ما حدود الدور السعودي الرامي لإنهاء الحرب في السودان؟
13:24 GMT 02.05.2023 (تم التحديث: 13:27 GMT 02.05.2023)
ما حدود الدور السعودي الرامي لإنهاء الحرب في السودان؟
تابعنا عبر
قال المبعوث الأممي للسودان، فولكر بيرتس، إن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وافقا على إرسال ممثلين للتفاوض في السعودية، بالرغم من وقوع اشتباكات في العاصمة.
وأفاد المسؤول الأممي بأن المحادثات ستركز في البداية على التوصل لوقف إطلاق نار "مستقر وموثوق تحت إشراف مراقبين وطنيين ودوليين"، محذرا من أن "الخدمات اللوجستية اللازمة لإجراء المحادثات ما زالت قيد الإعداد".
وقال المبعوث إنهم ما زالوا يواجهون تحديات رهيبة في حمل الجانبين على الالتزام بالهدنة، مضيفا: "لا يزال من المهم التواصل بين الجانبين وجعل الطرفين يلتزمان بوقف إطلاق النار حتى يتضح أن القتال واتخاذ الإجراءات والمضي قدما ومحاولة كسب الأرض هو في الواقع انتهاك لوقف إطلاق النار".
وأشار إلى أن "أحد الاحتمالات هو إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تضم مراقبين سودانيين وأجانب، لكن يجب التفاوض على ذلك"، مبينا أن "المحادثات بشأن ترسيخ وقف إطلاق النار يمكن أن تتم في السعودية أو جنوب السودان".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي، اللواء محمد عجيب، إن "الموقف المبدئي في الخرطوم يؤيد التفاوض، وأن الجيش السوداني يضع تصورا مسبقا للمفاوضات يقوم على أساس استسلام قوات الدعم السريع ودمجها"، لكنه أكد أنه "لا يوجد حتى الآن إعلان رسمي من الجيش بخصوص المبادرة السعودية".
وأضاف أن "قائد الدعم السريع أعلن موافقته على كل المبادرات، وهو ما يعد ترجمة ورسم لمعالم الموقف العسكري والعملياتي لقوات الدعم على الأرض، بعد أن تلقت ضربات موجعة وتم تدمير كافة منظومات الاتصالات والامداد الخاصة بها، وأصبحت جزر معزولة".
وأوضح أنه من "البديهي أن تلجأ قوات الدعم السريع إلى أي مبادرة لوقف إطلاق النار باعتبارها فرصة لالتقاط الأنفاس، وللحضور بشكل أو بآخر في مرحلة ما بعد انتهاء العمليات"، على حد قوله.
من جانبه، قال الكاتب السعودي، أحمد الظفيري، أن "المبادرة تركز على وقف حالة التصعيد العسكري والدفع باتجاه تمديد الهدنة حتى يتم إيجاد أرضية لاستيعاب المفاوضات، بالإضافة إلى عدم إقصاء أي طرف".
وأشار إلى أن "المملكة تعطي البعد الأمني والإنساني أولوية، والدور السعودي يتمحور الآن حول ايقاف الفوضى"، منوها إلى أن "الرياض تقوم بالتنسيق مع جهات دولية في هذا الشأن، مؤكدا أن الضمان الحقيقي في هذه المفاوضات هو التزام الأطراف السودانية بوقف إطلاق النار".
وأكد عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، على الأحمد، أن "هناك مخاوف من أن تتحول هذه الاشتباكات إلى حرب أهلية تتدخل فيها القبائل، لهذا يتعين وجود مراقبين لوقف إطلاق النار، لكن من الأفضل أن تكون هذه القوات عربية خاصة أن المناخات العربية المتوفرة الآن جيدة".
ولفت إلى أن "ما يحدث في السودان ليس سودانيا خالصا، وإنما يحمل بعدا يؤثر على الأمن الإقليمي خاصة الأمن القومي لمصر التي تواجه محاولات إفقارها مائيا، وأخشى أن يكون لإسرائيل دور في هذه الاضطرابات".
واعتبر الكاتب السوداني، خالد الإعيسر، أن المبادرة السعودية تكاملية مع ما تم طرحه من قبل من مبادرات، معتبرا أي عمل يصب في اتجاه وقف الحرب سيكون مفيدا، لافتا إلى أنه كان واضحا على صعيد العمليات أن الجيش السوداني لن يهزم، وقد تمكن من السيطرة على الأوضاع في 17 ولاية، وتم دمج القوات بالفعل، وما تبقى من الدعم السريع مجرد عدة جيوب.
وأشار إلى أن "البرهان أصدر مرسوما بعودة قوات الدعم إلى الجيش، والقانون يتيح له هذا، وبالتالي سيتعين على قوات الدعم السريع إذا أرادت أن تتفاوض عليها أن تقبل بهذا القرار، وتفكر في كيفية إكمال عملية الدمج التي تمت بالفعل، خاصة بعد أن أدرك الشعب استحالة وجود عنصر مسلح خارج مظلة الجيش".
وأكد أن "هناك أطراف عربية وإقليمية معنية بأمن السودان الذي يؤثر في محيطه الأفريقي والعربي وأيضا على أمن البحر الأحمر، والسعودية معنية باستقرار أمن البحر الأحمر ولها علاقات وثيقة مع الفريقين في السودان، كما أن لها حيز كبير في الوجدان الوطني السوداني وبالتالي يمكن أن تلعب دورا محوريا بالإضافة إلى مصر والإيغاد، كما أن لدى المملكة علاقات ومشروعات اقتصادية ضخمة في السودان وترغب في أن تستمر هذه الشراكة".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي