ملامح الرؤية الاستراتيجية الروسية تجاه العالم الإسلامي
14:39 GMT 07.03.2023 (تم التحديث: 12:28 GMT 12.07.2023)
ملامح الرؤية الاستراتيجية الروسية تجاه العالم الإسلامي
تابعنا عبر
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن تعزيز العلاقات مع دول العالم الإسلامي يعتبر من أولويات السياسة الخارجية الروسية.
وقال لافروف، في اجتماع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية الروسية والعالم الإسلامي: "روسيا، أكبر قوة ودولة وحضارة في أوراسيا، تحافظ على علاقات طيبة وصادقة ومحترمة بشكل متبادل مع دول العالم الإسلامي، وتعزيز العلاقات يعد من بين الأولويات الثابتة للسياسة الخارجية الروسية."
وأشار لافروف إلى أن روسيا "ترفض القيم الليبرالية المتطرفة التي يفرضها الغرب الجماعي بقوة، وتؤيد مع أصدقاء من الدول الإسلامية تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلا وديمقراطية على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيفاستوبول، عمار قناة، إن "هذه الرؤية الاستراتيجية موجودة من قبل، وترتكز على التعاطي مع العالم الإسلامي ومع الإسلام كمنظومة قيمية، وكجزء من الحضارة والثقافة الروسية، لكننا نمر اليوم بأحوال غير طبيعية تتعلق بالتوجه الجديد لمنظومة القيم الليبرالية، من هنا يأتي الحديث عن هذا التوجه اليوم"، لافتا إلى أن التأكيد على العلاقة المتكاملة هو تعزيز للمواقف الروسية.
وأشار إلى أن "روسيا لديها أكثر من 20 بالمئة من السكان من المسلمين، منوها إلى أنه وفي خضم التحديات التي يمر بها العالم يمكن القول أن الصراع بين روسيا والمنظومة الغربية ليس جيو سياسيا أو عسكريا لكنه أيضا صراع حضاري".
وأوضح أن "التحديات المفروضة من قبل المنظومة الغربية تمثل تحديا حقيقيا، ليس فقط لروسيا لكن أيضا للدول الإسلامية، لافتا إلى مواقف الدول الاسلامية في كيفية التعاطي مع الأزمة الأخيرة ومع الإملاءات الأمريكية، وكذلك التمرد على الهيمنة وعلى النفوذ الأمريكي والغربي في الدول الاسلامية، الأمر الذي يدل على ضعف المنظومة الغربية والخلل في ازدواجية معاييرها".
وحول آفاق هذه العلاقات الاستراتيجية قال أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الهاشمية، جمال الشلبي إن روسيا وتراثها السياسي لم يصل إلى استعمار الدول العربية، لافتا إلى قضايا مهمة تربط روسيا بالعالم العربي منها النفط وهو أمر محوري للطرفين، مؤكدا أن الأزمة الأخيرة أثبتت إمكانية التواصل بين العالم الإسلامي وروسيا وتوثيق العلاقات في المجال الطاقوى حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة الدخل في الدول العربية، وأدي أيضا إلى تنسيق العلاقات والمواقف في مجال الطاقة، وهو ما أضر بالعلاقات الغربية بالحلفاء الرئيسيين مثل دول الخليج.
وأوضح أن "التحولات العسكرية الكبرى أعادت التفكير في النظرة الاستراتيجية، منوها إلى أن هناك حالة من التحولات في المفاهيم، فلم تعد قضية الطاقة بالمعنى القديم قائمة بسبب التوجه نحو الطاقة المتجددة، لكنها ستظل محور مهم في العلاقات الإسلامية مع روسيا على مدار عقدين أو ثلاثة، كما أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بالشرق الأوسط، لأن الهدف الأكبر الآن هو الصين، التنين الذي يخيف أمريكا في صعوده العسكري والاستراتيجي".
وقال إنه على الرغم من أن العرب لا يمكن أن يكونوا كتلة واحدة، لكن يمكن أن يؤثروا سلبا أو إيجابا بوقوفهم مع قوى مثل بريكس أو مع الغرب، وقد ظهر هذا في قمة الرياض، التي أثبتت أن العرب لديهم الآن موقف على الطريق رغم أنهم حتى الآن لم يحسموا أمورهم، لكن يبدو أن مصالحهم تتجه نحو السلة الصينية".
من جانبه، أكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات، مختار غباشي أن "هناك منافسة حادة لأمريكا من روسيا والصين في ظل حلقة الصراع المحتدم بين الشرق والغرب، والمرتبط أساسا بإنهاء هيمنة الولايات المتحدة كقطب وحيد في العالم".
وأكد أن التوجه الروسي نحو العالم العربي والإسلامي، جاء في ضوء أن العلاقات الروسية العربية مبنية على أساس أن روسيا لم تكن أبدا محتلا أو طامعا وارتبطت بعلاقات خاصة بالكثير من دول المنطقة خلال الحقبة السوفيتية وبعدها، منوها إلى أن العالم العربي والإفريقي والإسلامي مرحب بهذا العلاقات سواء على مستوى العلاقات الثنائية والخاصة والاستراتيجية".
وحول موازنة علاقات العالم الإسلامي بين روسيا وأمريكا، قال غباشي، إن "العالم العربي والإسلامي يقع تحت شكل من أشكال الوصاية خاصة دول الخليج، لكن هناك حديث حول الموازنة بين الارتباط الأمني والتوجه الاقتصادي الجديد، خصوصا نحو الصين التي تعتمد على نصف احتياجاتها من النفط من الدول العربية، لكن هذا التوجه سيستغرق وقتا لأن هناك حاجة إلى التحلل من قيود الاتفاقات العسكرية والأمنية مع الغرب، وهناك فرق بين المضي مع الغرب الآن، والذهاب إلى روسيا والصين في ظل حالة تعافي من الصراع الدولي الحالي".
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج "ملفات ساخنة"
إعداد وتقديم: جيهان لطفي