كل ما تريد معرفته عن "طريق التنمية" لربط الخليج بتركيا ثم أوروبا عبر العراق
16:27 GMT 27.05.2023 (تم التحديث: 11:32 GMT 09.06.2023)
© AFP 2023 / Hussein Falehمنظر عام يظهر جسر محمد باقر الصدر خلال عاصفة رملية في مدينة البصرة بجنوب العراق، 2 نوفمبر 2022.
© AFP 2023 / Hussein Faleh
تابعنا عبر
أعلن العراق، اليوم السبت، عن مشروع خط بري وآخر سكك حديد يربط الخليج بالحدود التركية، ووصف المشروع بالضخم، ويسعى العراق ليتحول إلى خط أساسي لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا.
وعقد في بغداد، اليوم السبت، مؤتمر "طريق التنمية"، بمشاركة وزراء النقل أو من يمثلهم من دول؛ السعودية، وإيران، وتركيا، والأردن، وسوريا، والإمارات، والكويت، وقطر، وسلطنة عمان، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء، باسم العوادي، إن "10 دول شاركت في مؤتمر طريق التنمية، 6 منها جيران العراق، وبحضور جميع دول الخليج، باستثناء الأشقاء في البحرين إذ قدموا اعتذاراً في اللحظات الأخيرة لأسباب فنية".
طريق تنمية للمنطقة
وبحسب الحكومة العراقية، تطمح بغداد إلى تنفيذ المشروع، الذي سمي بـ"طريق التنمية" بالتعاون مع دول في المنطقة، من خلال استغلال موقعه الجغرافي المميز.
وأوضح بيان لرئاسة الحكومة العراقية، بشأن المؤتمر، أن الوفود المشاركة "ناقشت عملية الشروع في الخطوات التنفيذية، وتحويل التفاهمات بين قادة وزعماء الدول إلى خارطة طريق تشهد البدء بالمشاريع التنموية المتعلقة بطريق التنمية".
'انطلاق أعمال مؤتمر طريق التنمية برعاية رئيس الوزراء' https://t.co/jyVOEN0szt
— واع (@INA__NEWS) May 27, 2023
وأضاف البيان أنه جرى البحث في "أهمية المشروع لدول المنطقة، والشراكات الإقليمية وسبل توطيدها، والوصول إلى التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة، وتأسيس منصّات تنموية اقتصادية تعزز من قدرة شعوب المنطقة على مواجهة التحديات الاقتصادية".
أهمية المشروع
بحسب تصريح المتحدث باسم مجلس الوزراء، باسم العوادي، فالمهمة الأساسية للطريق نقل البضائع بمختلف أنواعها من أوروبا إلى تركيا عبر العراق وإلى الخليج، وأيضاً السلع الخليجية والموارد الخليجية تنقل من الخليج عبر العراق ثم تركيا وأوروبا.
ولفت إلى أن "الحكومة العراقية لا تريد لهذا الطريق أن يكون مجرد (ترانزيت) بل ترغب بأن يتحول هذا الخط البري والسكة الحديدية إلى طريق وشريان حيوي للاقتصاد".
وأشار إلى أن "هناك مخططات لمدن صناعية ومدن إسكان تحاط بالطريق، وسيشهد عبور آلاف الشاحنات المقبلة من 25 دولة".
وأوضح أن
"السلع التي تأتي من الصين والهند وأمريكا عبر شاحنات تفرغ حمولتها في موانئ الخليج، ستنتقل من خلال العراق عبر ميناء الفاو، وهذا بحاجة إلى بنى تحتية سياحية من مطاعم وفنادق ومقاهٍ وكراجات للسيارات".
وأكد العوادي أن "طريق التنمية سيتحول إلى شريان اقتصادي ومدن سكنية ومجمعات صناعية كبيرة، من أجل أن يخدم العراق ودول المنطقة مجتمعة".
التفاصيل وموعد الانتهاء
يسمح المشروع للعراق باستغلال موقعه الجغرافي، والتحول إلى نقطة عبور للبضائع والتجارة بين الخليج وأوروبا، وحددت الحكومة العراقية تكلفة المشروع بنحو 17 مليار دولار وبطول نحو 1200 كيلومتر داخل العراق، ولا يزال حتى الآن في مراحله الأولى.
وقالت الحكومة العراقية إن "الخط الاستراتيجي الأساسي سيكون طريق السكة الحديدية بمعدل 1175 كم، بالإضافة إلى الطريق البري بمعدل 1190 كم، لهم مساران مختلفان في الجنوب، لكن يلتقيان في شمال محافظة كربلاء ويسيران جنباً إلى جنب لحين وصولهما إلى فيشخابور".
وهناك أعمال جارية حاليا لتأهيل ميناء الفاو أقصى جنوب العراق والمجاور لدول الخليج، والذي سيكون محطة أساسية لاستلام البضائع قبل نقلها برا.
ويهدف إلى بناء 15 محطة قطار للبضائع والركاب على طول الخط، تنطلق من البصرة جنوبا ومرورا ببغداد ووصولا إلى الحدود مع تركيا.
وبحسب بيان للجنة النقل والاقتصاد بمجلس النواب العراقي، فإنه من المتوقع أن يتم إنجاز المشروع ويكتمل خلال 3- 5 سنوات، وأكد وزير النقل العراقي عبد الرزاق محيبس، اليوم، أن الحكومة تعتزم تشغيل المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو نهاية العام 2025.
وأشار إلى أن
"نسب الإنجاز المتحققة في ميناء الفاو بلغت أكثر من 50% في مرحلته الأولى".
وتوقع المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي، في تصريح لوكالة "الأناضول"، التركية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن يكتمل مشروع ميناء الفاو الكبير خلال 2025، والقناة الجافة بحلول 2029 على أبعد تقدير.
وأشارت الوكالة إلى أن المشروع سيكون "استثمارياً للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع".
كيف ينظر العراق للمشروع
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر اليوم السبت، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: "نرى في هذا المشروع المستدام ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة وإسهام في جلب جهود التكامل الاقتصادي".
وأشار إلى الأهمية الحاضرة والمستقبلية للمشروع، وترابط أسباب التكامل الاقتصادي لدول المنطقة مع المصالح والشراكات التي سيعززها مسار الطريق، وكلّ المشروعات المرتبطة به.
وأكد أن من أولويات حكومته هي إعادة تأهيل البنية التحتية للنقل والطرقات وكذلك قطاع الكهرباء المتهالك أيضاً.
'رئيس الوزراء: طريقُ التنمية شريان اقتصادي وفرصة واعدة لالتقاءِ المصالح والتاريخ والثقافات' https://t.co/07GZy6zkos
— واع (@INA__NEWS) May 27, 2023
ونشرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، بيانا عن مدير الشركة العامة لسكك الحديد في وزارة النقل، يونس خالد الكعبي، أكد فيه أن مشروع القناة الجافة يعد حيويا وذو أهمية خاصة، ووصف القناة الجافة بأنها "مشروع عملاق هو الأكبر والأهم".
وأوضح أنه يشكل المنفذ الرئيسي لميناء الفاو، وسيتم ربط الميناء بالحدود الجنوبية والشمالية للعراق، وحتى الحدود التركية، ومن ثم ربطه بشبكة النقل الأوروبية للوصول إلى الأسواق الأوروبية وتسهيل نقل الحمولات بسعات عالية.
ولفت المسؤول العراقي إلى أن المشروع سيتضمن إنشاء خطوط نقل جديدة وسريعة يعمل عليها قطارات كهربائية، بالإضافة إلى طريق سريع لنقل البضائع والمسافرين يمتد بالتوازي تقريبًا مع خط السكة الحديد من ميناء الفاو إلى الحدود العراقية التركية في مسارات جديدة.
طريق حرير جديد
ومن جانبه، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أثناء زيارة الأخير أنقرة في 21 مارس/آذار الماضي، المشروع المرتقب "طريق حرير جديد في المنطقة".
وعبر أردوغان عن إرادة بلاده للعمل الجاد مع بغداد من أجل تسريع إنجاز المشروع وقال إنه "مشروع استراتيجي مهم، ليس لتركيا والعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها".
وأكد أن "ملايين الأشخاص في مناطق واسعة من أوروبا إلى دول الخليج العربي سيستفيدون من القيمة المضافة التي ستظهر مع إنشاء هذا الطريق الذي يعزز التعاون الإقليمي ويطور التجارة والعلاقات بين هذه الدول".
محاولة لإنهاء أزمة العراق
يسعى العراق الذي يعاني من تهالك بنيته التحتيه وطرقه جراء عقود من الحروب والحظر الأمريكي، على نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، من استغلال هذا المشروع ليكون فاتحة خير له.
'وزير النقل: الحكومة تعتزم تشغيل المرحلة الأولى من مشروع الفاو منتصف العام 2025' https://t.co/6KWSQtIdg4
— واع (@INA__NEWS) May 27, 2023
وتهدف الحكومة العراقية إلى تطوير قطارات عالية السرعة التي تصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة، والتي ستنقل البضائع والمسافرين إلى جانب توسيع مدارات السكك الحديدية لتشمل المراكز الصناعية والمناطق الطاقوية، بما في ذلك أنابيب النفط والغاز.
وأكد المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق، فرحان الفرطوسي، في تصريحات صحفية أن طريق التنمية ليس مجرد ممر لنقل البضائع والمسافرين، "بل ستكون له أبواب وفرص جديدة للتنمية في العراق".