"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة... فيديو
12:29 GMT 11.08.2024 (تم التحديث: 08:50 GMT 12.08.2024)
© Sputnik . Ajwad Jradat"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي، وسط شح المساعدات الإنسانية، التي تصل إلى شمال القطاع، حيث تتفاقم أزمة الجوع مهددة حياة السكان، وهذه الظروف أدت زيادة معاناة السكان بدرجات متقدمة من المجاعة تصل إلى درجة "كارثية"، الأمر الذي أكده تقرير بحثي أصدره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
ويحاول سكان شمال القطاع البحث عن سبل النجاة في ظل كارثة إنسانية مستمرة هناك، بسبب نقص الإمدادات الأساسية من طعام وماء، واستمرار النزوح القسري، ما يفاقم الوضع الإنساني المتردي، إذ بات مألوفًا مشهد الصغار وهم يقفون في طوابير طويلة حاملين "الحِلل" (الأواني) علهم يحصلون على القليل من حساء العدس أو الأرز بالصلصة أو المكرونة أو غيرها مما يتوفر في "التكايا" الخيرية شمال القطاع.
"تكية جباليا"
وفي ظل المجاعة التي تنتشر في شمال قطاع غزة، يجد السكان "تكية مخيم جباليا" ملاذهم في الصمود في ظل شح المساعدات الإنسانية، ويباشر القائمون على التكية تحضير وجبة طعام واحدة كل يوم، توزع على المواطنين الذين يصطفون لمدة طويلة للحصول على بعض الطعام.
© Sputnik . Ajwad Jradat"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول المتطوع في "تكتة جباليا" محمود عزام، لوكالة "سبوتنيك": "نحن في مخيم جباليا المدمر، نحاول مساعدة الأهالي من أجل الصمود، فهذه التكية تقدم كل يوم وجبة طعام واحدة، وهي سبب قوي لبقاء الناس هنا في مواجهة النزوح نحو الجنوب".
وتشتد الأوضاع الحياتية صعوبة في مناطق شمال قطاع غزة بفعل استمرار المجاعة ومنع إدخال أي من أنواع الطعام، وتضطر الحاجة فتحية إبراهيم، للقدوم من بيت حانون إلى مخيم جباليا، للحصول على وجبة طعام لعائلتها.
وتقول الحاجة فتحية لـ"سبوتنيك":"عمري 70 سنة، وأحضر إلى هنا من بيت حانون، ثلاثة أيام في الأسبوع للحصول على وجبة طعام، فلا يوجد من يأتي غيري، فزوجي مُقعد وأولادي قُتلوا، ونعاني من الجوع المستمر، فمنذ أكثر من 3 أشهر ونصف لم تدخل أي أصناف من الخضار أو الفواكه أو اللحوم إلى مناطق شمال القطاع، وما نحصل عليه من طعام هو العدس أو المعكرونة، ولا يوجد ماء ولا دواء، وقد هُدم بيتي وأعيش مع عائلتي في خيمة بجانب البيت المهدوم، وكل يوم أقطع مسافة كبيرة للوصول إلى التكية، وأتمنى أن تتوقف الحرب".
© Sputnik . Ajwad Jradat"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتبدو مظاهر الجوع الشديد واضحة في ملامح ووجوه وأجساد النازحين الذين يتزاحمون أمام "تكية مخيم جباليا" شمالي قطاع غزة، للحصول على وجبات طعام ساخنة مجانا، وكل فرد من النازحين الذين اصطفوا أمام التكية يحمل طبقا بلاستيكيا أو معدنيا بانتظار دوره في الحصول على طعام من القدور الساخنة لسد رمق عائلاتهم التي أنهكها الجوع.
وتعاني "تكية جباليا" من شح المواد الغذائية، لذلك يضطر القائمون عليها تقليص الحصص اليومية من الطعام، وقد كانت في السابق تقدم الوجبات لآلاف الأشخاص يوميا، لكنها باتت تعد وجبات تكفي لعشرات الأشخاص فقط، ما يفاقم كارثة الجوع في شمالي القطاع.
ويقول الشاب المتطوع فادي عبد الله، لوكالة "سبوتنيك":"نواجه معوقات كثيرة في هذه النكبة، ومنها الغلاء في الأسعار على جميع المواد الغذائية، والنقص الشديد في المواد التموينية، والمجاعة المنتشرة في شمال القطاع والتي تتسع مع مرور الوقت".
© Sputnik . Ajwad Jradat"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف عبد الله: "المواطنون يعتمدون على النكبة بشكل أساسي، ولكننا لا نستطيع أن نقدم يوميا سوى وجبة واحدة، ولا نستطيع تأمين وجبات غذائية للجميع، وهذا يفاقم أزمة الجوع الكارثي، الذي يصيب شمال القطاع".
ويقول المواطن صابر السكني، مشتكيا من غلاء الأسعار في شمال غزة: "كيلو الخيار 50 شيكل (15 دولارا)، وقد كان من قبل 5 شيكل، (1.5 دولار)، والبندورة أو البطاطا، سعر الكيلو الواحد يصل إلى 200 شيكل (52 دولارا)، ولا نستطيع أن نشتري بهذه الأسعار، لذلك التكية هي ملاذ الفقراء، ونحن على هذه الحالة منذ 10 أشهر".
وحذّر تقرير دولي مدعوم من الأمم المتحدة من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة في ظل استمرار الصراع والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، وقال تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يشارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية، إن "نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، متوقعًا استمرار هذا الوضع، حتى أيلول/سبتمبر 2024.
وذكر التقرير أن "كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة)، وبأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة".
© Sputnik . Ajwad Jradat"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
"تكية جباليا" ملاذ الغزيين شمال القطاع في مواجهة المجاعة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، إن "إسرائيل أخرجت أكثر من 75% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة، إما بعزلها تمهيدا لفرض مناطق أمنية بالقوة على نحو غير قانوني أو تدميرها وتجريفها"، وأوضح "المرصد الأورومتوسطي" أن "الجيش الإسرائيلي يتعمّد تدمير السلة الغذائية من الخضروات والفواكه واللحوم، بالإضافة إلى تدميره لكل مقومات الإنتاج الغذائي المحلي الأخرى".
وتعاني جمعيات الإغاثة في قطاع غزة، من الإجراءات الإسرائيلية المرهقة لاستيراد المساعدات الإنسانية، وبات التوزيع في معظم أنحاء غزة، وخاصة الشمال، شبه مستحيل عمليا بسبب القيود الإسرائيلية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ310 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 39,790 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة91,702 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا، في 7 أكتوبر الماضي.