأراضي المحتلة من قبل الجيش التركي والفصائل "التركمانية" وذلك بالتوازي مع استمرار المساعي الروسية والسورية المشتركة لدخول ورشات المياه لإزالة التعديات والإطلاع على خط المياه.
دعوة للتدخل
ودعا مدير عام مؤسسة المياه بالحسكة عبر "سبوتنبك" إلى ضرورة تدخل كل الجهات المعنية والأطراف والمنظمات الدولية وذات الصلة لتحييد محطة علوك لاستمرار عمل المحطة لكونها المصدر الرئيس والوحيد الممكن حالياً لنحو مليون مواطن في مدينة الحسكة والمناطق التابعة لها والتجمعات السكانية المنتشرة على طول خط الجر.
يذكر أن المواطنين في مدينة الحسكة يعانون أزمة كبيرة في تأمين مياه الشرب بسبب مشكلة قطع المياه المتكرر كل عام بالتوقيت نفسه خلال هذه الفترة ويعاني أهل الحسكة الكثير لتأمين مياه الشرب والمياه الخاصة بالاستخدام المنزلي ،مطالباً بوضع حد لهذه الأزمة الكبيرة التي لا تحتمل الانتظار.
ويعتبر المواطنون أن ما يحدث هو جريمة بحق الإنسانية ويجب على كل المنظمات الدولية التحرك لحل هذه المشكلة حيث يتحمل الأهالي أعباء مادية كبيرة لقاء شراء المياه من الصهاريج لأن المياه التي تؤمنها الجهات الحكومية مخصصة للشرب فقط.
وتكرّرت مشكلة انقطاع المياه من محطة علوك، والتعديات على خطوط الجر والكهرباء الواصلة من المحطة، نحو 30 مرة منذ سيطرة الجيش التركي والفصائل "التركمانية" الخاضعة له على مدينة رأس العين وأريافها في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019.
ونجحت في كل مرة الجهود الحكومية الروسية المشتركة خلال السنوات الماضية في إزالة التعديات عن المحطة وإعادتها إلى الخدمة من خلال حماية دوريات الشرطة العسكرية الروسية للورش الفنية للكهرباء والمياه الحكومية السورية.
