مقبرة طه حسين... هل استراحت الرفات؟.. فيديو وصور
16:11 GMT 16.08.2023 (تم التحديث: 21:06 GMT 17.08.2023)
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoub
تابعنا عبر
حصري
لم تبارح أزمة مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين مكانها، فرغم عدول عائلته عن نقل رفاته خارج البلاد، والتراجع التدريجي لفكرة هدمها ونقلها من قبل السلطات إلى ما تسمى "مقبرة الخالدين"، إلا أن إنشاء جسر فوق المقبرة، عاد وأثار حفيظة أدباء وكتاب وباحثين.
وتقبع رفات طه حسين (1889- 1973) في منطقة مقابر قرافة سيدي عبد الله بحي الخليفة، بمنطقة تاريخية وسط العاصمة المصرية القاهرة.
وعلى مدى شهور، أثارت أخبار عن عزم السلطات هدم المقبرة ضجة داخل الأوساط الأدبية والثقافية في مصر، بعد تداول صور باللون الأحمر على المقبرة تحمل كلمة "إزالة" تم محوها بعد ذلك.
ولاحقا، عاد الجدل مجددا بعد الحديث عن مساع لنقل رفات عميد الأدب العربي ضمن عشرات الرفات التي تعود لشخصيات تاريخية ووريت الثرى في المنطقة إلى مقبرة واسعة تحمل اسم "مقبرة الخالدين".
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
1/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
2/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمدحت صفوت الكاتب والناقد الأدبي المصري الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية
3/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مدحت صفوت الكاتب والناقد الأدبي المصري الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
4/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
5/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
6/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
7/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
8/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
9/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
10/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
© Sputnik . Haitham Mahjoubمعاذ لافي أثري وباحث مصري متخصص في فلسفة العمارة
11/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
معاذ لافي أثري وباحث مصري متخصص في فلسفة العمارة
© Sputnik . Haitham Mahjoubمقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
12/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
1/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
2/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
3/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مدحت صفوت الكاتب والناقد الأدبي المصري الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية
4/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
5/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
6/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
7/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
8/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
9/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
10/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
11/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
معاذ لافي أثري وباحث مصري متخصص في فلسفة العمارة
12/12
© Sputnik . Haitham Mahjoub
مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين في القاهرة التاريخية بعد بناء كوبري فوقها
وقالت مها عون، حفيدة عميد الأدب العربي طه حسين، إنهم يفكرون في نقل رفاته خارج مصر، بسبب الأنباء الخاصة باحتمالية إزالة مقبرته، من قبل محافظة القاهرة.
وأخيرا لم يتم هدم المقبرة، لكن أقيم مشروع الجسر الجوي فوقها، في وقت لم يتضح بعد ما إن كانت ستتم نقل الرفات إلى المقبرة الجديدة من عدمه.
وتقول السلطات، إن المشروع كان منذ البداية إنشاء محور علوي أعلى المقابر وليس محورا على الأرض، لذلك لم يتم هدم المقبرة، أو حتى إنشاء عمود داخل المدفن ضمن أعمال بناء الكوبري.
معارك تلاحق "العميد"
يقول مدحت صفوت الكاتب والناقد الأدبي الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية لوكالة "سبوتنيك": "من الغريب أن نتحدث عن نقل مقبرة عميد الأدب العربي بدلا من أن نتحدث عن أعماله وكتاباته ومعاركه الفكرية الكبيرة التي أحدثت تحولا كبيرا ومهما في مسار الثقافة العربية ولا أبالغ إن قلت الإنسانية".
ولا تزال المعارك الأدبية التي خاضها طه حسين، المتوفى في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، نبراسا لأصحاب الفكر والرأي من بعده، وأثرت الحياة الفكرية والأدبية في مصر والعالم العربي بشكل كبير.
ويقول صفوت متطرقا لقضية المقبرة: "يبدو أن المعارك التي خاضها طه حسين طوال حياته بداية من معركة تحدي العاهة ثم الشعر الجاهلي ومعركة حديث الأربعاء وآخر المعارك مستقبل الثقافة في مصر، لا تزال ملتصقة به بعد رحيله لكنها أصبحت الأن معركة حول رفاته".
ويؤكد الكاتب والناقد المصري أنه "كانت هناك حلول هندسية للحيلولة دون إقامة جسر أو كبري فوق المقبرة، حلول تتفادى المقابر التاريخية التي تضم رفات شخصيات ثقافية مثل طه حسين وغيره".
ويمضى بقوله: "فكرة أن تصبح مقبرة عميد الأدب العربي تحت كبري بهذا الشكل، غير مقبولة (..) وأقول إن طه حسين كان لا بد من التعامل معه في مصر على الأقل بلده- بشكل يليق به في ذكراه الخمسين".
إزالة المقبرة.. هل تم العدول عن القرار؟
وينحدر طه حسين من أسرة فقيرة في إحدى قرى محافظة المنيا في صعيد مصر الأوسط، لم يمنعه فقدانه البصر وهو بعمر 4 أعوام من خوض غمار رحلة علمية وأدبية شيقة بدأت في جامعة الأزهر مرروا بالجامعة الفرنسية، قبل عودته عميدا للجامعة المصرية فوزيرا للمعارف.
يقول معاذ لافي، أثري وباحث متخصص في فلسفة العمارة: "لدى طه حسين انتشار واسع بين طبقات المجتمع والنخبة في مصر وبالتالي تم الإنصات إلى هذا الرأي، ثم الإبقاء على المقبرة ولم يتم إزالتها مثلما كان مقررا مثل المقابر التي جوارها، لكن تم عمل الكبري من فوقها".
ويؤكد لافي أن القرار اتخذ "رغم أن قانون حماية التراث الخاص باليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ) ينص على فكرة الحفاظ على القاهرة التاريخية والشكل العمراني بحيث لا يتم تجزئته من خلال الكباري والإنشاءات الكثيرة".
ويشير إلى أنه حتى لو كان رأي الحكومة أن ما حدث لا يمس "الآثار المسجلة"، لكن "للأسف الشديد هذا يمس الكثير من المعالم المهمة، بما في ذلك تلك المعالم التي لها بعد تراثي في العمارة".
ويضيف: "صحيح أنه ليس هناك من نمط معماري معين للمقبرة، لكن صاحبها له ثقل تاريخي في المجتمع المصري".
ونحو مزيد من التوضيح يقول لافي: "المسألة ليس لها علاقة بالشكل والجماليات بقدر ما لها علاقة بنسيج مهم يجب الحفاظ عليه كما هو، بل بالعكس تطويره بشكل علمي من خلال ترميمه عند الحاجة، ومعالجة المياه الجوفية المنتشرة في بعض أجزاء المقبرة، وعمل زيارات متتالية وتنشيط سياحي له وتسليط الضوء عليه".
ويلفت الأثري والباحث المتخصص في فلسفة العمارة إلى أن "كل هذه الحلول كان يجب أن تتم في المقبرة وليس العكس.. الحلول هي أن أطور المنطقة وأحافظ عليها كما هي، مثلما يقول اليونسكو. والحكومة المصرية بالمناسبة موافقة على هذا الكلام ممثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري".
"مقبرة الخالدين"
بعد حالة من الجدل حول مصير مقابر عدد من الرموز المصرية، ومخاوف من هدمها في إطار مشروع شق طرق جديدة في القاهرة، وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في يونيو/ حزيران 2023، بإنشاء مقبرة تحمل اسم "الخالدين"، تضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في البلاد.
يقول الناقد مدحت صفوت: "بصفتي البحثية تساءلت عن المقبرة (الخالدين) ولم أجد أي إجابة خاصة بتفاصيلها وما يتعلق بالطراز وعملية نقل الرفات، ومن هم الخالدون ومن هم العظماء وغيرها من الأسئلة بقدر ما قيل لنا إن هناك تجارب عالمية موجودة".
ووضح الناقد الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية: "وشهدت فرنسا تجربة مشابهة لـ "مقبرة الخالدين"، لكن "علينا أن نعي أمرا مهما في هذه النقطة بأن مقبرة الحي اللاتيني في باريس نشأت في القرن الـ 16، ولم يتم إنشاؤها بقرار مفاجئ، بل مع الوقت، وعندما اكتشف الناس أن هناك مجموعة من المهمين والشخصيات التاريخية المدفونة بها، تحولت إلى مزار سياحي كبير جدا في فرنسا".
وينتقد صفوت فكرة نقل القاهرة الفاطمية، المليئة بالمقابر والمقامات والمدافن، التاريخية والشواهد التاريخية سواء التي تضم الأسرة العلوية أو ما قبلها، مشيرا إلى أن هناك بعض المقابر تعود لفترة المماليك أو ما قبل ذلك.
وسبق أن ذكرت تقارير إعلامية مصرية أن المقابر المزمع نقلها من منطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي (وسط القاهرة)، إلى "مقبرة الخالدين" (ستقام على الأرجح في مدينتي 15 مايو والعاشر من رمضان) تضم أسماء كبيرة بينها شيخ الأزهر الأسبق محمد مصطفى المراغي، والشاعر والسياسي محمود سامي البارودي، والروائي يحيى حقي والشاعر حافظ إبراهيم، والفيلسوف أحمد لطفي السيد، إضافة إلى قارئ القرآن الشهير محمد رفعت، إضافة إلى طه حسين.
ويشدد صفوت على أن المقابر المراد نقلها كانت "منطقة تاريخية في الأساس ونحن نهد منطقة تاريخية لصناعة منطقة تارخية أخرى"، معتبرا أن "هذا تفكير غير منطقي في الحقيقة".
ويختم الكاتب والناقد المصري حديثه بالقول: "لدينا كنز اسمه القاهرة القديمة، علينا أن نحافظ عليه ولست أمانع أن نفكر في بناء قاهرة أخرى لكن لندع القاهرة القديمة ونحافظ عليها من الأفضل".
"جمل في حجر فأر"
يصف لافي فكرة "مقبرة الخالدين" بـ "غير الجيدة"، ويضيف "إنها قريبة الشبه حرفيا بأن تحاول إدخال جمل في حجر فأر، لأنك تريد الآن أن تنقل كل النسيج العمراني والقباب والشواهد لوضعها في مكان واحد مجتزأ ويقدم معلومة سياحية هامشية وسريعة وسياحية مكيفة، لمن يزور المكان بشكل ترفيهي".
ويتساءل الأثري والباحث المتخصص في فلسفة العمارة: "لكن ماذا بشأن السكان هل سيتم نقلهم؟ هل سيتم نقل الشوارع والحارات وكل شواهد القبور؟ سؤال مهم آخر ما هو معيار اختيار الشخصيات التايخية التي ستنقلها؟".
ويمضي موضحا تساؤلاته "ليكن عندنا مثلا ألف شخصية تاريخية، سيكون من المستحيل أن تنقلها كلها وستكتفي باختيار 200 أو 300، ما هو المعيار وعلى أي أساس تقدم فلان وتؤخر آخر؟".
ويختم لافي حديثه لـ "سبوتنيك" بالقول: "بصراحة هذه الفكرة لا تفيد المجتمع المصري، لدينا "قرافة" (اسم قديم كان يطلق في مصر على المقابر) عمرها يزيد عن 1350 سنة تقريبا من أول دخول العرب إلى مصر، فكرة أن اخترلها في مقبرة للخالدين مثلما فعلت فرنسا، غير منطقي تماما".