https://sarabic.ae/20240707/زيارة-المبعوث-الصيني-الخاص-للشرق-الأوسط-إلى-تونس-خطوة-جديدة-لتوطيد-العلاقات-1090561027.html
زيارة المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط إلى تونس.. خطوة جديدة لتوطيد العلاقات
زيارة المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط إلى تونس.. خطوة جديدة لتوطيد العلاقات
سبوتنيك عربي
يبدو أن مساعي التقارب بين الصين وتونس بدأت تأخذ مسارا عمليا، في ظل تواتر الزيارات والمحادثات بين مسؤولي البلدين، آخرها زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط... 07.07.2024, سبوتنيك عربي
2024-07-07T08:40+0000
2024-07-07T08:40+0000
2024-07-07T08:40+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
تونس
أخبار تونس اليوم
الصين
العالم
العالم العربي
أخبار العالم الآن
الأخبار
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067960009_0:67:1280:787_1920x0_80_0_0_6115b7a5b1c10640143ac4314291224e.jpg
واستقبل وزير الشؤون الخارجية التونسية نبيل عمار، الأسبوع الجاري، المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية "زاي جان" الذي يؤدي زيارة عمل إلى تونس، وفقا لبيان أصدرته الخارجية التونسية وتلقت "سبوتنيك" نسخة منه.وبحسب البيان، استعرض اللقاء عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك خاصة الزيارة الأخيرة للرئيس قيس سعيد إلى بكين، التي وصفها المسؤول الصيني بأنها "ناجحة على كل الأصعدة".ونوّه الجانبان بأهمية مشاركة تونس في القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي المزمع عقدها ببكين في بداية شهر سبتمبر/أيلول 2024.وشدد وزير الخارجية التونسي نبيل عمار على أهمية هذه القمة على مستوى الشراكة الثنائية ومتعددة الأطراف، وقدرتها على فتح فرص استثمار جديدة توفرها القارة الأفريقية، مؤكدًا أن "تونس ستشارك فيها على أعلى مستوى ممكن".ولم يخل اللقاء من التعرض إلى القضية الفلسطينية، والتأكيد على "أزلية الحق الفلسطيني، مهما طال أمد العدوان وجرائم الإبادة، إلى حين تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير وفي إقامة دولته كاملة السيادة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".استكمال للقاء بكينوفي تصريح لـ "سبوتنيك"، يرى الدبلوماسي والسفير الأسبق عبد الله العبيدي، أن زيارة المسؤول الصيني إلى تونس تأتي بدرجة أولى في إطار استكمال لقاء بكين الذي جمع الرئيس التونسي قيس سعيد بنظيره الصيني شي جين بينغ، في إطار الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.ويؤكد العبيدي أن "القمم واللقاءات بين رؤساء الدول والحكومات عادة ما تتمخض عن وعود وإعلان نوايا أو عن مذكرات تفاهم واتفاقات، وهذه الاتفاقات تتطلب عقد لقاءات مع الوزراء المعنيين والفنيين لتحويلها إلى إنجازات".وأوضح أن زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية إلى تونس تتنزل في هذا الإطار، واصفًا إياها بأنها زيارة "إنجاز وتدقيق وتباحث حول الجزئيات التي تحول دون تنفيذ المشاريع المتفق عليها على أرض الواقع".وكانت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى بكين بداية الشهر الماضي، قد تمخضت عن إبرام عدد من الاتفاقيات بين البلدين، أهمها توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني التي تتضمن منح هبة صينية لتونس تقدر بحوالي 100 مليون دينار لتنفيذ مشاريع كبرى وتمويلها في تونس، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم بشأن تعزيز التعاون الانمائي، ومذكرة تفاهم في مجال التنمية الخضراء ومنخفضة الانبعاثات الكربونية.وقال العبيدي: "الزيارات المتبادلة بين تونس والصين لا يمكن أن توصف بأنها ناجحة إلّا بتحول الأقوال إلى أفعال، وبتحويل الوعود إلى منجزات تخدم مصلحة الطرفين".واعتبر أن كلمة "ناجحة بكل المقاييس" التي اعتمدها المسؤول الصيني لوصف زيارة الرئيس قيس سعيد إلى بكين ليست سوى مجاملة سياسية في انتظار ترجمة مخرجاتها على أرض الواقع.ويتفق العبيدي مع وزير الخارجية التونسية على أهمية مشاركة تونس في القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، قائلا "هذه القمة ستكون بمثابة المحرار الذي سيحدد تموقع تونس في الكوكبة الجديدة التي هي بصدد التشكل، وهي أيضا فرصة لتونس لمزيد تشبيك علاقاتها وبناء علاقة تعاون أكثر متانة ومتابعة المسائل العالقة مع بعض البلدان".توجّه واضح نحو الشرقوتأتي زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية إلى تونس عقب زيارات مكثفة لمسؤولين من الشرق وأساسا الصين وروسيا إلى تونس، وهي زيارات متبادلة، آخرها زيارة الرئيس التونسي إلى بكين (أواخر مايو 2024)، وزيارة وزير الخارجية الصيني إلى تونس (يناير 2024)، وزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تونس ديسمبر/ كانون الأول 2023، وزيارة وزير الخارجية التونسية إلى موسكو سبتمبر 2023.ويرى العبيدي أن هذه الزيارات تعكس توجّها تونسيا واضحا نحو الشرق، مشيرا إلى أن بناء علاقات استراتيجية مع الشرق ليس مجرد "شكليات" كما يصفه البعض، مشددا على وجود نوايا واضحة من كلا الطرفين لتعميق هذه العلاقات.ولفت إلى أن المحدد الرئيسي لهذا الأمر هو المصالح التي يمكن أن تجنيها تونس وحتى الدول المعنية بالشراكة مستقبلا من هذا التوجه، مشددا على أن الخارطة الجيوستراتيجية بمختلف أبعادها الاقتصادية والتجارية والسياسية التي هي بصدد التشكل ستفرض كلمتها أيضا.وقال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب أسامة عويدات، في تعليق لـ "سبوتنيك"، إن المرحلة القادمة هي مرحلة القوى الصاعدة الجديدة في العالم.وأضاف: "من الطبيعي أن تنوّع تونس علاقاتها بما ينفعها، وهذا التنوع هو ما سيخلق لبلادنا فرصا جديدة تصب في مصلحة التنمية والاستثمار".ويرى عويدات أن زيارة المسؤول الصيني إلى تونس التي تأتي في أعقاب زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى بكين هي خطوة إيجابية جدا، معتبرا أن الذهاب نحو الشرق هو الذهاب نحو القوى الصاعدة الجديدة في العالم.وتابع: "العالم ليس الاتحاد الأوروبي فقط وليس فرنسا فقط التي لم نغنم منها شيئا، وحتى الاتفاقيات الدولية المبرمة معها لم تبنَ بعقلية رابح رابح وإنما بعقلية هم الرابحون ونحن الخاسرون".وقال عويدات إن تونس سبق وأن دفعت ثمنا باهظا لشراكاتها مع الغرب، خاصة على صعيد الطاقة البشرية والعقول التونسية وعلى مستوى المساس بالسيادة الوطنية، مشددا على أن تقاليد الشرق تقوم على مبدأ المصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد بعيدا عن الهيمنة الاستعمارية، وهو ما ينسجم مع الرؤية التونسية، وفقا لقوله.قمة صيينية أفريقية واعدةويعتقد عويدات أنه باتت أمام تونس فرصة واعدة لتعميق شراكاتها مع دول الشرق وحتى مع جيرانها من القارة الأفريقية.وأضاف: "باستثناء الدول العربية، لا تمتلك تونس سوى ثلاث سفارات في ثلاث دول أفريقية، ومن الضروري أن تعمل تونس على تحسين تمثيلها الدبلوماسي في العمق الأفريقي، خاصة وأن موقعها الجغرافي يخوّل لها أن تكون بوابة تعاون اقتصادي لأفريقيا".ويرى عويدات أن مشاركة تونس في القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في سبتمبر المقبل ستكون بمثابة الآلية التي ستمكّن تونس من تشبيك علاقاتها مع الصين ومع مختلف الدول الأفريقية من منطلق جغرافي وصولا إلى الأبعاد الاقتصادية والتجارية والثقافية.وبيّن القيادي بحزب البعث صهيب مريزيقي، في تعليق لـ"سبوتنيك"، أن الصين الشعبية تسعى بدورها إلى الاستفادة من تونس في إطار مساعيها إلى خلق سوق ترويجية لها في أفريقيا، مستفيدة من وزن تونس الجغرافي والإقليمي في القارة، باعتبارها البوابة الرابطة بين أفريقيا والصين والعالم.وأشار إلى أن هذه المساعي تفسّر اهتمام الصين بمشاركة تونس في مؤتمراتها الأفريقية على غرار الدعوة لقمة سبتمبر 2024.وأشار إلى أن زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية هي استمرار لسلسة الاتفاقيات والمشاورات التونسية الصينية خاصة، وأنها تأتي بعيد زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الصين مؤخرا وإبرامه لجملة من الاتفاقيات التعاونية المشتركة مع الصين.واختتم مريزيقي حديثه، قائلا إن "هذه المحادثات هي خطوة أخرى في اتجاه الانفتاح الاقتصادي وتنويع الشركاء والحلفاء الاقتصاديين الذي لا ينفي العلاقات الاقتصادية الكلاسيكية للدولة التونسية التي تستوجب تطويرها وفقا لمنطق السيادة الوطنية".
https://sarabic.ae/20240628/نواب-تونسيون-لـسبوتنيك-تصريحات-بوريل-عن-تقارب-بلادنا-مع-روسيا-والصين-وإيران-تعكس-نزعة-استعمارية-1090252464.html
https://sarabic.ae/20240528/الرئيس-التونسي-يزور-الصين-للمرة-الأولى-في-عهدته-فما-هي-أبعاد-هذه-الزيارة؟-1089296814.html
https://sarabic.ae/20240129/يشارك-فيها-27-رئيس-دولة-وحكومة-ما-الذي-تبحث-عنه-تونس-في-قمة-إيطاليا---أفريقيا-1085554007.html
https://sarabic.ae/20230824/شي-جين-بينغ-الصين-ستوسع-تعاونها-مع-أفريقيا-لدعم-تنمية-القارة-1080378126.html
تونس
أخبار تونس اليوم
الصين
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067960009_72:0:1209:853_1920x0_80_0_0_20e50b4fd03e7dc5b8c3f94320411866.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, أخبار تونس اليوم, الصين, العالم, العالم العربي, أخبار العالم الآن, الأخبار
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, أخبار تونس اليوم, الصين, العالم, العالم العربي, أخبار العالم الآن, الأخبار
زيارة المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط إلى تونس.. خطوة جديدة لتوطيد العلاقات
حصري
يبدو أن مساعي التقارب بين الصين وتونس بدأت تأخذ مسارا عمليا، في ظل تواتر الزيارات والمحادثات بين مسؤولي البلدين، آخرها زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين إلى تونس.
واستقبل وزير الشؤون الخارجية التونسية نبيل عمار، الأسبوع الجاري، المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية "زاي جان" الذي يؤدي زيارة عمل إلى تونس، وفقا لبيان أصدرته الخارجية التونسية وتلقت "سبوتنيك" نسخة منه.
وبحسب البيان، استعرض اللقاء عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك خاصة الزيارة الأخيرة
للرئيس قيس سعيد إلى بكين، التي وصفها المسؤول الصيني بأنها "ناجحة على كل الأصعدة".
ونوّه الجانبان بأهمية مشاركة تونس في القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي المزمع عقدها ببكين في بداية شهر سبتمبر/أيلول 2024.
وشدد وزير الخارجية التونسي نبيل عمار على أهمية هذه القمة على مستوى الشراكة الثنائية ومتعددة الأطراف،
وقدرتها على فتح فرص استثمار جديدة توفرها القارة الأفريقية، مؤكدًا أن "تونس ستشارك فيها على أعلى مستوى ممكن".
ولم يخل اللقاء من التعرض إلى القضية الفلسطينية، والتأكيد على "أزلية الحق الفلسطيني، مهما طال أمد العدوان وجرائم الإبادة، إلى حين تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير وفي إقامة دولته كاملة السيادة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
وفي تصريح لـ "سبوتنيك"، يرى الدبلوماسي والسفير الأسبق عبد الله العبيدي، أن زيارة المسؤول الصيني إلى تونس تأتي بدرجة أولى في إطار استكمال لقاء بكين الذي جمع الرئيس التونسي قيس سعيد بنظيره الصيني شي جين بينغ، في إطار الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.
ويؤكد العبيدي أن "القمم واللقاءات بين رؤساء الدول والحكومات عادة ما تتمخض عن وعود وإعلان نوايا أو عن مذكرات تفاهم واتفاقات، وهذه الاتفاقات تتطلب عقد لقاءات مع الوزراء المعنيين والفنيين لتحويلها إلى إنجازات".
وأوضح أن زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية إلى تونس تتنزل في هذا الإطار، واصفًا إياها بأنها زيارة "إنجاز وتدقيق وتباحث حول الجزئيات التي تحول دون تنفيذ المشاريع المتفق عليها على أرض الواقع".
وكانت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى بكين بداية الشهر الماضي، قد تمخضت عن إبرام عدد من الاتفاقيات بين البلدين، أهمها توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني التي تتضمن منح هبة صينية لتونس تقدر بحوالي 100 مليون دينار لتنفيذ مشاريع كبرى وتمويلها في تونس، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم بشأن تعزيز التعاون الانمائي، ومذكرة تفاهم في مجال التنمية الخضراء ومنخفضة الانبعاثات الكربونية.
وقال العبيدي: "الزيارات المتبادلة بين تونس والصين لا يمكن أن توصف بأنها ناجحة إلّا بتحول الأقوال إلى أفعال، وبتحويل الوعود إلى منجزات تخدم مصلحة الطرفين".
واعتبر أن كلمة "ناجحة بكل المقاييس" التي اعتمدها المسؤول الصيني لوصف زيارة الرئيس قيس سعيد إلى بكين ليست سوى مجاملة سياسية في انتظار ترجمة مخرجاتها على أرض الواقع.
ويتفق العبيدي مع وزير الخارجية التونسية على أهمية مشاركة تونس في القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، قائلا "هذه القمة ستكون بمثابة المحرار الذي سيحدد تموقع تونس في الكوكبة الجديدة التي هي بصدد التشكل، وهي أيضا فرصة لتونس لمزيد تشبيك علاقاتها وبناء علاقة تعاون أكثر متانة ومتابعة المسائل العالقة مع بعض البلدان".
وتأتي زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية إلى تونس عقب زيارات مكثفة لمسؤولين من الشرق وأساسا الصين وروسيا إلى تونس، وهي زيارات متبادلة، آخرها زيارة الرئيس التونسي إلى بكين (أواخر مايو 2024)، وزيارة وزير الخارجية الصيني إلى تونس (يناير 2024)، وزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تونس ديسمبر/ كانون الأول 2023، وزيارة وزير الخارجية التونسية إلى موسكو سبتمبر 2023.
ويرى العبيدي أن هذه الزيارات تعكس توجّها تونسيا واضحا نحو الشرق، مشيرا إلى أن بناء علاقات استراتيجية مع الشرق ليس مجرد "شكليات" كما يصفه البعض، مشددا على وجود نوايا واضحة من كلا الطرفين لتعميق هذه العلاقات.
ولفت إلى أن المحدد الرئيسي لهذا الأمر هو المصالح التي يمكن أن تجنيها تونس وحتى الدول المعنية بالشراكة مستقبلا من هذا التوجه، مشددا على أن
الخارطة الجيوستراتيجية بمختلف أبعادها الاقتصادية والتجارية والسياسية التي هي بصدد التشكل ستفرض كلمتها أيضا.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب أسامة عويدات، في تعليق لـ "سبوتنيك"، إن المرحلة القادمة هي مرحلة القوى الصاعدة الجديدة في العالم.
وأضاف: "من الطبيعي أن تنوّع تونس علاقاتها بما ينفعها، وهذا التنوع هو ما سيخلق لبلادنا فرصا جديدة تصب في مصلحة التنمية والاستثمار".
ويرى عويدات أن زيارة المسؤول الصيني إلى تونس التي تأتي في أعقاب زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى بكين هي خطوة إيجابية جدا، معتبرا أن الذهاب نحو الشرق هو الذهاب نحو القوى الصاعدة الجديدة في العالم.
وتابع: "العالم ليس الاتحاد الأوروبي فقط وليس فرنسا فقط التي لم نغنم منها شيئا، وحتى الاتفاقيات الدولية المبرمة معها لم تبنَ بعقلية رابح رابح وإنما بعقلية هم الرابحون ونحن الخاسرون".
وقال عويدات إن تونس سبق وأن دفعت ثمنا باهظا لشراكاتها مع الغرب، خاصة على صعيد الطاقة البشرية والعقول التونسية وعلى مستوى المساس بالسيادة الوطنية، مشددا على أن تقاليد الشرق تقوم على مبدأ المصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد بعيدا عن الهيمنة الاستعمارية، وهو ما ينسجم مع الرؤية التونسية، وفقا لقوله.
ويعتقد عويدات أنه باتت أمام تونس فرصة واعدة لتعميق شراكاتها مع دول الشرق وحتى مع جيرانها من القارة الأفريقية.
وأضاف: "باستثناء الدول العربية، لا تمتلك تونس سوى ثلاث سفارات في ثلاث دول أفريقية، ومن الضروري أن تعمل تونس على تحسين تمثيلها الدبلوماسي في العمق الأفريقي، خاصة وأن موقعها الجغرافي يخوّل لها أن تكون بوابة تعاون اقتصادي لأفريقيا".
ويرى عويدات أن مشاركة تونس في القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في سبتمبر المقبل ستكون بمثابة الآلية التي ستمكّن تونس من تشبيك علاقاتها مع الصين ومع مختلف الدول الأفريقية من منطلق جغرافي وصولا إلى الأبعاد الاقتصادية والتجارية والثقافية.
وبيّن القيادي بحزب البعث صهيب مريزيقي، في تعليق لـ"سبوتنيك"، أن الصين الشعبية تسعى بدورها إلى الاستفادة من تونس في إطار مساعيها إلى خلق سوق ترويجية لها في أفريقيا، مستفيدة من وزن تونس الجغرافي والإقليمي في القارة، باعتبارها البوابة الرابطة بين أفريقيا والصين والعالم.
وأشار إلى أن هذه المساعي تفسّر اهتمام الصين بمشاركة تونس في مؤتمراتها الأفريقية على غرار الدعوة لقمة سبتمبر 2024.
وأشار إلى أن زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط لجمهورية الصين الشعبية هي استمرار لسلسة الاتفاقيات والمشاورات التونسية الصينية خاصة، وأنها تأتي بعيد زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الصين مؤخرا وإبرامه لجملة من الاتفاقيات التعاونية المشتركة مع الصين.
واختتم مريزيقي حديثه، قائلا إن "هذه المحادثات هي خطوة أخرى في اتجاه الانفتاح الاقتصادي وتنويع الشركاء والحلفاء الاقتصاديين الذي لا ينفي العلاقات الاقتصادية الكلاسيكية للدولة التونسية التي تستوجب تطويرها وفقا لمنطق السيادة الوطنية".