لا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradatلا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
يحل عيد الفطر على الفلسطينيين هذا العام على وقع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7، من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.
ويأتي العيد وسط فرح مستحيل ومشهد قاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الضفة الغربية، حيث قتلت بهجة عيد الفطر في البلدات والمدن الفلسطينية هناك.
وبدت أسواق مدن رئيسية في الضفة الغربية شبه فارغة، وأغلقت مدن الألعاب، واقتصرت مظاهر العيد على الطقوس الدينية، وصلة الأرحام، واقتصرت الضيافة على التمر والقهوة.
قال المواطن محمد حطاب لوكالة "سبوتنيك" عن أجواء العيد هذا العام في الضفة الغربية: "العيد هذا العام اقتصر على أداء الشعائر الدينية، لكن الفرحة غير موجودة، والأطفال لا يشعرون ببهجة العيد، مما يشاهددونه، فالمشهد قاتم وحزين، ولا توجد مظاهر الفرح أو أجواء العيد كما كان في العام الماضي".
العيد دون كعك
كما خلت الأسواق من كل أشكال الاحتفال والزينة التي اعتاد عليها الناس سابقاً، خلت البيوت من زينة العيد، أو حتى شراء الملابس خاصة للأطفال، ولم تقم النساء كالعادة بصنع الكعك، إلا القليل منهن، ضمن محاولات التأقلم مع الواقع المرير.
© Sputnik . Ajwad Jradatلا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
لا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقالت الفلسطينية رنيم الشولي، وهي من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، إنها لم تشتر مستلزمات العيد من ملابس وأحذية وغيرها، ويصعب عليها أن تشعر ببهجة أو فرح في ظل شلال الدم في قطاع غزة، وأضافت لـ"سبوتنيك":
"هذه المرة الأولى يغيب الكعك عن بيتنا وبيوت غالبية الفلسطينيين، تضامناً مع أهلنا في قطاع غزة، وكنا في السابق نجتمع مع العائلة ونصنع الكعك، ونشتري الملابس الجديدة، وسط شعور بالفرح، ولكن هذا العيد يمر علينا ونحن في أسوء حالة، وحزن شديد".
مؤامرة على الفلسطينيين
ورأى الشاب حمزه الفاخوري أنَّ المؤامرة على الشعب الفلسطينية واضحة، وقال:
"لا يوجد عيد، ولن نحتفل بالعيد بينما يقتل شعبنا في قطاع غزة، والعالم ينظر إلى قطاع غزة ويصمت، وهناك من يدعم ويشارك الاحتلال، ولا يوجد ضغط حقيقي لدخول المساعدات أو وقف الحرب".
© Sputnik . Ajwad Jradatلا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
لا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف: "هنا في الضفة الغربية الوضع في غاية السوء، المدن منفصلة عن بعضها بالحواجز، والوضع المعيشي صعب للغاية، والاحتلال يمنع عرب الداخل من القدوم إلى الضفة الغربية".
ويأتي العيد على الفلسطينيين بالضفة الغربية في ظل وضع إقتصادي يئن تحت وطأة الحرب على قطاع غزة، وقد توقفت القنوات الثلاث الرئيسية التي كانت تغذي الاقتصاد الفلسطيني، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أغُلق الباب أمام نحو 200 ألف عامل فلسطيني، كانوا يعملون داخل إسرائيل، وحجزت الحكومة الإسرائيلية على جزء من أموال الضرائب الفلسطينية التي ترتبط بالبضائع التي تصل من خلال المعابر الاسرائيلية.
© Sputnik . Ajwad Jradatلا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
لا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradat
وبدت أسواق وشوراع مدن الضفة الغربية شبه فارغة، وسط حزن وفقر يخيم على الناس، وقال التاجر عبد الهمشري لوكالة "سبوتنيك":
"الأسواق فارغة، والوضع الإقتصادي شبه معدوم بسبب الحرب، وكما تشاهد أعداد المتسوقين قليلة جدًا قياسًا مع كل عام، حيث كانت الأسواق تعج بالناس، وهذا العيد يجتمع الحزن والفقر معاً على الفلسطينيين في الضفة الغربية، فلا يوجد مع الناس حتى 20 شيكل ( 5.5 دولار)، لشراء حلوى للأطفال".
اقتحامات لبلدات الضفة في عيد الفطر
وواصلت القوات الإسرائيلية الاقتحامات والمداهمات في مدن وبلدات الضفة الغربية في عيد الفطر، واقتحمت قرى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية واعتقلت عدة شبان، وفي محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، اقتحم الجيش الإسرائيلي بلدة بيت أمر شمالي الخليل، وداهم عدة أحياء، وسط مواجهات عنيفة مع المواطنين، وأطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع.
© Sputnik . Ajwad Jradatلا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
لا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradat
وفي بلدة برقة شرق رام الله، أصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي، وطفل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، في هجوم شنه مستوطنون يهود، وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها نقلت ثلاث إصابات بالرصاص الحي، بالإضافة إلى طفل (15 عاما) أصيب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الرأس.
وفي محافظة جنين شمال الضفة، شنت القوات الإسرائيلية حملة تمشيط وتفتيش واسعة بعد مداهمتها أحياء عدة قرى بالمحافظة، ونصبت حواجز عسكرية متنقلة، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
© Sputnik . Ajwad Jradatلا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
لا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، وحصاره للضفة الغربية منذ أكثر منذ 6 أشهر، وفي اليوم 187 للحرب على القطاع ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 33482، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وارتفعت الإصابات إلى 76049، فيما لا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
© Sputnik . Ajwad Jradatلا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
لا أجواء عيد في الضفة الغربية والمشهد القاتم في قطاع غزة يلقي بظلاله على الفلسطينيين
© Sputnik . Ajwad Jradat
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.