https://sarabic.ae/20240724/الجعفري-العلاقة-بين-موسكو-ودمشق-عابرة-للزمان-والمكان-صور-1091095307.html
الجعفري: العلاقة بين موسكو ودمشق عابرة للزمان والمكان... صور وفيديو
الجعفري: العلاقة بين موسكو ودمشق عابرة للزمان والمكان... صور وفيديو
سبوتنيك عربي
أكد السفير السوري لدى روسيا الاتحادية، الدكتور بشار الجعفري، أن العلاقة بين روسيا وسوريا عابرة للزمان والمكان. 24.07.2024, سبوتنيك عربي
2024-07-24T14:42+0000
2024-07-24T14:42+0000
2024-07-24T15:01+0000
تقارير سبوتنيك
حصري
روسيا
أخبار سوريا اليوم
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/07/18/1091094803_4:0:1277:716_1920x0_80_0_0_a61da5aee49fd7a304d5dc2fa5b185dd.jpg
وفي الذكرى الـ80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قال الجعفري في حديث لـ"سبوتنيك": "احتفلنا بالأمس بهذه الذكرى، لكن تاريخياً، هي علاقة أعمق من ذلك بكثير وأقدم. علاقتنا مع روسيا، أكاد أجزم أن عمرها مئات السنوات. نحن نعرف العلاقة الروحية بين البلدين التي كانت سابقة للعلاقات السياسية والدبلوماسية، باعتبار أن المسيحية انطلقت من سوريا وانتشرت في أوروبا ومن ضمنها طبعاً روسيا، فأساس العلاقة روحية، لذلك في حديثنا مع كثير من الأصدقاء الروس عندما يتكلمون عن سوريا لا يستخدمون اسم سوريا بل يقولون الأراضي المقدسة. هم ينظرون لنا على أننا أرض مقدسة بالمعنى الروحي لأن العلاقة المتجذرة هي الروحية".وتابع: "هذه العلاقة تكرست وتجذرت في عهد الاتحاد السوفيتي ثم بلغت ذروتها في عهد الرئيسين بوتين والأسد، منذ العام 2000، وصولاً إلى مرحلة التحالف في مكافحة الإرهاب وسقوط الكثير من الشهداء الروس على الأرض السورية دفاعاً عن سوريا".وأوضح الجعفري أن "هناك مراحل لهذه العلاقة، إنما أستطيع أن أؤكد أن ما يميزها أنها في حالة صعود وارتقاء مستمرين، لم تعود إلى الوراء، لم تهبط إلى الأسفل، لم تتوقف، كانت دائماً في حالة صعود وارتقاء وتطور بما يعني ويؤشر ويسلط الأضواء على أن هذه العلاقة هي سابقة لمرحلتها ولمكانها بمعنى أنها علاقة أكبر من الوقت والزمن والمكان، هي علاقة عابرة للزمن والمكان على مدى عقود من الزمن وهذا طبعاً خلافاً لأي علاقات بين أي دولتين في العالم لأن بين أي دولتين في العالم حكماً تمر مراحل صعود وهبوط وثبات، إلا العلاقة الروسية السورية فمن هنا تأتي ميزة هذه العلاقة وأهمية الفعاليات التي أقمناها في موسكو وهي 3 فعاليات للاحتفال بهذه الذكرى بما يعكس الذي أتحدث عنه بالنسبة لهذه العلاقة".وخلال طاولة مستديرة نظمتها السفارة السورية لدى موسكو في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية، بمناسبة الذكرى الـ80 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قدم الجعفري هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، عبارة عن سيف دمشقي، كما قدم هدية تذكارية لعائلة مندوب روسيا السابق في الأمم المتحدة الراحل فيتالي تشوركين، حيث أكد الجعفري في حديث لـ"سبوتنيك"، على متانة العلاقة والصداقة العائلية، التي ربطت بينهما، قائلا:وأضاف الجعفري: "أذكر تماماً هذا الفيتو المزدوج بدون تحذير مسبق هرعت إلى السفيرين وتعانقنا نحن الثلاثة. كنت أعرف قبل ساعة أن هناك فيتو وأبلغت دمشق بذلك، قلت لهم أنه سيكون هناك فيتو مزدوج لأنني سألت قبل الجلسة وأعلموني، فنقلت المعلومة إلى العاصمة فوراً لكن أيضاً جمالية الحدث والنشوة الدبلوماسية بأنك لست وحدك في هذا العالم، عالم الضباع آنذاك وما زال للأسف، فمنذ تلك اللحظة الحقيقية تطورت العلاقة الشخصية حتى بيني وبين السفير تشوركين. بالمناسبة نحن كانت تجمعنا علاقة عائلية أيضاً، زوجتي تعرف زوجته وأولادي تعرفوا على أولاده ودائماً كنا نلتقي".وأشار السفير السوري لدى موسكو، بالقول: "في تصريحاتنا نقول أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي، لذلك يعني الإيمان المشترك بأحكام الميثاق وبمبادئ القانون الدولي جعلت سياساتنا وديبلوماسيتنا كلنا هذه الدول التي ذكرتها وهي أكثر من ذلك في الحقيقة تقوم على المبادئ، والمبادئ هي أخلاق فهذا الذي يجمع هذه الدول، يعني كما يقول المثل العربي رب أخ لك لم تلده أمك".وخلال الطاولة المستديرة التي أجريت لأول مرة منذ بدء الأزمة السورية وعقدت في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، ألقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، كلمة بالنيابة عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، أعرب فيها عن متانة العلاقة التاريخية التي تربط بين موسكو ودمشق، حيث قال: "إن التاريخ الغني لعلاقاتنا يوضح بشكل لا لبس فيه أن الاتحاد السوفييتي، ومن ثم الاتحاد الروسي، ملتزمين دائمًا بسيادة الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي. لقد كنا ومازلنا نثق أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه، دون أي تدخل خارجي، كما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الأمن الدولي، ونحن نلتزم باستمرار بهذا الموقف اليوم".وأضاف بوغدانوف: "من دواعي سرورنا أنه في المرحلة الحالية من تطور العلاقات الثنائية، تقوم موسكو ودمشق بتنسيق خطواتهما بشكل وثيق بشأن جميع القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال الدولي، وفي ظل الحقائق الجيوسياسية الصعبة في عصرنا، فإن هذا الدعم المتبادل له أهمية خاصة".وتابع بوغدانوف: "إنني على ثقة من أن اجتماعكم سيسهم أيضًا في تعزيز الصداقة والثقة بين شعبينا، ويسعدني أن يكون من بين المشاركين خبراء يبذلون جهدا كبيرا لتعزيز التعاون الروسي السوري، وكذلك التغلب على الأزمات التي تتعرض لها سوريا الصديقة، وليس لدي أدنى شك في أن المناقشات المقررة ستكون مثمرة. أتمنى لكم عملاً ناجحاً وكل التوفيق".وخلال الفعالية تم تكريم عدد من الخبراء العسكريين والضباط الروس، الذين ساهموا في مكافحة الإرهاب في سوريا، وكان لهم الفضل في نجاح العديد من العمليات القتالية.وفي تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، قال السفير الروسي السابق لدى سوريا، ألكسندر زوتوف، حول العلاقة بين موسكو ودمشق: "بالنظر إلى مستقبل العلاقات الروسية أرى آفاقًا جيدة جدًا. إذا تركت سوريا وحدها دون تدخل خارجي في سيادتها، فسوف يُسمح لها بالتطور بشكل فعال، لتصبح واحدة من أكثر الدول الواعدة في الشرق الأوسط".وأضاف: "من المؤسف بالنسبة لي أن أرى تلك البلدان التي عشت فيها لفترة طويلة، على سبيل المثال، سوريا، العراق، ليبيا، لبنان، وصلوا إلى طريق مسدود، وأنا بصراحة لا أستطيع أن أتخيل تطورهم السريع والإيجابي، لكن سوريا ربما تكون دولة مكتفية ذاتيا. نحن بحاجة إلى جذب الناس إلى احتمال بناء سوريا جديدة. نحن بحاجة إلى التحدث مع الناس، وفهم أنهم بحاجة إلى النجاة من هذه الصدمة. لقد ضاع جيل كامل من الناس، الذين لسوء الحظ، لم يتمكنوا من النشأة بشكل طبيعي كأي طفل، والدراسة والتحصيل العلمي ورأوا الدمار والدماء واللاجئين، وجميع أنواع الفظائع الوحشية من حولهم، وما إلى ذلك. لذلك، يبدو لي أنه من المهم جدًا رسم صورة للمستقبل".ورأى زوتوف أنه "ليست الحكومة وحدها يجب أن يقع على عاتقها تحقيق هذا الهدف، بل يجب على الشعب بأكمله أن يفهم أنه بحاجة إلى تجهيز قواته بشكل مشترك وتضافر جهوده، وبناء بعض العلاقات الجديدة ويحتاج إلى التواصل بين الحكومة والشعب، والرغبة في التعاون معا ومساعدة الجميع. وفي سوريا، يمكن لعملية التأسيس هذه أن تتطور بخطى حثيثة وسريعة جدا. يمكنك العمل هناك على مدار السنة. ويمكن لسوريا أن تصبح مورداً ممتازاً للقطن على سبيل المثال. علاوة على ذلك، هي ليست بحاجة لأسواق خارجية لبيعه، بل إنشاء مؤسسات صناعية للنسيج.وأردف قائلا: "يتمتع السوريون بأيدٍ عاملة ماهرة وتقاليد قديمة في إنتاج الحرف اليدوية. إن سوريا تمتلك ما يكفيها من النفط والغاز، ما لم يسرقه الغرباء، مثل الأمريكيين. سوريا هي طريق مباشر إلى العراق وإلى الخليج الفارسي. سوريا تنتج بشكل جيد بالخضار والفواكه وأي شيء آخر. نأمل أن تنضج هذه الظروف أخيرًا. سنكون سعداء جدًا بتقديم المساعدة بأي طريقة ممكنة. ولكن، بالطبع، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. يبدو لي أن الشيء الأكثر أهمية هو شحن الناس بالطاقة وإنشاء علاقة قوية بين السلطة والشعب وبين أفراد المجتمع مع بعضهم حتى يتمكنوا من رؤية المستقبل والآفاق".
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/07/18/1091094803_163:0:1118:716_1920x0_80_0_0_9da2f581df75584f31105928847a9444.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
تقارير سبوتنيك, حصري, روسيا, أخبار سوريا اليوم
تقارير سبوتنيك, حصري, روسيا, أخبار سوريا اليوم
الجعفري: العلاقة بين موسكو ودمشق عابرة للزمان والمكان... صور وفيديو
14:42 GMT 24.07.2024 (تم التحديث: 15:01 GMT 24.07.2024) حصري
أكد السفير السوري لدى روسيا الاتحادية، الدكتور بشار الجعفري، أن العلاقة بين روسيا وسوريا عابرة للزمان والمكان.
وفي الذكرى الـ80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قال الجعفري في حديث لـ"سبوتنيك": "احتفلنا بالأمس بهذه الذكرى، لكن تاريخياً، هي علاقة أعمق من ذلك بكثير وأقدم. علاقتنا مع روسيا، أكاد أجزم أن عمرها مئات السنوات. نحن نعرف العلاقة الروحية بين البلدين التي كانت سابقة للعلاقات السياسية والدبلوماسية، باعتبار أن المسيحية انطلقت من سوريا وانتشرت في أوروبا ومن ضمنها طبعاً روسيا، فأساس العلاقة روحية، لذلك في حديثنا مع كثير من الأصدقاء الروس عندما يتكلمون عن سوريا لا يستخدمون اسم سوريا بل يقولون الأراضي المقدسة. هم ينظرون لنا على أننا أرض مقدسة بالمعنى الروحي لأن العلاقة المتجذرة هي الروحية".
وأضاف الجعفري: "العلاقة فعلاً عمرها 80 سنة لكن بالمعنى السياسي العلاقة سابقة لذلك، مثلاً منذ أيام روسيا القيصرية، وزير الخارجية الروسي آنذاك سيزونوف، هو الذي كشف اتفاقات "سايكس بيكو" الاستعمارية بين فرنسا وبريطانيا لتقاسم المنطقة العربية بعد انهيار الدول العثمانية، وهذا يعني أنه حتى في زمن روسيا القيصرية كان هناك تعاطف مع شعبنا وقضايانا وطموحاتنا نحو الاستقلال والسيادة وتحقيق الذات وتقرير المصير".
وتابع: "هذه العلاقة تكرست وتجذرت في عهد الاتحاد السوفيتي ثم بلغت ذروتها في عهد الرئيسين بوتين والأسد، منذ العام 2000، وصولاً إلى مرحلة التحالف في مكافحة الإرهاب وسقوط الكثير من الشهداء الروس على الأرض السورية دفاعاً عن سوريا".
وأوضح الجعفري أن "هناك مراحل لهذه العلاقة، إنما أستطيع أن أؤكد أن ما يميزها أنها في حالة صعود وارتقاء مستمرين، لم تعود إلى الوراء، لم تهبط إلى الأسفل، لم تتوقف، كانت دائماً في حالة صعود وارتقاء وتطور بما يعني ويؤشر ويسلط الأضواء على أن هذه العلاقة هي سابقة لمرحلتها ولمكانها بمعنى أنها علاقة أكبر من الوقت والزمن والمكان، هي علاقة عابرة للزمن والمكان على مدى عقود من الزمن وهذا طبعاً خلافاً لأي علاقات بين أي دولتين في العالم لأن بين أي دولتين في العالم حكماً تمر مراحل صعود وهبوط وثبات، إلا العلاقة الروسية السورية فمن هنا تأتي ميزة هذه العلاقة وأهمية الفعاليات التي أقمناها في موسكو وهي 3 فعاليات للاحتفال بهذه الذكرى بما يعكس الذي أتحدث عنه بالنسبة لهذه العلاقة".
وخلال طاولة مستديرة نظمتها السفارة السورية لدى موسكو في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية، بمناسبة الذكرى الـ80 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قدم الجعفري هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، عبارة عن سيف دمشقي، كما قدم هدية تذكارية لعائلة مندوب روسيا السابق في الأمم المتحدة الراحل فيتالي تشوركين، حيث أكد الجعفري في حديث لـ"سبوتنيك"، على متانة العلاقة والصداقة العائلية، التي ربطت بينهما، قائلا:
كنا صديقين قريبين من بعضنا البعض، رحمه الله، عملنا معاً لسنوات قبل الأزمة وبعد وخلال الأزمة تقريباً، ثمان سنوات، أذكر بشكل لا أنساه الفيتو الأول الذي استخدمه فيتالي تشوركين، باسم بلاده طبعاً، في مجلس الأمن في العام 2011، ضد مشروع قرار غربي آنذاك للإساءة لسيادة سوريا واستقلاليتها بعد ما جرى لليبيا. أرادوا أن يكرروا ذلك في سوريا فوقف الاتحاد الروسي والصين في وجه هذا التآمر وأوقفاه بفيتو مزدوج. الفيتو الأول كان مزدوجا روسيا وصينيا، وسقط كالصاعقة على رؤوس الغربيين لأنهم لم يتوقعوا ذلك. توقعوا أن يكرروا بسوريا ما فعلوه في ليبيا، لأن روسيا والصين امتنعتا آنذاك عن استخدام الفيتو في الحالة الليبية ولذلك فكر الغربيون أن سيناريو ليبيا سيتكرر فيه لكن خسئوا والحمد لله".
وأضاف الجعفري: "أذكر تماماً هذا الفيتو المزدوج بدون تحذير مسبق هرعت إلى السفيرين وتعانقنا نحن الثلاثة. كنت أعرف قبل ساعة أن هناك فيتو وأبلغت دمشق بذلك، قلت لهم أنه سيكون هناك فيتو مزدوج لأنني سألت قبل الجلسة وأعلموني، فنقلت المعلومة إلى العاصمة فوراً لكن أيضاً جمالية الحدث والنشوة الدبلوماسية بأنك لست وحدك في هذا العالم، عالم الضباع آنذاك وما زال للأسف، فمنذ تلك اللحظة الحقيقية تطورت العلاقة الشخصية حتى بيني وبين السفير تشوركين. بالمناسبة نحن كانت تجمعنا علاقة عائلية أيضاً، زوجتي تعرف زوجته وأولادي تعرفوا على أولاده ودائماً كنا نلتقي".
وتابع: "أردت من خلال هذه الاحتفالية أن نرسل أيضاً تحية لروحه من خلال زوجته وابنه بأننا ما زلنا نفكر به وبما فعل. نحن أصدقاء وهناك شيء يميز العلاقة الروسية مع سوريا، وبعض الدول الأخرى القليلة في العالم. نحن وروسيا وفنزويلا وإيران وكوبا وبوليفيا، مثلاً، وجنوب أفريقيا، أرجو أن لا أكون نسيت أحدا، وبعض الدول الأخرى بيلاروسيا، ما زلنا نتعامل بالسياسة والدبلوماسية على أساس المبادئ وهي عملة نادرة، يعني أنت حالياً عندما تتحدث بالمبادئ السياسية يتساءل الناس إن كنت عاقلا. ما زلنا نؤمن بأن هناك مبادئ في السياسة والديبلوماسية".
وأشار السفير السوري لدى موسكو، بالقول: "في تصريحاتنا نقول أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي، لذلك يعني الإيمان المشترك بأحكام الميثاق وبمبادئ القانون الدولي جعلت سياساتنا وديبلوماسيتنا كلنا هذه الدول التي ذكرتها وهي أكثر من ذلك في الحقيقة تقوم على المبادئ، والمبادئ هي أخلاق فهذا الذي يجمع هذه الدول، يعني كما يقول المثل العربي رب أخ لك لم تلده أمك".
وخلال الطاولة المستديرة التي أجريت لأول مرة منذ بدء الأزمة السورية وعقدت في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، ألقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، كلمة بالنيابة عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، أعرب فيها عن متانة العلاقة التاريخية التي تربط بين موسكو ودمشق، حيث قال: "إن التاريخ الغني لعلاقاتنا يوضح بشكل لا لبس فيه أن الاتحاد السوفييتي، ومن ثم الاتحاد الروسي، ملتزمين دائمًا بسيادة الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي. لقد كنا ومازلنا نثق أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه، دون أي تدخل خارجي، كما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الأمن الدولي، ونحن نلتزم باستمرار بهذا الموقف اليوم".
وأضاف بوغدانوف: "من دواعي سرورنا أنه في المرحلة الحالية من تطور العلاقات الثنائية، تقوم موسكو ودمشق بتنسيق خطواتهما بشكل وثيق بشأن جميع القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال الدولي، وفي ظل الحقائق الجيوسياسية الصعبة في عصرنا، فإن هذا الدعم المتبادل له أهمية خاصة".
وتابع بوغدانوف: "إنني على ثقة من أن اجتماعكم سيسهم أيضًا في تعزيز الصداقة والثقة بين شعبينا، ويسعدني أن يكون من بين المشاركين خبراء يبذلون جهدا كبيرا لتعزيز التعاون الروسي السوري، وكذلك التغلب على الأزمات التي تتعرض لها سوريا الصديقة، وليس لدي أدنى شك في أن المناقشات المقررة ستكون مثمرة. أتمنى لكم عملاً ناجحاً وكل التوفيق".
وخلال الفعالية تم تكريم عدد من الخبراء العسكريين والضباط الروس، الذين ساهموا في مكافحة الإرهاب في سوريا، وكان لهم الفضل في نجاح العديد من العمليات القتالية.
وفي تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، قال السفير الروسي السابق لدى سوريا، ألكسندر زوتوف، حول العلاقة بين موسكو ودمشق: "بالنظر إلى مستقبل العلاقات الروسية أرى آفاقًا جيدة جدًا. إذا تركت سوريا وحدها دون تدخل خارجي في سيادتها، فسوف يُسمح لها بالتطور بشكل فعال، لتصبح واحدة من أكثر الدول الواعدة في الشرق الأوسط".
وأضاف: "من المؤسف بالنسبة لي أن أرى تلك البلدان التي عشت فيها لفترة طويلة، على سبيل المثال، سوريا، العراق، ليبيا، لبنان، وصلوا إلى طريق مسدود، وأنا بصراحة لا أستطيع أن أتخيل تطورهم السريع والإيجابي، لكن سوريا ربما تكون دولة مكتفية ذاتيا. نحن بحاجة إلى جذب الناس إلى احتمال بناء سوريا جديدة. نحن بحاجة إلى التحدث مع الناس، وفهم أنهم بحاجة إلى النجاة من هذه الصدمة. لقد ضاع جيل كامل من الناس، الذين لسوء الحظ، لم يتمكنوا من النشأة بشكل طبيعي كأي طفل، والدراسة والتحصيل العلمي ورأوا الدمار والدماء واللاجئين، وجميع أنواع الفظائع الوحشية من حولهم، وما إلى ذلك. لذلك، يبدو لي أنه من المهم جدًا رسم صورة للمستقبل".
ورأى زوتوف أنه "ليست الحكومة وحدها يجب أن يقع على عاتقها تحقيق هذا الهدف، بل يجب على الشعب بأكمله أن يفهم أنه بحاجة إلى تجهيز قواته بشكل مشترك وتضافر جهوده، وبناء بعض العلاقات الجديدة ويحتاج إلى التواصل بين الحكومة والشعب، والرغبة في التعاون معا ومساعدة الجميع. وفي سوريا، يمكن لعملية التأسيس هذه أن تتطور بخطى حثيثة وسريعة جدا. يمكنك العمل هناك على مدار السنة. ويمكن لسوريا أن تصبح مورداً ممتازاً للقطن على سبيل المثال. علاوة على ذلك، هي ليست بحاجة لأسواق خارجية لبيعه، بل إنشاء مؤسسات صناعية للنسيج.
وأردف قائلا: "يتمتع السوريون بأيدٍ عاملة ماهرة وتقاليد قديمة في إنتاج الحرف اليدوية. إن سوريا تمتلك ما يكفيها من النفط والغاز، ما لم يسرقه الغرباء، مثل الأمريكيين. سوريا هي طريق مباشر إلى العراق وإلى الخليج الفارسي. سوريا تنتج بشكل جيد بالخضار والفواكه وأي شيء آخر. نأمل أن تنضج هذه الظروف أخيرًا. سنكون سعداء جدًا بتقديم المساعدة بأي طريقة ممكنة. ولكن، بالطبع، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. يبدو لي أن الشيء الأكثر أهمية هو شحن الناس بالطاقة وإنشاء علاقة قوية بين السلطة والشعب وبين أفراد المجتمع مع بعضهم حتى يتمكنوا من رؤية المستقبل والآفاق".