لأول مرة... مصانع الخليل الفلسطينية تشارك في معرض صناعي تستضيفه دمشق
12:11 GMT 16.09.2022 (تم التحديث: 12:22 GMT 16.09.2022)
© Sputnik . Mohammad Nejim
تابعنا عبر
شارك صناعيون فلسطينيون من مدينة الخليل لأول مرة في معرض "سيلا 14"، الذي تستضيفه العاصمة السورية دمشق إلى جانب 76 شركة سورية وعربية متخصصة في الصناعات الجلدية.
واعتبر وزير الصناعة السوري زياد صباغ في تصريح للصحفيين، أن المشاركة الفلسطينية هذا العام هي محل تقدير وفخر للسوريين ولوزارة صناعة والاتحاد العربي للصناعات الجلدية منوهًا بالجهود الخاصة المبذولة لتحقيق هذه المشاركة المتميزة".
عرفه: نعمل لتسهيل التجارة بين سوريا وفلسطين
في هذا السياق، تحدث رئيس الاتحاد الفلسطيني للصناعات الجلدية عامر عرفه لـ"سبوتنيك" عن رمزية وأهمية المشاركة الفلسطينية في معرض "سيلا 14"، وقال: "طبعاً هذا المعرض يعد من أهم المعارض التي تقام في الوطن العربي، فالصناعات الجلدية هي في سوريا مواكبة للموضة العالمية وتتميز بجودة عالية، فيما تتميز الصناعة الفلسطينية بكونها صناعة تراثية موجودة في فلسطين منذ مئات السنين".
وأردف: "نحن كصناعيين فلسطينيين جئنا لنؤازر أشقاءنا السوريين في مسعى لتوحيد الصناعيين العرب في هذا المعرض، الذي سيكون له في الدورات القادمة استراتيجية خاصة وسيتوسع أكثر فأكثر على مستوى الوطن العربي".
لأول مرة.. مصانع (الخليل) الفلسطينية تشارك في معرض صناعي بدمشق
© Sputnik . Mohammad Nejim
وحول التعاون التجاري بين سوريا وفلسطين، تابع عرفة حديثه لـ"سبوتنيك" بالقول: "في السابق كان هناك استيراد كبير من سوريا إلى فلسطين، وفي مجال تأمين مستلزمات الإنتاج وصناعة الأحذية والجلود، فالجلود في سوريا سعرها وتكلفتها أقل من الموجودة في دول أخرى فضلاً عن جودتها العالية التي يفتخر بها، ونحن نعمل اليوم على تسهيل التجارة ما بين سوريا وفلسطين، وسيتم قريباً توقيع اتفاقية تعاون عن طريق الاتحاد العربي للصناعات الجلدية لتسهيل النقل والاستيراد ومنح الإعفاءات الضريبية بين الجانبين".
أبو منشار: مصانع الخليل عريقة تعمل منذ عام 1940
في ذات المنحى، تحدث مدير "تجمع شغل الخليل لصناعة الأحذية والصناعات الجلدية" أحمد أبو منشار لـ"سبوتنيك" عن المشاركة الفلسطينية، فقال: "نحن عبارة عن تجمع لعدد من مصانع الأحذية والمنتجات الجلدية في مدينة الخليل بفلسطين، ونشعر بالفخر والاعتزاز بالمشاركة في معرض يقام في سوريا، فنحن في فلسطين نكن كل الاحترام والتقدير لأشقائنا في سوريا ونسعى لنحذو حذوهم لتصل صناعتنا إلى مراتب عالية".
لأول مرة.. مصانع (الخليل) الفلسطينية تشارك في معرض صناعي بدمشق
© Sputnik . Mohammad Nejim
وأوضح قائلاً: "الصناعات الجلدية في فلسطين وخصوصاً في مدينة الخليل هي صناعات قديمة جداً وموجود فيها مصانع عريقة ومنها مستمر في العمل منذ العام 1940 وحتى يومنا هذا، ونحن في فلسطين ننتج المنتجات الجلدية من الألف إلى الياء، من دباغة الجلود إلى صناعتها وخياطتها وتصنيع وتسويق المنتج النهائي، ونصدر لعدد من الدول العربية والأوروبية والآسيوية ونتطلع لفتح أسواق أخرى، ونتيجة الظروف والضغوط التي نعيشها في فلسطين أنشأنا هذا التجمع الذي يضم عدداً من الشركات الفلسطينية، ونسعى للاستمرار في تحقيق نجاحاتنا، وهذه المشاركة هي الأولى لنا في سوريا ونتطلع إلى تعاون أكبر مع أشقائنا السوريين في المرحلة المقبلة".
صباغ لـ"سبوتنيك": قطعنا شوطاً طويلاً في استثمار المنشآت المتوقفة
وفي مؤتمر صحفي، لفت وزير الصناعة السوري زياد صباغ إلى أن "وزارة الصناعة تسعى لإعادة الألق للصناعة السورية رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا والتي تمنع وتعيق حركة الصناعيين والتجار السوريين وبضائعهم باتجاه دول الجوار والدول الغربية"، مضيفاً أن هذا المعرض الذي يقام في سوريا بالتعاون مع الاتحاد العربي للصناعات الجلدية والذي شهد مشاركة عربية من الأردن والعراق ولبنان".
لأول مرة.. مصانع (الخليل) الفلسطينية تشارك في معرض صناعي بدمشق
© Sputnik . Mohammad Nejim
ورداً على سؤال مراسل "سبوتنيك" حول المنشآت الصناعية التي طرحتها وزارة الصناعة للاستثمار السوري والدولي، أشار الوزير صباغ إلى "الغاية من طرح هذه المنشآت للاستثمار إزالة آثار الحرب والدمار الذي لحق بالقطاع الصناعي العام والخاص فتم طرح هذه المنشآت الصناعية للاستثمار والمشاركة في إعادة تأهيلها بزيادة النشاط أو بنشاط صناعي آخر، وقد تقدم الكثير من العارضين ولا زلنا في مرحلة التفاوض وإعداد دراسات الجدوى وقطعنا أشواطاً طويلة في هذا المضمار، وقد تم توقيع أربعة عقود خلال المرحلة السابق ونأمل خلال الفترة القادمة توقيع عقود أخرى ونحن مستمرون في هذا الموضوع بغية الإسراع في دوران عجلة الإنتاج في القطاع الصناعي بكل منشآته".
مشهداني: "الصناعة الجلدية الفلسطينية عريقة جدا
بدوره أشار خلف المشهداني مدير عام مجموعة المشهداني للمعارض والمؤتمرات في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" إلى أن "الصناعة الجلدية الفلسطينية عريقة جداً ومهمة عبر التاريخ ولا يستهان بها، وقد حققت حضورها في كثير من الفعاليات التجارية التي تقام على مستوى الوطن العربي".
لأول مرة.. مصانع (الخليل) الفلسطينية تشارك في معرض صناعي بدمشق
© Sputnik . Mohammad Nejim
وأضاف: "ما شاهدناه اليوم من خلال المشاركة الفلسطينية هو عرض للمنتجات التراثية في فلسطين، حيث تم التواصل مع اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية من خلال الاتحاد العربي للصناعات الجلدية وتم الاتفاق على ضرورة وأهمية المشاركة الفلسطينية في معرض ’’سيلا14’’، وبالفعل تحدى الأشقاء الفلسطينيون كل الصعوبات التي كان من الممكن أن تعيق مشاركتهم، من خلال دعم الاتحاد العربي للصناعات الجلدية ومن خلال دعم وزارة الخارجية السورية وكل الجهات المختصة في سوريا والتي قدمت كل التسهيلات اللازمة لدخول الإخوة الفلسطينيين وبضائعهم إلى سوريا للمشاركة في هذا المعرض وعرضها على كل التجار والصناعيين السوريين والعرب".
الذيابات: سوريا تمرض ولا تموت
في سياق الحديث عن دور الاتحاد العربي للصناعات الجلدية في تكامل المجهود الصناعي العربي، قال ممثل رئيس الاتحاد العربي للصناعات الجلدية ورئيس المكتب الإقليمي للصناعات الجلدية في الأردن نصر ذيابات في تصريح لـ"سبوتنيك": "نحن اليوم كاتحاد عربي للصناعات الجلدية نتبع لمجلس الوحدة الاقتصادية الذي يضم أعضاء من الدول العربية ومنها سوريا والأردن وفلسطين والسعودية والكويت وليبيا واليمن والجزائر وتونس والمغرب، وتقرر أن يكون مقر الأمانة العامة لهذا الاتحاد في دمشق"، موضحاً أن "معرض سيلا 14 يقام هذا العام في دمشق حيث توقف هذا المعرض بسبب الظروف السياسية والحرب الإرهابية على سوريا لسبع سنوات لكن سوريا تمرض ولا تموت، وكونها تمتلك طاقات بشرية هائلة ومواد خام يمكن للصناعة السورية إبراز هذه الطاقات من خلال هذا المعرض الذي تميز بقيمة مضافة تجسدها المشاركة العربية من فلسطين والأردن والعراق ولبنان".
لأول مرة.. مصانع (الخليل) الفلسطينية تشارك في معرض صناعي بدمشق
© Sputnik . Mohammad Nejim
البوشي: نسعى لتحقيق وحدة عربية بين الاقتصاديين العرب
ولفت مدير معرض "سيلا 14" محمد البوشي إلى أن الدورة 14 من المعرض متميزة بكل عناصرها رغم كل الظروف الصعبة والحصار الاقتصادي الجائر على سوريا" مضيفاً لكن أن "الصناعي السوري مستمر في الإبداع، وقد أجمع الزوار على أن هذه الدورة للمعرض مختلفة عن الدورات السابقة وحققت قفزة نوعية من حيث أجنحة الشركات والعارضين المكتملة بكامل أركان الصناعات الجلدية بدءاً من صناعة القوالب إلى صناعة الجلود الطبيعية".
وأضاف البوشي: "استطعنا تحقيق وجود عربي مع كتلة الصناعيين السوريين، مما شكل نسيجاً عربياً مهماً من خلال مشاركة العراق ولبنان والأردن وفلسطين، في مسعى لتحقيق وحدة عربية بين الاقتصاديين العرب".
وتعليقاً على المشاركة الفلسطينية، قال البوشي: "نحن في سوريا نعتبر أن فلسطين هي قلب العروبة النابض، وصناعة الجلديات في فلسطين لها تاريخ طويل، فمدينة الخليل تتميز بوجود أقدم الصناعات الجلدية في الوطن العربي، وهي متواجدة اليوم بيننا في هذا المعرض لتأخذ موقع مبيع لها في دمشق، وحين تقرر التصدير إلى ستكون البداية من سوريا، فدمشق هي مدينة كل العرب وملجأ لكل الناس الذين يحبونها وتحبهم، ونحن سنكمل في هذا المجال وسترون دورات متلاحقة من هذا المعرض ستكون متسارعة في التطوير".
وقد أطلق الاتحاد العربي للصناعات الجلدية معرض "سيلا 14" على أرض مدينة المعارض الجديدة في دمشق بمشاركة 76 شركة سورية وعربية وذلك بالتعاون مع وزارة الصناعة السورية.
وقد شهد المعرض حضوراً واسعاً من رجال الأعمال والصناعيين السوريين والعرب إلى جانب مجموعة كبيرة من الشركات السورية المتخصصة في الصناعات الجلدية.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد العربي للصناعات الجلدية اتحاد قد تأسس عام 1976 وأنشئ الاتحاد تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية المشتركة، كاتحاد نوعي متخصص بالصناعات الجلدية، وما يزال مقر الأمانة العامة للاتحاد في دمشق حيث كانت تعد الصناعات الجلدية في سوريا من الصناعات المتقدمة على مستوى الوطن العربي والعالم قبل شن الحرب الإرهابية عليها منذ العام 2011.
