https://sarabic.ae/20230512/رغم-مقتل-5-من-كبار-قادة-الجهاد-الإسلامي-هل-تستمر-إسرائيل-في-سياسة-الاغتيالات-الانتقائية؟-1076936475.html
رغم مقتل 5 من كبار قادة "الجهاد الإسلامي".. هل تستمر إسرائيل في سياسة "الاغتيالات الانتقائية"؟
رغم مقتل 5 من كبار قادة "الجهاد الإسلامي".. هل تستمر إسرائيل في سياسة "الاغتيالات الانتقائية"؟
سبوتنيك عربي
اشترطت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية توقف إسرائيل عن اتباع سياسة "الاغتيال الانتقائي" من أجل موافقتها على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، باعتباره شرطا أساسيا... 12.05.2023, سبوتنيك عربي
2023-05-12T08:46+0000
2023-05-12T08:46+0000
2023-05-12T09:49+0000
تقارير سبوتنيك
العدوان الإسرائيلي على غزة
التصعيد العسكري بين غزة وإسرائيل
بنيامين نتنياهو
إسرائيل
أخبار إسرائيل اليوم
حركة حماس
العالم العربي
أخبار فلسطين اليوم
مصر
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e7/05/0b/1076904660_0:0:1920:1080_1920x0_80_0_0_d4203f8d8bfbcf4e5392d572a1993a4d.jpg
وسط توارد أنباء عن قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، رغم مقتل ما يزيد عن 31 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين في القطاع، حتى الآن، فإن العقبة الكبيرة التي تقف أمام التوصل لهذا الاتفاق هو بند "وقف الاغتيالات الانتقائية".ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر مختلفة، أمنية وعسكرية، أن المفاوضات التي تجريها مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة صعبة للغاية، نتيجة لوضع حركة "الجهاد الإسلامي" شرطا أساسيا يكمن في "وقف الاغتيالات الانتقائية"، وهو ما يجعلنا نشير إلى أن السبب الحقيقي وراء اندلاع الحرب الحالية على غزة يعود إلى اغتيال 3 من كبار قادة الحركة في غزة، فجر الثلاثاء الماضي.بداية الحربفجر الثلاثاء الماضي، الموافق التاسع من الشهر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 من قيادات حركة "الجهاد الإسلامي" في غارات على قطاع غزة، موضحا في بيان رسمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية، اغتيال قائد المنطقة الشمالية في الحركة، خليل البهتيمي، الذي كان خلف إطلاق الصواريخ المنطلقة من القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة خلال الأشهر الماضية.كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانه اغتيال أمين سر المجلس العسكري لـ"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، جهاد غنام، إضافة لاغتيال طارق عز الدين، وهو العنصر الفلسطيني المسؤول عن توجيه عدد من العمليات في مدن وبلدات الضفة الغربية.وأكد البيان العسكري الإسرائيلي أن قصف غزة كان عملية مشتركة مع جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، وهو ما يعني تتبع تحركات هؤلاء القادة الثلاثة في القطاع ورصدهم بدقة، حتى أن بيان الجيش الإسرائيلي أكد أن 40 طائرة إسرائيلية شاركت في غارات غزة.ولم يكتف البيان العسكري الإسرائيلي بذلك، بل أشار إلى أنه يرصد قيادات الجهاد منذ شهر رمضان الماضي، وهو ما يؤكد أن اتباع إسرائيل لسياسة "الاغتيالات الانتقائية" كانت وما تزال وستظل مستمرة.جهاد غناموالمتتبع لقادة حركة الجهاد الإسلامي، خاصة جهاد شاكر غنام، يجد أنه كان مطلوبا للشاباك الإسرائيلي منذ أكثر من 20 عاما ونجا من خمس محاولات اغتيال سابقة، فهو ابن 62 عاما، وهو مسؤول عن قيادة المنطقة الجنوبية في "سرايا القدس" الذراع العسكرية للحركة.ويعد جهاد شاكر غنام من الجيل الأول للمقاتلين الفلسطينيين وعمل في لجان المقاومة الشعبية وحركة فتح التي كان يتزعمها الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، كما أنه ابن لعائلة قتل فيها الكثير منهم من قبل الشاباك باعتبارهم قادة لحركة الجهاد الإسلامي وللمقاومة الفلسطينية.ورغم قصف منزله في العام 2014، خلال الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، والمعروفة باسم "الجرف الصامد"، واغتيال أكثر من فرد في أسرته، فقد واصل القتال ضد الجيش الإسرائيلي، حيث اتهمه الأخير بتنسيق عمليات التسليح وتحويل الأموال بين حركة "الجهاد الإسلامي" وحركة "حماس"، ووصفه بأنه من كبار أعضاء "الجهاد الإسلامي".خليل البهتينياغتالت الطائرات الإسرائيلي، خليل صلاح البهتيني، الذي نعته كتائب "سرايا القدس"، وقالت إنه عضو المجلس العسكري وقائد منطقتها الشمالية، حيث يتهمه الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، الشهر الماضي.وأفاد بيان عسكري للجيش الإسرائيلي بأن البهتيني (44 عاما) بدأ نشاطه في حركة "الجهاد الإسلامي" خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان مسؤولا عن المصادقة على جميع العمليات العسكرية الفلسطينية وتنفيذها من منطقة شمال قطاع غزة، فضلا عن كونه منخرطا في توجيه وتخطيط هجمات ضد أهداف إسرائيلية خلال الفترة الأخيرة، وخطط لاستهدافات قريبة.ويشار إلى أن خليل البهتيني قد تسلّم قيادة منطقة شمال قطاع غزة في "سرايا القدس"، بعد اغتيال إسرائيل لتيسير الجعبري، في آب/ أغسطس 2022، وذلك ضمن عملية عسكرية إسرائيلية سابقة لتصفية الحركة من قياداتها العسكرية في القطاع.طارق عز الدينهو القائد الفلسطيني الثالث الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي، فهو أحد قادة العمل العسكري بـ"سرايا القدس" في الضفة الغربية، والذي كان له دور بارز في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والمعروفة باسم "انتفاضة الحجارة"، في العام 1987.يعد القائد طارق عز الدين (49 عاما) الحاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، ولاحقا شهادة الماجستير، من مؤسسي الخلايا العسكرية، كما شارك في إدارة معركة مخيم جنين عام 2002، وكان مسؤولا عن إدارة إذاعة "صوت الأسرى" التي تبثُّ من غزة.ويذكر أن عز الدين من أبرز الوجوه الإعلامية للمقاومة الفلسطينية، في وقت أشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان له دور مؤثر في ساحة العمل المقاوم في مدن وبلدات الضفة الغربية، وهو ما كان سببا في اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي.اعترافات نتنياهوفكان طبيعيا أن يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، بأن جيش بلاده وجّه أقوى ضربة لحركة "الجهاد الإسلامي" في تاريخها خلال ثوانٍ، وهو ما قاله في كلمة مقتضبة مع وزير الدفاع، يوآف غالانت، في أعقاب تقييم أمني للوضع في القطاع.وقال نتنياهو:ومضى بالقول: "نقول للإرهابيين ومرسليهم إننا نختار المكان والزمان لضربكم. ليس فقط كرد، ولكن أيضا في حالة الهدوء".وجاءت العملية العسكرية الجارية في غزة "الدرع والسهم" بعد سلسلة توترات أمنية وقعت خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها قبل أقل من أسبوع تصعيد بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي"، انتهى بهدنة بعد تدخلات خارجية، خاصة من مصر.والغريب هنا أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بطائرة أو اثنتين بل هاجم قطاع غزة، فجر الثلاثاء الماضي، بـ 40 طائرة مقاتلة، حيث ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، قائلا:إن 40 طائرة شاركت في الغارات الإسرائيلية التي نفذت في مدينة غزة ومنطقة رفح بالقرب من الحدود المصرية، وحققنا ما كنا نريد تحقيقه.ومن جانبه، أكد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "تم تبني مطلبنا برد فعل هجومي وتصفية محددة الأهداف لقادة الجهاد".وأعرب رئيس حزب "عوتسما يهوديت/قوة يهودية" الإسرائيلي المتطرف، عن أمله في أن تستمر سياسة الاغتيالات الانتقائية لقادة المقاومة الفلسطينية.فكان طبيعيا أن تستمر السلطات الإسرائيلية في اتباع هذه السياسة أيضا خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، حيث اغتالت قياديين آخرين من حركة الجهاد الإسلامي وقيادي ثالث من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.علي غاليوقتلت إسرائيل، أمس الخميس، العاشر من الشهر الجاري، قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد، علي حسن غالي، وهو ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "تمكنا من اغتيال (علي غالي) قائد القوة الصاروخية لحركة الجهاد في قطاع غزة خلال وجوده في مبنى بخان يونس، كما أسفر الهجوم عن مقتل عنصرين آخرين معه".ويعتبر علي غالي القائد الأول عن الوحدة الصاروخية المسؤولة عن توجيه عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو المستوطنات والداخل الإسرائيلي، حتى أن رئيس هيئة الأركان الجنرال هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أشرفا مباشرة على عملية اغتيال غالي.نجا غالي (48 عاما) من محاولات اغتيال إسرائيلية عدة مرات، كان أبرزها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع في مايو من العام 2021، والمعروفة باسم "سيف القدس" وأصيب حينها بجروح بالغة.أحمد أبو دقةوتصادف يوم أمس الخميس، أيضا، مقتل أحمد أبو دقة، نائب قائد القوة الصاروخية في "سرايا القدس"، في غارة على منزله في خان يونس جنوب قطاع غزة.ويعد أبو دقة أحد القادة العسكريين البارزين في حركة الجهاد الإسلامي، فقد كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل في الأيام الأخيرة وعن إدارة الوحدة الصاروخية، فضلا عن مشاركته في عمليات إطلاق الرشقات الصاروخية خلال عمليتي "حارس الأسوار" العام الماضي، وعمليات أخرى سابقة لها ناحية إسرائيل.فور اغتيال أبو دقة، صرح وزير الدفاع، يوآف غالانت، قائلا:وشدد غالانت على أن اغتيال أحمد أبو دقة، نائب قائد الوحدة الصاروخية في الجهاد الإسلامي، ضربة قاصمة لحركة الجهاد الإسلامي، خاصة وأنه لعب دورا مركزيا بعمليات إطلاق الرشقات الصاروخية على الداخل الإسرائيلي.في وقت علق بنيامين نتنياهو، على عملية الاغتيال تلك، بقوله إننا في خضم الحملة، هجوميا ودفاعيا، مضيفا في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر":عدي رياض اللوحوأمس الخميس، اغتال الجيش الإسرائيلي، عدي رياض اللوح، أحد قادة كتائب الشهيد أبو علي مصطفي، الجناح العسكري لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، حيث زفَّت الكتائب قتيلها إلى أبناء الشعب الفلسطيني.ويعد رياض اللوح، أحد قادة الوحدة الصاروخية لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، والذي قتل في عملية استهداف مباشرة له وسط قطاع غزة، بعد تنفيذ مهمة التصدي للمقاتلات الإسرائيلية ضمن الرد الفلسطيني الموحد في معركة "ثأر الأحرار".ويذكر أن مصطلح "ثأر الأحرار" وهو المسمى الذي أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية للرد على الهجمات الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، رغم أن إسرائيل أطلقت مسمى آخر وهو "الدرع والسهم"وكانت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى قد زفّت عددا من مقاتليها الذين قتلوا خلال معركة "ثأر الأحرار"، يوم الأربعاء الماضي، وهم 5 مقاتلين، موضحة أنهم من وحدتي الصاروخية والمدفعية، وقد قتلوا خلال مقاومته للاحتلال الإسرائيلي.تمسك إسرائيلي بسياسة "الاغتيالات"ورغم الشروع في بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار تديرها مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومعها أطراف أخرى، خلال الساعات الجارية، فإن كل تلك الاغتيالات التي وقعت في الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة "الدرع والسهم" وهي تزيد عن العشرة، منهم 5 من كبار قادة حركة "الجهاد الإسلامي" وحدها، تؤكد استمرار تمسك إسرائيل بسياسة "الاغتيالات" على الرغم من المساعي الإقليمية من أجل التهدئة.وهو ما حدا من جانب حركة "الجهاد الإسلامي" توعدها بأن تلك الاغتيالات لن تمر مرور الكرام، مؤكدة بدورها تمسكها بشروطها لوقف إطلاق النار، وفي مقدمتها وقف سياسة "الاغتيالات الانتقائية"، فضلا عن تمسكها بشروط أخرى لا تقل أهمية، من بينها تسليم جثمان الأسير عدنان خضر، إلى ذويه، الذي قتل بالسجون الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بعد 87 يوما من الإضراب عن الطعام.
https://sarabic.ae/20230512/الجيش-الإسرائيلي-إطلاق-686-قذيفة-صاروخية-من-غزة-على-الداخل-منذ-بدء-العملية-العسكرية-في-القطاع-1076932858.html
https://sarabic.ae/20230511/وزير-الخارجية-الأردني-نريد-التهدئة-في-غزة-كخطوة-لتحقيق-السلام-العادل-1076914291.html
https://sarabic.ae/20230511/صحيفة-عبرية-إسرائيل-لم-توافق-على-تسليم-جثمان-خضر-عدنان-لوقف-إطلاق-النار-في-غزة-1076912175.html
https://sarabic.ae/20230511/إصابة-6-إسرائيليين-باستهداف-مبنى-في-تل-أبيب-أحدهم-بحالة-حرجة-فيديو-وصور-1076925789.html
https://sarabic.ae/20230510/نتنياهو-وجهنا-لـالجهاد-الإسلامي-أقوى-ضربة-في-تاريخها-1076891421.html
https://sarabic.ae/20230511/الجيش-الإسرائيلي-قصف-166-هدفا-لـالجهاد-الإسلامي-في-غزة-حتى-الآن-1076919813.html
https://sarabic.ae/20230511/الجيش-الإسرائيلي-يعلن-مقتل-أحد-قادة-الجهاد-الإسلامي-في-غزة-1076896080.html
https://sarabic.ae/20230510/الأمم-المتحدة-تحذر-من-عواقب-إغلاق-معابر-غزة--1076895214.html
https://sarabic.ae/20230511/شكري-مصر-بذلت-جهودا-مضنية-لتهدئة-الأوضاع-في-غزة-لكنها-لم-تؤت-ثمارها-1076916618.html
إسرائيل
مصر
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2023
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e7/05/0b/1076904660_244:0:1684:1080_1920x0_80_0_0_cc225b3ab60e92e442d6af316867c499.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
تقارير سبوتنيك, العدوان الإسرائيلي على غزة, التصعيد العسكري بين غزة وإسرائيل, بنيامين نتنياهو, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حركة حماس, العالم العربي, أخبار فلسطين اليوم, مصر, أخبار مصر الآن
تقارير سبوتنيك, العدوان الإسرائيلي على غزة, التصعيد العسكري بين غزة وإسرائيل, بنيامين نتنياهو, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حركة حماس, العالم العربي, أخبار فلسطين اليوم, مصر, أخبار مصر الآن
رغم مقتل 5 من كبار قادة "الجهاد الإسلامي".. هل تستمر إسرائيل في سياسة "الاغتيالات الانتقائية"؟
08:46 GMT 12.05.2023 (تم التحديث: 09:49 GMT 12.05.2023) اشترطت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية توقف إسرائيل عن اتباع سياسة "الاغتيال الانتقائي" من أجل موافقتها على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، باعتباره شرطا أساسيا لمفاوضات التهدئة مع تل أبيب.
وسط توارد أنباء عن قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، رغم مقتل ما يزيد عن 31 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين في القطاع، حتى الآن، فإن العقبة الكبيرة التي تقف أمام التوصل لهذا الاتفاق هو بند "وقف الاغتيالات الانتقائية".
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر مختلفة، أمنية وعسكرية، أن المفاوضات التي تجريها مصر بالتنسيق
مع الأمم المتحدة للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة صعبة للغاية، نتيجة لوضع حركة "الجهاد الإسلامي" شرطا أساسيا يكمن في "وقف الاغتيالات الانتقائية"، وهو ما يجعلنا نشير إلى أن السبب الحقيقي وراء اندلاع الحرب الحالية على غزة يعود إلى اغتيال 3 من كبار قادة الحركة في غزة، فجر الثلاثاء الماضي.
فجر الثلاثاء الماضي، الموافق التاسع من الشهر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 من قيادات حركة "الجهاد الإسلامي" في غارات على قطاع غزة، موضحا في بيان رسمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية، اغتيال قائد المنطقة الشمالية في الحركة، خليل البهتيمي، الذي كان خلف إطلاق الصواريخ المنطلقة من القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة خلال الأشهر الماضية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانه اغتيال أمين سر المجلس العسكري لـ"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، جهاد غنام، إضافة لاغتيال طارق عز الدين، وهو العنصر الفلسطيني المسؤول عن توجيه عدد من العمليات في مدن وبلدات الضفة الغربية.
وأكد البيان العسكري الإسرائيلي أن قصف غزة كان عملية مشتركة مع جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، وهو ما يعني تتبع تحركات هؤلاء القادة الثلاثة في القطاع ورصدهم بدقة، حتى أن بيان الجيش الإسرائيلي أكد أن 40 طائرة إسرائيلية شاركت في غارات غزة.
ولم يكتف البيان العسكري الإسرائيلي بذلك، بل أشار إلى أنه يرصد قيادات الجهاد منذ شهر رمضان الماضي، وهو ما يؤكد أن اتباع إسرائيل لسياسة "الاغتيالات الانتقائية" كانت وما تزال وستظل مستمرة.
والمتتبع لقادة حركة الجهاد الإسلامي، خاصة جهاد شاكر غنام، يجد أنه كان مطلوبا للشاباك الإسرائيلي منذ أكثر من 20 عاما ونجا من خمس محاولات اغتيال سابقة، فهو ابن 62 عاما، وهو مسؤول عن قيادة المنطقة الجنوبية في "سرايا القدس" الذراع العسكرية للحركة.
ويعد جهاد شاكر غنام من الجيل الأول للمقاتلين الفلسطينيين وعمل في
لجان المقاومة الشعبية وحركة فتح التي كان يتزعمها الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، كما أنه ابن لعائلة قتل فيها الكثير منهم من قبل الشاباك باعتبارهم قادة لحركة الجهاد الإسلامي وللمقاومة الفلسطينية.
ورغم قصف منزله في العام 2014، خلال الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، والمعروفة باسم "الجرف الصامد"، واغتيال أكثر من فرد في أسرته، فقد واصل القتال ضد الجيش الإسرائيلي، حيث اتهمه الأخير بتنسيق عمليات التسليح وتحويل الأموال بين حركة "الجهاد الإسلامي" وحركة "حماس"، ووصفه بأنه من كبار أعضاء "الجهاد الإسلامي".
اغتالت الطائرات الإسرائيلي، خليل صلاح البهتيني، الذي نعته كتائب "سرايا القدس"، وقالت إنه عضو المجلس العسكري وقائد منطقتها الشمالية، حيث يتهمه الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، الشهر الماضي.
وأفاد بيان عسكري للجيش الإسرائيلي بأن البهتيني (44 عاما) بدأ نشاطه في حركة "الجهاد الإسلامي" خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان مسؤولا عن المصادقة على جميع العمليات العسكرية الفلسطينية وتنفيذها من منطقة شمال قطاع غزة، فضلا عن كونه منخرطا في توجيه وتخطيط هجمات ضد أهداف إسرائيلية خلال الفترة الأخيرة، وخطط لاستهدافات قريبة.
ويشار إلى أن خليل البهتيني قد تسلّم قيادة منطقة شمال قطاع غزة
في "سرايا القدس"، بعد اغتيال إسرائيل لتيسير الجعبري، في آب/ أغسطس 2022، وذلك ضمن عملية عسكرية إسرائيلية سابقة لتصفية الحركة من قياداتها العسكرية في القطاع.
هو القائد الفلسطيني الثالث الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي، فهو أحد قادة العمل العسكري بـ"سرايا القدس" في الضفة الغربية، والذي كان له دور بارز في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والمعروفة باسم "انتفاضة الحجارة"، في العام 1987.
يعد القائد طارق عز الدين (49 عاما) الحاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، ولاحقا شهادة الماجستير، من مؤسسي الخلايا العسكرية، كما شارك في إدارة معركة مخيم جنين عام 2002، وكان مسؤولا عن إدارة إذاعة "صوت الأسرى" التي تبثُّ من غزة.
ويذكر أن عز الدين من أبرز الوجوه الإعلامية للمقاومة الفلسطينية، في وقت أشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان له دور مؤثر في ساحة العمل المقاوم في مدن وبلدات الضفة الغربية، وهو ما كان سببا في اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي.
فكان طبيعيا أن يصرح
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، بأن جيش بلاده وجّه أقوى ضربة لحركة "الجهاد الإسلامي" في تاريخها خلال ثوانٍ، وهو ما قاله في كلمة مقتضبة مع وزير الدفاع، يوآف غالانت، في أعقاب تقييم أمني للوضع في القطاع.
ما زلنا في منتصف المعركة. المبدأ القائل بأن أي شخص يؤذينا ستكون حياته هي الثمن، قد تعزز بشكل كبير في عملية "الدرع والسهم".
ومضى بالقول: "نقول للإرهابيين ومرسليهم إننا نختار المكان والزمان لضربكم. ليس فقط كرد، ولكن أيضا في حالة الهدوء".
وتابع نتنياهو: "وجهنا للجهاد الإسلامي في غزة أقوى ضربة في تاريخها خلال ثوان. المعركة لم تنته بعد".
وجاءت العملية العسكرية الجارية في غزة "الدرع والسهم" بعد سلسلة توترات أمنية وقعت خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها قبل أقل من أسبوع تصعيد بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي"، انتهى بهدنة بعد تدخلات خارجية، خاصة من مصر.
والغريب هنا أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بطائرة أو اثنتين بل هاجم قطاع غزة، فجر الثلاثاء الماضي، بـ 40 طائرة مقاتلة، حيث ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، قائلا:
إن 40 طائرة شاركت في الغارات الإسرائيلية التي نفذت في مدينة غزة ومنطقة رفح بالقرب من الحدود المصرية، وحققنا ما كنا نريد تحقيقه.
ومن جانبه، أكد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "تم تبني مطلبنا برد فعل هجومي وتصفية محددة الأهداف لقادة الجهاد".
وأعرب رئيس حزب "عوتسما يهوديت/قوة يهودية" الإسرائيلي المتطرف، عن أمله في أن تستمر سياسة الاغتيالات الانتقائية لقادة المقاومة الفلسطينية.
فكان طبيعيا أن تستمر السلطات الإسرائيلية في اتباع هذه السياسة أيضا خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، حيث اغتالت قياديين آخرين من حركة الجهاد الإسلامي وقيادي ثالث من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقتلت إسرائيل، أمس الخميس، العاشر من الشهر الجاري،
قائد الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد، علي حسن غالي، وهو ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "تمكنا من اغتيال (علي غالي) قائد القوة الصاروخية لحركة الجهاد في قطاع غزة خلال وجوده في مبنى بخان يونس، كما أسفر الهجوم عن مقتل عنصرين آخرين معه".
ويعتبر علي غالي القائد الأول عن الوحدة الصاروخية المسؤولة عن توجيه عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو المستوطنات والداخل الإسرائيلي، حتى أن رئيس هيئة الأركان الجنرال هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أشرفا مباشرة على عملية اغتيال غالي.
نجا غالي (48 عاما) من محاولات اغتيال إسرائيلية عدة مرات، كان أبرزها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع في مايو من العام 2021، والمعروفة باسم "سيف القدس" وأصيب حينها بجروح بالغة.
وتصادف يوم أمس الخميس، أيضا، مقتل أحمد أبو دقة، نائب قائد القوة الصاروخية في "سرايا القدس"، في غارة على منزله في خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويعد أبو دقة
أحد القادة العسكريين البارزين في حركة الجهاد الإسلامي، فقد كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل في الأيام الأخيرة وعن إدارة الوحدة الصاروخية، فضلا عن مشاركته في عمليات إطلاق الرشقات الصاروخية خلال عمليتي "حارس الأسوار" العام الماضي، وعمليات أخرى سابقة لها ناحية إسرائيل.
فور اغتيال أبو دقة،
صرح وزير الدفاع، يوآف غالانت، قائلا:
لقد أثبتنا مرة أخرى أن أي شخص مسؤول عن إطلاق الصواريخ بإتجاه إسرائيل، سيدفع ثمنا باهظا.
وشدد غالانت على أن اغتيال أحمد أبو دقة، نائب قائد الوحدة الصاروخية في الجهاد الإسلامي، ضربة قاصمة لحركة الجهاد الإسلامي، خاصة وأنه لعب دورا مركزيا بعمليات إطلاق الرشقات الصاروخية على الداخل الإسرائيلي.
في وقت علق بنيامين نتنياهو، على عملية الاغتيال تلك، بقوله إننا في خضم الحملة، هجوميا ودفاعيا، مضيفا في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر":
قمنا بتصفية قائد وحدة الصواريخ في الجهاد فجرا، وقبل ساعة قمنا بتصفية نائبه أيضا، أي شخص يسعى لمهاجمتنا فإن دمه مهدور، نحن في منتصف المعركة.
وأمس الخميس، اغتال الجيش الإسرائيلي، عدي رياض اللوح، أحد قادة كتائب الشهيد أبو علي مصطفي، الجناح العسكري لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، حيث زفَّت الكتائب قتيلها إلى
أبناء الشعب الفلسطيني.
ويعد رياض اللوح، أحد قادة الوحدة الصاروخية لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، والذي قتل في عملية استهداف مباشرة له وسط قطاع غزة، بعد تنفيذ مهمة التصدي للمقاتلات الإسرائيلية ضمن الرد الفلسطيني الموحد في معركة "ثأر الأحرار".
ويذكر أن مصطلح "ثأر الأحرار" وهو المسمى الذي أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية للرد على الهجمات الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، رغم أن إسرائيل أطلقت مسمى آخر وهو "الدرع والسهم"
وكانت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى قد زفّت عددا من مقاتليها الذين قتلوا خلال معركة "ثأر الأحرار"، يوم الأربعاء الماضي، وهم 5 مقاتلين، موضحة أنهم من وحدتي الصاروخية والمدفعية، وقد قتلوا خلال مقاومته للاحتلال الإسرائيلي.
تمسك إسرائيلي بسياسة "الاغتيالات"
ورغم الشروع في بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار تديرها مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومعها أطراف أخرى، خلال الساعات الجارية، فإن كل تلك الاغتيالات التي وقعت في الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة "الدرع والسهم" وهي تزيد عن العشرة، منهم 5 من كبار قادة حركة "الجهاد الإسلامي" وحدها، تؤكد استمرار تمسك إسرائيل بسياسة "الاغتيالات" على الرغم
من المساعي الإقليمية من أجل التهدئة.
وهو ما حدا من جانب حركة "الجهاد الإسلامي" توعدها بأن تلك الاغتيالات لن تمر مرور الكرام، مؤكدة بدورها تمسكها بشروطها لوقف إطلاق النار، وفي مقدمتها وقف سياسة "الاغتيالات الانتقائية"، فضلا عن تمسكها بشروط أخرى لا تقل أهمية، من بينها تسليم جثمان الأسير عدنان خضر، إلى ذويه، الذي قتل بالسجون الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بعد 87 يوما من الإضراب عن الطعام.