وسط التصعيد في الشرق الأوسط.. قد يصبح ممر "تشيناي-فلاديفوستوك" بديلا للممرات الاقتصادية في المنطقة
تابعنا عبر
يواجه مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا "أزمة وجودية" بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، وقد أصبح الآن أكثر هشاشة، بسبب التهديد المتزايد لهجمات "أنصار الله" على السفن الأمريكية والإسرائيلية، فضلاً عن تورط إيران في منطقة الصراع في الشرق الأوسط.
في أعقاب أزمة البحر الأحمر، يواجه مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) أزمة وشيكة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المسلحة "حماس". وقد تفاقم الوضع مع دخول إيران في الصراع وتهديدات "أنصار الله" اللاحقة باستهداف السفن الأمريكية والإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر.
وفي حديث لـ"سبوتنيك" الناطق باللغة الهندية، قال الدكتور برابير داي، الأستاذ في مركز الاقتصاد البحري والاتصال (CMEC) في نظام البحوث والمعلومات للبلدان النامية (RIS): "خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، كشف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، النقاب عن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهي مبادرة ربط بمليارات الدولارات تنشئ رابطًا بين الهند وأوروبا،".
وفي حديثه عن الصعوبات المستمرة، ذكر الدكتور برابير داي أنه "نظرًا لهذه الشكوك والمخاطر، فمن الحكمة مراقبة التطورات والاتجاهات. ومن وجهة نظر الهند، ومع اعتمادها على الموارد النفطية لدول الخليج، فإن هناك حاجة ملحة لتحرير أو إيقاف إمدادات الطاقة. أصبح من المهم إنشاء طريق بديل للنقل السريع للنفط من الخليج إلى الهند، وبالتالي ضمان استدامة تجارتنا وإمدادات الطاقة لدينا".
الأهمية الاستراتيجية: تسريع ممر "تشيناي-فلاديفوستوك" لضمان أمن الطاقة
وفي معرض حديثه عن حالة عدم اليقين والتحديات التي تفرضها أزمة البحر الأحمر والمستقبل السيء، أوضح النقيب السابق سارابجيت بارمار، وعضو بارز في معهد الخدمة المتحدة في الهند ومجلس البحوث الاستراتيجية والدفاعية (CSDR)، لـ"سبوتنيك"، أن "ممر "لوبيتو" والممرات البديلة مثل ممر "تشيناي-فلاديفوستوك" تظهر كخيارات محتملة. يمكن أن يكون ممر "لوبيتو" بمثابة طريق بديل. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن هذه الممرات قد تم بناؤها لوجهات مختلفة".
وبدوره، أكد الدكتور برابير داي أن "ممر "تشيناي-فلاديفوستوك" له فوائد عديدة، خاصة فيما يتعلق بتأمين موارد الطاقة. إذا كان هناك طريق بديل يمكنه تسريع إنشاء ممر "تشيناي-فلاديفوستوك"، فإنه سيفيد الهند بشكل كبير في توفير الموارد الحيوية لاقتصادها".
كما أفاد داي أن "توسعة ممر "تشيناي-فلاديفوستوك" لها أهمية استراتيجية، خاصة في ضوء أزمة البحر الأحمر، ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من خطط الهند الأوسع".
تداعيات استمرارالصراع: عدم اليقين يخيم على الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا مع تصاعد التوترات بين إسرائيل و"حماس"
وقال النقيب السابق سارابجيت بارمار، إن "الولايات المتحدة تهدف إلى تعزيز علاقاتها مع الهند، "ما يجعلها قوة مضادة للصين وتدعم تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وذلك من خلال دمج إسرائيل في مخطط الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا".
وأشار بارمار إلى أن الهند وشركاءها أشادوا بمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا باعتباره "قوة تحويلية في ديناميكيات القوة في أوراسيا، حيث تواجه الصين ويميل الميزان نحو الهند والولايات المتحدة والغرب. ومع ذلك، فقد ارتفعت أصوات تحذيرية، ما يؤكد الحاجة إلى تخفيف التوقعات بناء على النتائج المخيبة للآمال التي حققتها مبادرات البنية التحتية الغربية السابقة. وقد فشلت برامج مثل برنامج البناء الأمريكي وإعادة بناء عالم أفضل، والبوابة العالمية للاتحاد الأوروبي، وشراكة مجموعة السبع للاستثمار في البنية التحتية العالمية في تعبئة الاستثمارات اللازمة لتحدي مبادرة الحزام والطريق بشكل فعال". وأشار بارمار إلى أنه "في حين أن تفاصيل المشروع لا تزال قيد التنفيذ، فإن الاستثمار المطلوب لا يزال مجهولاً".
وأضاف بارمار أن "الصراع بين إسرائيل و"حماس"، الذي تفاقم بسبب دخول إيران الرسمي في الصراع والتهديدات اللاحقة من قبل الحوثيين باستهداف السفن الأمريكية والإسرائيلية، ينجم عنه عدم اليقين حول مستقبل مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. إن توقع رد إسرائيلي قوي، ربما يشمل قوات برية في قطاع غزة المكتظ بالسكان، يثير مخاوف بشأن عدد كبير من القتلى المدنيين. وهذا الوضع يمكن أن يعرض للخطر عملية التطبيع الدبلوماسي الجارية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".
