رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار يكشف تفاصيل مهمة حول تطوير القطاعات والفعاليات في المملكة
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثاررئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثار
تابعنا عبر
حصري
قال رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، اليوم الثلاثاء، إن الهيئة ستحدد قريبا الموعد الذي ينطلق خلاله معرض البحرين الدولي للكتاب.
وتحدث في حواره مع "سبوتنيك"، عن تطوير القطاعات على مستوى الثقافة والآثار، والجهود المبذولة في تنظيم العديد من الفعاليات للارتقاء بالحراك الثقافي الفنّي في المملكة والمنطقة... وإلى نص الحوار.
بداية، نريد التعرف على رؤيتكم الخاصة للتطوير، سواء على مستوى قطاعات الثقافة أو الآثار، وما الذي تعدون له جديدا أو من حيث التطوير أو تعزيز العمل فيه؟
العمل الثقافي لا تحدّه السنوات أو الفترات الزمنية، بل هو استمرارية لاستراتيجية ثقافية تهدف عبرها مملكة البحرين للارتقاء بالبنية التحتية الثقافية والاهتمام بالتراث المادي وغير المادي.
وها نحن نتابع المسيرة التي بدأها أسلافنا عبر الاهتمام بالمواقع الأثرية والمتاحف، التي تعكس غنى حضارتنا ومختلف الحقب التاريخية التي مرت على أرضنا، كما نهتم بمختلف التراث الشفهي الذي من خلاله نحيي ما وصل إلينا من أجيال عاشت على أرضنا، ومن هنا نقول إن التطوير الذي بدأ بالأمس يستمر في الحاضر لمستقبل واعد، مسلطا الضوء على المكتسبات الثقافية والإنسانية لمجتمعنا، ومهتما بهذه البنية التحتية الثقافية، التي تبقى ركيزة عملنا ومصدر السياحة الثقافية المستدامة.
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثارمواقع أثرية وثقافية في البحرين
مواقع أثرية وثقافية في البحرين
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثار
يحتفي معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية هذا العام بالفنان البحريني القدير النحات خليل الهاشمي، هل أكسب هذا الأمر المعرض خصوصية أكبر هذا العام، وما الذي يمثله المعرض للفنان البحريني بشكل عام والدعم الذي يقدمه للفن التشكيلي بشكل خاص؟
إن تخصيص جناح في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية للفنان الراحل، خليل الهاشمي، ما هو إلا عربون وفاء لمن أغنى الساحة الفنية بأعمال يتبقى خالدة، هو الذي درس الفن في أكاديمية الفنون (كلية النحت) في روسيا، وحصل عام 1980 على شهادة الماجستير منها.
أما معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الذي يقام منذ عام 1972، فهو مساحة للفنانين البحرينيين والمقيمين لإبراز مواهبهم، ومساحة للفنانين والمواهب الشابة التي تشارك في معرض واحد مع الأجيال التي سبقتها، في إبداع يظهر مكانة المملكة في الحراك الفني للمنطقة، ويضعها على خارطة الفنون التشكيلية العالمية، مروجا للفنانين البحرينيين الذين يشاركون بمعارض فردية وجماعية في العالم بأسره.
تشارك الهيئة في بينالي البندقية خلال الأسبوع المقبل ما التفاصيل الخاصة بمشاركة البحرين؟
تعد مشاركة مملكة البحرين في بينالي البندقية الـ18 للعمارة المشاركة السابعة لها عبر جناح وطني. ويحمل جناح المملكة اسم "أصول رطبة"، إذ يعكس اسمه الهدف من الجناح، وهو أن يلقي الضوء على إمكانيات الاستفادة من أنظمة التبريد والتكييف في البحرين، من أجل تكثيف المياه وجمعها واستثمارها في تحسين الأنظمة الطبيعية المحلية، وتحقيق التوازن ما بين مشاريع التطوير الحضري التي يعد التكييف أساساً في بنائها، والبيئة الطبيعية التي، كما هو معروف، تعاني من شح مصادر المياه بسبب الطبيعة الجغرافية والمناخية للبحرين.
الجناح ليس مجرد استعراض لتقنيات وآليات مبتكرة في التكثيف، بل تم بناؤه على أساس بحث عميق وطويل قام به فريق مميز من أجل الوصول إلى هذه الابتكارات التي ربما تحمل في المستقبل حلولاً للتطوير المستدام الذي يحافظ على البيئة ويعتني بها.
بشأن أعمال التنقيب والاكتشافات في المملكة، ما عدد البعثات التي تعمل لديكم والمواقع التي تعمل فيها وأهم الاكتشافات الأخيرة؟
منذ أكثر من 50 عاما، تتعاون مملكة البحرين مع العديد من بعثات التنقيب الدولية، كالبعثة الفرنسية، الدنماركية، اليابانية والبريطانية، إذ عملت، وما زالت تعمل في مواقع مثل موقع "قلعة البحرين"، المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة "يونسكو"، وموقع "أبوصيبع" الأثري وموقع سار الأثري، موقع "تلال مقابة"، وموقع "وادي السيل" وغيرها.
وخلال السنوات العشر الأخيرة، كشفت جهود التنقيب عن مكتشفات هامة جدا، مثل "الحديقة الدلمونية"، التي تم اكتشافها في موقع "مقابة"، واكتشاف بقايا وجود مسيحي في مدينة المحرّق تعود إلى القرن السابع الميلادي.
هذا إضافة إلى اكتشاف قطعة أثرية فخارية في مدفن ملكي في عالي، تعود إلى أكثر من 3700 عاما، تكشف أسماء ملكين دلمونيين حكموا أثناء العصر البرونزي، وهو ما كشف عن حقبة هامة من تاريخ البحرين.
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثارمواقع أثرية وثقافية في البحرين
مواقع أثرية وثقافية في البحرين
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثار
هل تنتظر المملكة الإعلان عن تفاصيل اكتشافات جديدة هذا العام؟
إن الاكتشافات مستمرة مع كل موسم تنقيب، وهذا ما يدل على الغنى الثقافي والتاريخي لأرض مملكة البحرين، وطبعا يجري التنقيب في أماكن معينة بناء على التراكمات العلمية، التي تمدنا بإمكانية اكتشافات في مواقع محددة، وما ذلك إلا دافع لنا وللفرق العاملة من بحرينيين وأجانب لاكتشاف المزيد عن الحضارات التي مرت على أرضنا.
بشأن الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف خلال هذا الشهر، ما تفاصيل البرنامج الذي تعده الهيئة حاليا؟
في كل عام، تحتفل هيئة البحرين للثقافة والآثار باليوم العالمي للمتاحف، في اتساق مع الاحتفاء في مختلف أنحاء العالم بهذه المناسبة التي تلقي الضوء على أهمية المؤسسات المتحفية ودورها في الارتقاء بالحركة الثقافية في المجتمعات.
هذا العام نقدم برنامجا شاملا على مدار 10 أيام، وفيه العديد من ورش العمل، الجلسات النقاشية والجولات المفتوحة للجمهور في المملكة.
وما بين 18 و20 مايو/آيار الجاري، سيعفي متحف البحرين الوطني ومتحف قلعة البحرين الزوار من التذاكر، بما يعكس ترحيب المتاحف وفتح أبوابها لاستقبال الجمهور، واكتشاف ما تحتويه من آثار ومكتشفات وعروض.
كما سيشهد متحف البحرين الوطني افتتاح معرض "عملات في منعطف التاريخ"، الذي يتناول الجوانب الثقافية والتجارية للعلاقات العربية الرومانية من خلال العديد من العملات النادرة.
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثارمواقع أثرية وثقافية في البحرين
مواقع أثرية وثقافية في البحرين
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثار
في إطار الدعم الذي تقدمه الهيئة للفنان البحريني، ما أبرز هذه الجهود والقطاعات المشمولة؟
إن دعم الفنان البحريني يندرج ضمن استراتيجية الهيئة وأولوياتها، فدورها المحافظة على الفنون البحرينية ودعم العاملين فيها للارتقاء بالحراك الثقافي الفنّي في المملكة والمنطقة.
كما يعطي اهتمام هيئة الثقافة المساحة الكبيرة للمؤسسات الأهلية والجمعيات المتخصصة بالفنون بشكل عام، إيمانا منا بأن الثقافة ليست حكراً على المؤسسة الرسمية، ومن هنا اهتمام الهيئة بالفرق البحرينية الشعبية والفنانين الحاضرين في المواسم الثقافية داخل المملكة والمشاركين باسم الثقافة في المحافل الخارجية والمهرجان العربية والعالمية عبر حفلات ومعارض لنقل الإرث الثقافي غير المادي إلى المجتمعات كافة.
هذا بالإضافة لاهتمامنا المباشر بالبنية التحتية الثقافية لهذه الفنون، فعلى سبيل المثال نذكر دار المحرّق الذي يهتمّ بالموسيقى الشعبية، ومصنع النسيج الذي أعاد لحرفة النسيج مكانتها، وبيت السلال الذي يدعم حرفة صناعة السلال القديمة.
بشأن التعاون الثقافي بين البحرين والجانب الروسي، ما مستوى التعاون الحالي وأفق تطويره وكيف ترى الحضور الثقافي الروسي في المنطقة العربية؟
مملكة البحرين ومن خلال جهود هيئة الثقافة تمكنت من نسج ألفة وروابط ثقافية وفكرية عديدة، شجّعت على التبادل ما بين البلدين وصياغة سلسلة من المنجزات المشتركة ومشاريع التعاون، التي أسهمت بشكل فعال بالتعريف عن الإرث الحضاري والتاريخي للشعبين.
وشهد التبادل الثقافي حضورا متبادلا في مجالات الفنون والتراث والموسيقى وغيرها، فكانت البحرين حاضرة في متحف الأرميتاج بمدينة سانت بطرسبرغ عبر مع معرض "تايلوس: رحلة ما بعد الحياة" وذلك في عام 2013، ليستضيف المتحف كذلك عام 2018 معرض "في أرض دلمون، حيث تشرق الشمس" ويستمر لحوالي 5 شهور.
ومن خلال عدد من مذكرات التفاهم تم تنظيم "أيام روسيا الثقافية في البحرين"، وكذلك "أيام البحرين الثقافية في روسيا"، واستضافت المملكة عددا كبيرا من المعارض والعروض الموسيقية والفنية الهامة في مسرح البحرين الوطني.
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثارمواقع أثرية وثقافية في البحرين
مواقع أثرية وثقافية في البحرين
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثار
في 22 مايو/ أيار تنظم المملكة معرض عملات في منعطفات التاريخ، ما تفاصيل المعرض المرتقب؟
من خلال المسكوكات التاريخية والعملات النقدية النادرة، يتناول معرض "عملات في منعطفات التاريخ" الجوانب الثقافية والتجارية للعلاقات العربية الرومانية، بالإضافة إلى أبرز الأحداث التي أثرت في طبيعة هذه العلاقات، ويعتبر المعرض من لائحة المعارض الزائرة التي يستضيفها متحف البحرين السنوي سنويا.
أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار ملتقى التراث غير المادي منذ سبتمبر 2019، ما أهم النتائج التي تحققت بعد 4 نسخ، والأهداف المرتقبة حتى الآن؟
تنظم هيئة البحرين للثقافة والآثار الملتقى الوطني للتراث الثقافي غير المادي من أجل إلقاء الضوء على واحد من أهم ملامح التراث في مملكة البحرين، إذ ركزنا خلال عقود طويلة على التراث المادي المتمثل بالمواقع والمكتشفات الأثرية، إلا أنه ومن بعد توقيع مملكة البحرين على اتفاقية التراث الثقافي غير المادي لعام 2003، بدأ اهتمام متزايد في المملكة بهذا التراث.
نظمت الهيئة حتى الآن 4 نسخ من الملتقى، وألقت كل نسخة منه الضوء على مجموعة من ملامح التراث غير المادي للبحرين كالأزياء، والموسيقى الشعبية، والحرف التقليدية، والنخلة وغيرها.
وهدفنا كذلك من خلال الملتقى إلى إثراء البحث العلمي بما يتعلق بالتراث الثقافي، وفقا للتعريفات والالتزامات المذكورة في اتفاقية "يونسكو" لعام 2003، والترويج للمشاريع التي تعمل عليها هيئة البحرين للثقافة والآثار، وما تقوم به من جهود للحفاظ على استمرارية هذا التراث للأجيال القادمة.
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثارمواقع أثرية وثقافية في البحرين
مواقع أثرية وثقافية في البحرين
© Photo / هيئة البحرين للثقافة والآثار
بشأن معرض البحرين الدولي للكتاب، هل حدد موعده وما التفاصيل الخاصة به إن كانت حددت؟
إن معرض البحرين الدولي للكتاب يقام كل عامين، جامعا في مكان واحد مئات دور النشر من العالم بأسره، وهو يتابع حاليا إعادة نشاطه بعد الجائحة التي أوقفت عمله للسنوات الأخيرة، وقريبا سنحدد الموعد الذي ينطلق خلاله المعرض ونعطي المعلومات الوافية للمشاركين ولكل الراغبين في زيارته وإثراء مكتبتهم ومعارفهم.
أجرى الحوار/ محمد حميدة