https://sarabic.ae/20230213/الأزمة-الليبية-تحديات-كثيرة-بسبب-الانقسام-العميق-بين-الأطراف--1073478117.html
الأزمة الليبية... تحديات كثيرة بسبب الانقسام العميق بين الأطراف
الأزمة الليبية... تحديات كثيرة بسبب الانقسام العميق بين الأطراف
سبوتنيك عربي
ما زالت الحالة السياسية والأمنية في ليبيا تشكل أزمة مزمنة، في ظل انقسام عميق بين الأطراف التشريعية من جهة، والتنفيذية من جهة أخرى. 13.02.2023, سبوتنيك عربي
2023-02-13T21:04+0000
2023-02-13T21:04+0000
2023-06-09T11:31+0000
تقارير سبوتنيك
أخبار ليبيا اليوم
العالم العربي
حصري
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/0c/0e/1053922752_0:103:3275:1945_1920x0_80_0_0_a8b9d2c3042064b58aafc2d0d113ab6e.jpg
بنغازي- سبوتنيك. ويبدو أن العودة للمربع الأول إلى ما قبل اتفاق جنيف بات قريبا خاصة مع حصول حكومة فتحي باشاغا على ثقة البرلمان قبل نحو عام، وسحب ثقة البرلمان من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والحديث عن تشكيل حكومة ثالثة جديدة أخرى.اتفاق جنيف وتفادي الصراع المسلحورأى عضو مجلس النواب الليبي، فتح الله السعيطي، في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن فشل اتفاق جنيف يأتي بعد، فشل حكومة عبد الحميد الدبيبة في إجراء الانتخابات، خاصة أن الفترة الزمنية كانت محددة في الاتفاق، وأن هناك توقع بحدوث صراع مسلح خاصة مع مخالفة رئيس حكومة الوحدة الوطنية لمخرجات اتفاق جنيف، التي تقضي بعدم ترشحه للرئاسة، أو تخليه عن السلطة للمشاركة في السباق الانتخابي.وحول أسباب فشل اتفاق جنيف [الذي انبثق عنه المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، برعاية الأمم المتحدة]، وعلى عاتق من تقع مسؤولية الفشل، قال السعيطي إن "اتفاق جنيف كان محكوم بفترة زمنية وجدول زمني واضح، وقد حدث خلل بدخول رئيس الحكومة في الانتخابات ونقض تعاهده، ففشلت محاولة إجراء الانتخابات، وعدنا إلى المربع الأول من الانقسام السياسي، ونحن ما زلنا نحاول بكل السبل مواكبة التطور خاصة وأننا نتوقع صراعا مسلحا، ولكننا نضغط من أجل الوصول إلى تسوية سياسية في الفترة القادمة".خطأ البرلمان في سحب الثقةمع اقتراب موعد الانتخابات، كان بعض الأعضاء في مجلس النواب يرون أن حكومة الوحدة الوطنية لن تستطيع تنظيم الانتخابات، والخطأ لم يكن سحب الثقة من حكومة الدبيبة، ولكنه يتمثل في سرعة منح الثقة لحكومة فتحي باشاغا، قبل الذهاب إلى حوار حول مصير العملية السياسية بعد سحب الثقة.وتابع السعيطي قائلاً: "صراحة توجد كتلة في البرلمان ترغب في الانتخابات، وكانت ترى أنه مع حكومة الدبيبة، لن تجرى الانتخابات، ولهذا كان لابد من سحب الثقة، لكن خطأ البرلمان كان في سرعة إعطاء الثقة لحكومة فتحي باشاغا، لو منحنا فرصة للحوار والمداولات قبل منح الثقة لكان الوضع أفضل حالياً".ضغط دولي لتشكيل حكومة جديدةوقال السعيطي: "هناك ضغط دولي وداخلي من خلال الشارع الليبي، لتشكيل حكومة جديدة ثالثة تنهي عمل حكومة الدبيبة، وحكومة باشاغا، ولا يوجد إلا هذا الخيار للنقاش لأتجنب الوصول لصراع مسلح، ورغبة البرلمان في الوصول لانتخابات، لن تتم إلا بحكومة واحدة ولن تكون هناك حكومة واحدة إلا بالاتفاق على إنشاء حكومة جديدة تكون مقبولة من الأطراف كافة".حول الحديث عن تشكيل حكومة جديدة وإعادة رسم تحالفات داخلية ودولية واقليمية لإنهاء الأزمة الليبية والوصول إلى عملية انتخابية شاملة، قال السعيطي: "صحيح، هو صراحة طالما لا توجد حكومة موحدة لن نصل إلى اتفاق، لأن كل طرف يتبع طرف سياسي معين لن يصل من خلاله لانتخابات إلا أن يكون في رئاسة الحكومة، وأدعو المجتمع الدولي للضغط على المبعوث الأممي، ليضغط بدوره على أطراف الصراع في ليبيا للانخراط في حوار واضح، يؤدي إلى نتائج واضحة".سيناريو مكرر لحوار جنيفوتابع السعيطي: "هناك تجربة، عبارة عن فكرة مكررة لاتفاق جنيف بشأن تشكيل مجموعة أعضاء من عدة تيارات تتبع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وأعضاء مستلقين بعدد 45 عضوا، لإنهاء حالة الاختلاف السياسي ومناقشة كل النقاط والعراقيل والتي تعيق الوصول إلى عملية سياسية دائمة من دون مراحل انتقالية".وأضاف: "لكن التعويل يكون على الشركاء الدوليين والإقليميين الذين يتشاركون في الرؤيا نفسها مع الأطراف الليبية مثل جامعة الدول العربية وبعض الدول، التي ترى أن هناك ضرورة حتمية لإنهاء الصراع والوصول إلى انتخابات نزيهة من دون إقصاء أي طرف سياسي".واعتبر السعيطي أن "هذا الضغط الدولي كما يتم وصفه، كفيل بإنهاء حالة الجمود السياسي، وضمان تسليم السلطة لحكومة منتخبة من الشعب والتفكير في إنشاء دستور ينظم العملية السياسية ونظام وشكل الحكم في البلاد".حول تشكيلة الحكومة الجديدة، وما إذا كان من الممكن إطلاق حوار جديد بين الأطراف الليبية خلال أيام أو أشهر، قال السعيطي: "نحن كسياسيين، نريد هذا الأمر اليوم قبل الغد، لحل أزمة ليبيا، لكن هناك دول وهناك أطراف صراع، نضغط معاً لنصل إلى التسوية".وحول تعامل المجتمع العربي والمجتمع الدولي مع الملف الليبي بالإضافة إلى مدى قبول الأطراف التي هي على هرم السلطة بأي اتفاق جديد أو بدء مرحلة جديدة خاصة الدبيبة وباشاغا؟ قال عضو مجلس النواب الليبي إنه "إذا وجدت إرادة داخلية حقيقة وإرادة لدى الأطراف الخارجية بعدم التواصل مع الحكومتين، فالجميع سوف يتجه للحوار، وفي الحوار تيار باشاغا والدبيبة كلاهما موجود".وتابع السعيطي، قائلا: "صراحة هو جزء من مشكلة الأطراف الخارجين تعبير الساسة الليبيين مع الأطراف المعنية في نقل الأزمة مع الحلفاء بالشكل السلبي وليس بالإيجابي لكن أعتقد أن الأطراف الليبية على وعي كامل وتام بالذهاب لتسوية شاملة وكاملة".وأضاف أن "كل طرف خارجي يسعى لاحتكار الأمر، لكن أعتبر سلطة واحدة موحدة في التعامل مع الدول بندية ومصالح مشتركة لكن هناك من يريد أن نكون في صراعات وانقسام، وكل طرف خارجي يحاول أن يستفيد من الملف الليبي لصالحه".وحول دور روسيا في ليبيا وخاصة بعد زيارتكم الأخيرة لروسيا كيف هي العلاقات الليبية الروسية وتقيمها، قال السعيطي إن "روسيا دولة مهمة لليبيا دولة محورية دولة عضو في مجلس الأمن لها علاقات تاريخية مع ليبيا وتظل صديقة لليبيا، دولة مهمة بكل تأكيد وليبيا تحت الفصل السابع وتظل روسيا أحد الدول التي يجب أن توافق على أي تسوية في ليبيا".ملتقى المصالحة يرشح سيف الإسلاموأكد عضو المصالحة الوطنية المنبثقة عن المجلس الرئاسي، عبد السلام بو حراقة، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الملتقى التحضيري للمصالحة الذي عقد في الأسابيع الماضية بطرابلس، يعد بداية للمصالحة، وهناك مصالحة مجتمعية وهي بسيطة بالنسبة للشعب الليبي الذي يمتلك التاريخ لحل مثل هذه النزاعات، وله تجارب اجتماعية وعدة جولات مع هذه الأمور".وأضاف أن "مشروع المصالحة الوطنية تبناه المجلس الرئاسي، حيث تم تشكيل مجموعة من 10 أشخاص من أعيان ليبيا، لدراسة التحديات التي تواجه المصالحة، وتم تقديم أكثر من 100 مقترح لرؤيا لمشروع المصالحة والتي تخص إنشاء مسح اجتماعي، لكافة الأطياف، برعاية الاتحاد الأفريقي في عيد الأضحى الماضي، وكان هناك وفد يخص سيف الإسلام القذافي، ولم يكن هناك أي إقصاء لأي طيف سياسي، بحضور 173 عضوا".وحول موعد إقامة المؤتمر أو الملتقى الجامع للمصالحة الوطنية، أكد بو حراقة أنه "مع اقتراب شهر مارس القادم سيكون هناك ملتقى تحضيري سيعقد في المنطقة الوسطى، سيتم خلاله النقاش والتحضير لنقاط الحوار، وهناك سيكون دور اللجنة الاستشارية للحوار هو الوصول إلى ملتقى الحوار الجامع، وسينتهي دورها بمجرد الإعلان عن هذا الملتقى، والذي سوف يتم فيه التباحث حول شكل العلم والنشيد الوطني، مع اختلاف بين بعض الأطياف حول مسألة العلم والنشيد الذي سيمثل الدولة وربما هناك رؤى لاختيار علم ونشيد جديدين".وحول ما إذا كانت هذه المرحلة ستتوج بمصالحة وطنية كاملة على التراب الليبي؟ وما إذا كانت هناك عقبات قد تفشل المصالحة، قال عضو اللجنة الاستشارية للمصالحة الوطنية الليبية إن "المصلحين دائماً عرضة لكثير من هذه العقبات وعدم إرضاء الجميع، نحن عاقدون العزم والناس الخيريين كثيرين في ليبيا، والشعب الليبي شعب ودود ومتصالح في حقيقته، طبعاً الرؤية الاستراتيجية في مشروع المصالحة الوطنية التي أطلقها المجلس الرئاسي".وتابع بو حراقة: "كنت من المنادين بالمصالحة وتواصلت مع المجلس الرئاسي، وقدمت للمجلس الرئاسي أكثر من 100 مقترح للمصالحة، وتم تشكيل لجنة من عشرة أشخاص شيوخ وأعيان وخبراء ومختصين ولقد كنت أحد أعضائها".وأشار إلى أن "هذه اللجنة كانت مهمتها دراسة المشاريع التي قدمت للمجلس الرئاسي ولقد وجدنا هناك جسمين، وهم بيوت خبرة من بينهم مجلس التخطيط الوطني بما يملك من خبراء، في كافة المجالات كان مقدم رؤيا وكذلك مركز القانون بجامعة بنغازي ( قاريونس) قدموا مبادرتين، واتفقنا أن يقوم مجلس التخطيط الوطني ومركز القانون جامعة بنغازي، بقيادة المصالحة".وتابع بو حراقة: "لقد اقترحنا خمسة مشاريع مصالحة من عدة أشخاص من منطقة سلوق من مدينة الزاوية، ومن مزدة، ومن مناطق مختلفة قدمناها لمجلس التخطيط الوطني ومركز القانون بجامعة بنغازي ولقد توصلوا للرؤية الاستراتيجية التي أطلقت خلال احتفال في شهر 6 لسنة 2022 برعاية المجلس الرئاسي وتدخل رئيس مجلس النواب، والسيد رئيس المجلس الأعلى للدولة وأيدوا المبادرة كذلك المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة" .وحول رأيه في ما إذا كانت الأطراف التي ستشارك في المؤتمر خلال الشهر المقبل، ستطبق نتائجه، قال بو حراقة إن "الملتقى الجامع إن وصل إلى توافق سوف يكون فيه تمثيل واسع، ولهذا سوف يكون نقطة قوة وليس ضعف، وسوف يتناقش المشاركون الرؤى المطروحة منذ شهر يونيو الماضي"، متوقعا أنه "إن تم الاتفاق سوف يتم إقرار ميثاق شرف وطني سوف يعرض ربما على المفوضية العليا للانتخابات لعرضه على الاستفتاء وربما تكون وثيقة معتمدة في الأمم المتحدة وأي طرف يخرج عن هذا الميثاق يكون قد خرج عن الإجماع الشعبي والميثاق".وبشأن رفض مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيان دعوة المجلس الرئاسي لإنهاء حالة الانسداد السياسي الحاصل بينهما، أكد عضو اللجنة الاستشارية للمصالحة الوطنية المنبثقة عن المجلس الرئاسي أن "مجلسي النواب، والأعلى للدولة اتفقا على ألا يتفقوا"، مضيفًا أنه يجب إنهاء كل المراحل الانتقالية وتسريع الوصول للانتخابات.وأشاد بو حراقة بـ "الدور المميز لوزير خارجية الكونغو، والبروفيسور حسن لبات ممثل الاتحاد الأفريقي لسعيهما الدؤوب لتقريب وجهات النظر وسد الفجوة بين الخصوم وخبرتهما الكبيرة التي لم يبخلا بها على الشعب الليبي".كما أشاد بـ "الدور الحيوي للسيد عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي الليبي في الانفتاح على الجميع ومواجهة الصعاب".كانت الأطراف الليبية، قد فشلت في تحقيق الوصول إلى هدف إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وفق اتفاق جنيف، لتشكل الانتخابات الليبية المرتقبة المعضلة الأكبر في مسار الأزمة، خاصة أنه كان من المقرر إجراؤها نهاية 2021، لكن خلافات حول شروط الترشح للرئاسة، وتعطيل عمل المفوضية وخطوات أخرى، حالت دون إتمام العملية.وكان البرلمان الليبي قد أقر الثلاثاء الماضي، التعديل الدستوري الــ 13 الخاص بنظام الحكم، فيما سيكون هناك ترقب لموقف المجلس الأعلى للدولة الذي سينظر في قرار التعديل خلال جلسته المقبلة.ويتعلق التعديل بمكونات السلطة التشريعية واختصاصاتها وتحديد سلطات رئيس الدولة والوزراء وتحديد مقر مجلس الأمة الوارد بالتعديل في العاصمة طرابلس، لكنه لم يحدد شروط الترشح لانتخابات رئيس الجمهورية، وهي من المسائل الخلافية بين مجلسي النواب، والأعلى للدولة.وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة مع نزاع بين حكومتين، واحدة برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، التي منحها البرلمان المنعقد في طبرق، أقصى شرق البلاد، ثقته، في آذار/مارس الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، ويترأسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة، إلا عبر انتخابات.
https://sarabic.ae/20230209/تعديل-الإعلان-الدستوري-في-ليبيا-بين-التأييد-والاتهام-بـإطالة-أمد-الأزمة-1073328856.html
https://sarabic.ae/20230205/الدبيبة-وباتيلي-يؤكدان-ضرورة-إصدار-القاعدة-الدستورية-للوصول-إلى-الانتخابات-في-ليبيا-1073132494.html
https://sarabic.ae/20230212/ليبيا-المنفي-يدعو-لإنجاز-قوانين-انتخابية-توافقية-قبل-أبريل-المقبل-1073407704.html
https://sarabic.ae/20230205/وزارة-الداخلية-في-حكومة-باشاغا-تنتقد-مناقشة-البعثة-الأممية-مع-الدبيبة-تأمين-الانتخابات-في-ليبيا-1073146360.html
https://sarabic.ae/20230205/الدبيبة-وباتيلي-يؤكدان-ضرورة-إصدار-القاعدة-الدستورية-للوصول-إلى-الانتخابات-في-ليبيا-1073132494.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2023
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
تقارير سبوتنيك, أخبار ليبيا اليوم, العالم العربي, حصري
تقارير سبوتنيك, أخبار ليبيا اليوم, العالم العربي, حصري
الأزمة الليبية... تحديات كثيرة بسبب الانقسام العميق بين الأطراف
21:04 GMT 13.02.2023 (تم التحديث: 11:31 GMT 09.06.2023) ما زالت الحالة السياسية والأمنية في ليبيا تشكل أزمة مزمنة، في ظل انقسام عميق بين الأطراف التشريعية من جهة، والتنفيذية من جهة أخرى.
بنغازي- سبوتنيك. ويبدو أن العودة للمربع الأول إلى ما قبل اتفاق جنيف بات قريبا خاصة مع حصول حكومة فتحي باشاغا على ثقة البرلمان قبل نحو عام، وسحب ثقة البرلمان من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والحديث عن تشكيل حكومة ثالثة جديدة أخرى.
اتفاق جنيف وتفادي الصراع المسلح
ورأى عضو مجلس النواب الليبي، فتح الله السعيطي، في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن فشل اتفاق جنيف يأتي بعد، فشل حكومة عبد الحميد الدبيبة في إجراء الانتخابات، خاصة أن الفترة الزمنية كانت محددة في الاتفاق، وأن هناك توقع بحدوث صراع مسلح خاصة مع مخالفة رئيس حكومة الوحدة الوطنية لمخرجات اتفاق جنيف، التي تقضي بعدم ترشحه للرئاسة، أو تخليه عن السلطة للمشاركة في السباق الانتخابي.
وحول أسباب فشل اتفاق جنيف [الذي انبثق عنه المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، برعاية الأمم المتحدة]، وعلى عاتق من تقع مسؤولية الفشل، قال السعيطي إن "اتفاق جنيف كان محكوم بفترة زمنية وجدول زمني واضح، وقد حدث خلل بدخول رئيس الحكومة في الانتخابات ونقض تعاهده، ففشلت محاولة إجراء الانتخابات، وعدنا إلى المربع الأول من الانقسام السياسي، ونحن ما زلنا نحاول بكل السبل مواكبة التطور خاصة وأننا نتوقع صراعا مسلحا، ولكننا نضغط من أجل الوصول إلى تسوية سياسية في الفترة القادمة".
خطأ البرلمان في سحب الثقة
مع اقتراب موعد الانتخابات، كان بعض الأعضاء في مجلس النواب يرون أن حكومة الوحدة الوطنية لن تستطيع تنظيم الانتخابات، والخطأ لم يكن سحب الثقة من حكومة الدبيبة، ولكنه يتمثل في سرعة منح الثقة لحكومة فتحي باشاغا، قبل الذهاب إلى حوار حول مصير العملية السياسية بعد سحب الثقة.
وتابع السعيطي قائلاً: "صراحة توجد كتلة في البرلمان ترغب في الانتخابات، وكانت ترى أنه مع حكومة الدبيبة، لن تجرى الانتخابات، ولهذا كان لابد من سحب الثقة، لكن خطأ البرلمان كان في سرعة إعطاء الثقة لحكومة فتحي باشاغا، لو منحنا فرصة للحوار والمداولات قبل منح الثقة لكان الوضع أفضل حالياً".
ضغط دولي لتشكيل حكومة جديدة
وقال السعيطي: "هناك ضغط دولي وداخلي من خلال الشارع الليبي، لتشكيل حكومة جديدة ثالثة تنهي عمل حكومة الدبيبة، وحكومة باشاغا، ولا يوجد إلا هذا الخيار للنقاش لأتجنب الوصول لصراع مسلح، ورغبة البرلمان في الوصول لانتخابات، لن تتم إلا بحكومة واحدة ولن تكون هناك حكومة واحدة إلا بالاتفاق على إنشاء حكومة جديدة تكون مقبولة من الأطراف كافة".
حول الحديث عن تشكيل حكومة جديدة وإعادة رسم تحالفات داخلية ودولية واقليمية لإنهاء الأزمة الليبية والوصول إلى عملية انتخابية شاملة، قال السعيطي: "صحيح، هو صراحة طالما لا توجد حكومة موحدة لن نصل إلى اتفاق، لأن كل طرف يتبع طرف سياسي معين لن يصل من خلاله لانتخابات إلا أن يكون في رئاسة الحكومة، وأدعو المجتمع الدولي للضغط على المبعوث الأممي، ليضغط بدوره على أطراف الصراع في ليبيا للانخراط في حوار واضح، يؤدي إلى نتائج واضحة".
وتابع السعيطي: "هناك تجربة، عبارة عن فكرة مكررة لاتفاق جنيف بشأن تشكيل مجموعة أعضاء من عدة تيارات تتبع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وأعضاء مستلقين بعدد 45 عضوا، لإنهاء حالة الاختلاف السياسي ومناقشة كل النقاط والعراقيل والتي تعيق الوصول إلى عملية سياسية دائمة من دون مراحل انتقالية".
وأضاف: "لكن التعويل يكون على الشركاء الدوليين والإقليميين الذين يتشاركون في الرؤيا نفسها مع الأطراف الليبية مثل جامعة الدول العربية وبعض الدول، التي ترى أن هناك ضرورة حتمية لإنهاء الصراع والوصول إلى انتخابات نزيهة من دون إقصاء أي طرف سياسي".
واعتبر السعيطي أن "هذا الضغط الدولي كما يتم وصفه، كفيل بإنهاء حالة الجمود السياسي، وضمان تسليم السلطة لحكومة منتخبة من الشعب والتفكير في إنشاء دستور ينظم العملية السياسية ونظام وشكل الحكم في البلاد".
حول تشكيلة الحكومة الجديدة، وما إذا كان من الممكن إطلاق حوار جديد بين الأطراف الليبية خلال أيام أو أشهر، قال السعيطي: "نحن كسياسيين، نريد هذا الأمر اليوم قبل الغد، لحل أزمة ليبيا، لكن هناك دول وهناك أطراف صراع، نضغط معاً لنصل إلى التسوية".
وحول تعامل المجتمع العربي والمجتمع الدولي مع الملف الليبي بالإضافة إلى مدى قبول الأطراف التي هي على هرم السلطة بأي اتفاق جديد أو بدء مرحلة جديدة خاصة الدبيبة وباشاغا؟ قال عضو مجلس النواب الليبي إنه "إذا وجدت إرادة داخلية حقيقة وإرادة لدى الأطراف الخارجية بعدم التواصل مع الحكومتين، فالجميع سوف يتجه للحوار، وفي الحوار تيار باشاغا والدبيبة كلاهما موجود".
وتابع السعيطي، قائلا: "صراحة هو جزء من مشكلة الأطراف الخارجين تعبير الساسة الليبيين مع الأطراف المعنية في نقل الأزمة مع الحلفاء بالشكل السلبي وليس بالإيجابي لكن أعتقد أن الأطراف الليبية على وعي كامل وتام بالذهاب لتسوية شاملة وكاملة".
وأضاف أن "كل طرف خارجي يسعى لاحتكار الأمر، لكن أعتبر سلطة واحدة موحدة في التعامل مع الدول بندية ومصالح مشتركة لكن هناك من يريد أن نكون في صراعات وانقسام، وكل طرف خارجي يحاول أن يستفيد من الملف الليبي لصالحه".
وحول دور روسيا في ليبيا وخاصة بعد زيارتكم الأخيرة لروسيا كيف هي العلاقات الليبية الروسية وتقيمها، قال السعيطي إن "روسيا دولة مهمة لليبيا دولة محورية دولة عضو في مجلس الأمن لها علاقات تاريخية مع ليبيا وتظل صديقة لليبيا، دولة مهمة بكل تأكيد وليبيا تحت الفصل السابع وتظل روسيا أحد الدول التي يجب أن توافق على أي تسوية في ليبيا".
ملتقى المصالحة يرشح سيف الإسلام
وأكد عضو المصالحة الوطنية المنبثقة عن المجلس الرئاسي، عبد السلام بو حراقة، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الملتقى التحضيري للمصالحة الذي عقد في الأسابيع الماضية بطرابلس، يعد بداية للمصالحة، وهناك مصالحة مجتمعية وهي بسيطة بالنسبة للشعب الليبي الذي يمتلك التاريخ لحل مثل هذه النزاعات، وله تجارب اجتماعية وعدة جولات مع هذه الأمور".
وأضاف أن "مشروع المصالحة الوطنية تبناه المجلس الرئاسي، حيث تم تشكيل مجموعة من 10 أشخاص من أعيان ليبيا، لدراسة التحديات التي تواجه المصالحة، وتم تقديم أكثر من 100 مقترح لرؤيا لمشروع المصالحة والتي تخص إنشاء مسح اجتماعي، لكافة الأطياف، برعاية الاتحاد الأفريقي في عيد الأضحى الماضي، وكان هناك وفد يخص سيف الإسلام القذافي، ولم يكن هناك أي إقصاء لأي طيف سياسي، بحضور 173 عضوا".
12 فبراير 2023, 08:09 GMT
وحول موعد إقامة المؤتمر أو الملتقى الجامع للمصالحة الوطنية، أكد بو حراقة أنه "مع اقتراب شهر مارس القادم سيكون هناك ملتقى تحضيري سيعقد في المنطقة الوسطى، سيتم خلاله النقاش والتحضير لنقاط الحوار، وهناك سيكون دور اللجنة الاستشارية للحوار هو الوصول إلى ملتقى الحوار الجامع، وسينتهي دورها بمجرد الإعلان عن هذا الملتقى، والذي سوف يتم فيه التباحث حول شكل العلم والنشيد الوطني، مع اختلاف بين بعض الأطياف حول مسألة العلم والنشيد الذي سيمثل الدولة وربما هناك رؤى لاختيار علم ونشيد جديدين".
وحول ما إذا كانت هذه المرحلة ستتوج بمصالحة وطنية كاملة على التراب الليبي؟ وما إذا كانت هناك عقبات قد تفشل المصالحة، قال عضو اللجنة الاستشارية للمصالحة الوطنية الليبية إن "المصلحين دائماً عرضة لكثير من هذه العقبات وعدم إرضاء الجميع، نحن عاقدون العزم والناس الخيريين كثيرين في ليبيا، والشعب الليبي شعب ودود ومتصالح في حقيقته، طبعاً الرؤية الاستراتيجية في مشروع المصالحة الوطنية التي أطلقها المجلس الرئاسي".
وتابع بو حراقة: "كنت من المنادين بالمصالحة وتواصلت مع المجلس الرئاسي، وقدمت للمجلس الرئاسي أكثر من 100 مقترح للمصالحة، وتم تشكيل لجنة من عشرة أشخاص شيوخ وأعيان وخبراء ومختصين ولقد كنت أحد أعضائها".
وأشار إلى أن "هذه اللجنة كانت مهمتها دراسة المشاريع التي قدمت للمجلس الرئاسي ولقد وجدنا هناك جسمين، وهم بيوت خبرة من بينهم مجلس التخطيط الوطني بما يملك من خبراء، في كافة المجالات كان مقدم رؤيا وكذلك مركز القانون بجامعة بنغازي ( قاريونس) قدموا مبادرتين، واتفقنا أن يقوم مجلس التخطيط الوطني ومركز القانون جامعة بنغازي، بقيادة المصالحة".
وتابع بو حراقة: "لقد اقترحنا خمسة مشاريع مصالحة من عدة أشخاص من منطقة سلوق من مدينة الزاوية، ومن مزدة، ومن مناطق مختلفة قدمناها لمجلس التخطيط الوطني ومركز القانون بجامعة بنغازي ولقد توصلوا للرؤية الاستراتيجية التي أطلقت خلال احتفال في شهر 6 لسنة 2022 برعاية المجلس الرئاسي وتدخل رئيس مجلس النواب، والسيد رئيس المجلس الأعلى للدولة وأيدوا المبادرة كذلك المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة" .
وحول رأيه في ما إذا كانت الأطراف التي ستشارك في المؤتمر خلال الشهر المقبل، ستطبق نتائجه، قال بو حراقة إن "الملتقى الجامع إن وصل إلى توافق سوف يكون فيه تمثيل واسع، ولهذا سوف يكون نقطة قوة وليس ضعف، وسوف يتناقش المشاركون الرؤى المطروحة منذ شهر يونيو الماضي"، متوقعا أنه "إن تم الاتفاق سوف يتم إقرار ميثاق شرف وطني سوف يعرض ربما على المفوضية العليا للانتخابات لعرضه على الاستفتاء وربما تكون وثيقة معتمدة في الأمم المتحدة وأي طرف يخرج عن هذا الميثاق يكون قد خرج عن الإجماع الشعبي والميثاق".
وبشأن رفض مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيان دعوة المجلس الرئاسي لإنهاء حالة الانسداد السياسي الحاصل بينهما، أكد عضو اللجنة الاستشارية للمصالحة الوطنية المنبثقة عن المجلس الرئاسي أن "مجلسي النواب، والأعلى للدولة اتفقا على ألا يتفقوا"، مضيفًا أنه يجب إنهاء كل المراحل الانتقالية وتسريع الوصول للانتخابات.
وأشاد بو حراقة بـ "الدور المميز لوزير خارجية الكونغو، والبروفيسور حسن لبات ممثل الاتحاد الأفريقي لسعيهما الدؤوب لتقريب وجهات النظر وسد الفجوة بين الخصوم وخبرتهما الكبيرة التي لم يبخلا بها على الشعب الليبي".
كما أشاد بـ "الدور الحيوي للسيد عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي الليبي في الانفتاح على الجميع ومواجهة الصعاب".
كانت الأطراف الليبية، قد فشلت في تحقيق الوصول إلى هدف إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وفق اتفاق جنيف، لتشكل الانتخابات الليبية المرتقبة المعضلة الأكبر في مسار الأزمة، خاصة أنه كان من المقرر إجراؤها نهاية 2021، لكن خلافات حول شروط الترشح للرئاسة، وتعطيل عمل المفوضية وخطوات أخرى، حالت دون إتمام العملية.
وكان البرلمان الليبي قد أقر الثلاثاء الماضي، التعديل الدستوري الــ 13 الخاص بنظام الحكم، فيما سيكون هناك ترقب لموقف المجلس الأعلى للدولة الذي سينظر في قرار التعديل خلال جلسته المقبلة.
ويتعلق التعديل بمكونات السلطة التشريعية واختصاصاتها وتحديد سلطات رئيس الدولة والوزراء وتحديد مقر مجلس الأمة الوارد بالتعديل في العاصمة طرابلس، لكنه لم يحدد شروط الترشح لانتخابات رئيس الجمهورية، وهي من المسائل الخلافية بين مجلسي النواب، والأعلى للدولة.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة مع نزاع بين حكومتين، واحدة برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، التي منحها البرلمان المنعقد في طبرق، أقصى شرق البلاد، ثقته، في آذار/مارس الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، ويترأسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة، إلا عبر انتخابات.
