فنان تونسي يحول حطام السفن إلى لوحات فنية تحاكي معاناة سكان غزة.. صور
© Sputnik . Mariam.Gadera
تابعنا عبر
حصري
عمارات سوّيت بالأرض، ومدنيون حوّلت آلة الحرب الإسرائيلية أجسادهم إلى شظايا، ومساجد باتت حطاما، وحيوانات لم يبقَ منها سوى هياكلها العظمية، هي بعض من المشاهد التي ألفها الشعب الفلسطيني في الحرب الضارية، التي لحقت بقطاع غزة، جمعها الفنان الأيكولوجي التونسي علي الغربي، في لوحة فنية تحاكي معاناة سكان قطاع غزة.
علي الغربي هو واحد من مئات الفنانين في العالم، الذين حرّكهم وجع القضية الفلسطينية والمآسي، التي يرزح تحتها الغزاويون منذ أكثر من سنة على بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، فجعلوا من فنهم وسيلة للدفاع عن الحق الإنساني.
من أجل غزة
من بقايا الخشب الذي يلفظه البحر، يشكّل الفنان الايكولوجي التونسي علي الغربي (45 عاما)، من منطقة قليبية شمال شرق البلاد التونسية لوحات فنية وتحفا استطاع أن يعطيها روحا وملمسا خاصا بها.
بدأت أعمال علي الغربي تشتهر شيئا فشيئا بفضل البصمة التونسية التي تطبع على لوحاته الفنية، وهو ما قاده إلى تطوير أعماله التي باتت تلامس الإبداع.
ومع تطور الوضع في قطاع غزة واتساع رقعة الحرب والدمار الذي عصف بأغلب المناطق الفلسطينية، اختار الغربي أن يترجم واقع الفلسطينيين في غزة إلى لوحات فنية تجسّ ما يعيشونه اليوم من قتل وتهجير وجوع، مستخدما قطع الخشب.
1/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
2/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
3/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
4/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
5/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
6/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
7/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
8/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
9/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
10/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
11/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
12/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
1/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
2/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
3/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
4/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
5/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
6/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
7/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
8/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
9/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
10/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
11/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
12/12
© Sputnik . Mariam.Gadera
فنان تونسي يحوّل حطام السفن إلى لوحات فنية تُحاكي معاناة سكان غزة
يقول الفنان التونسي، لـ"سبوتنيك"، إنه يتابع حجم الدمار الذي يعصف بقطاع غزة وبسكانها العزل، مشيرًا إلى أن مشاهد الدمار والقتل والتهجير حفّزته لإنجاز عمل يوثّق هول المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون.
وحدثنا علي الغربي وهو أستاذ في التدريب المهني قائلا: "لم تكن هذه المحاكاة بالأمر الهيّن، إذ لا يوجد أي عمل يمكن أن ينقل حقيقة الوضع في قطاع غزة وحجم المأساة التي سببتها آلة الحرب الإسرائيلية".
ينتقي الغربي الألواح الخشبية بعناية ويختار منها ما يشبه شكل منازل الفلسطينيين المهدمة، ويجمع بقايا الكائنات البحرية التي تلفظها أمواج البحر ليحاكي بها مشاهد جثث أهالي غزة.
يسعى الفنان الأيكولوجي علي الغربي إلى إحياء ذكرى الشهداء في غزة، ويقول إن الغاية من استحضارهم في لوحاته الفنية هي تخليدهم في ذاكرة العالم.
يقول الغربي إن صدى الأعمال الفنية قد يكون أحيانا أقوى من الكلمة، مضيفا: "الفن هو نوع من المقاومة له تاريخه في النضال من أجل التحرير وفي إسناد حق الشعوب في تقرير مصيرها".
ويؤكد الغربي أن هذه الأعمال تزعج إسرائيل لأنها تعتمد على التوثيق وتتوارثها الأجيال القادمة، مشيرا إلى أنه يتعرض إلى حملات إلكترونية تستهدف حسابه الذي حوّله إلى معرض مفتوح للعموم.
"خشب البحر عماد لوحاتي"
يحدثنا علي الغربي فيقول: "إن قطع الخشب التي تلفظها أمواج البحر هي أساس نجاح أعماله". ويعمد الفنان إلى التقاط الأخشاب ونشرها على الشاطئ حتى تجف تحت أشعة الشمس.
يضيف: "بهذه الطريقة تصبح قطع الخشب أشد صلابة وصمودا تماما مثل الشعب الفلسطيني الذي يزداد صمودا كلما اشتدت الحرب وتصاعد حجم الدمار على أرضه".
يجمع الغربي هذه الألواح الخشبية من شظايا الأشجار التي تنقلها الأودية ومن بقايا السفن التي تحملها الأمواج إلى شاطئ البحر. ويستعين في أحيان أخرى بما يتركه النجارون من أثاث.
ويحرص الفنان التونسي على ترك بصمته الخاصة في لوحاته التي تحاكي الموروث المعماري التقليدي التونسي والذي يغلب عليه اللونان الأبيض والأزرق.
ويشير الغربي إلى أن مادة الخشب المستخرجة من البحر ساعدته على إنجاز لوحات تشكيلية تجسد العديد من المدن السياحية التونسية كمدينة الحمامات، وبنزرت وسيدي بوسعيد، وجزيرة قرقنة وجربة ومنطقتي شنني والدويرات المعروفتان بالقصور الصحراوية الضاربة في القدم.
بدأت اللوحات الفنية التي ينجزها علي الغربي تحظى بنسبة كبيرة من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يقول: "كلما قمت بتنزيل لوحة فنية على صفحتي الرسمية على منصة فيسبوك كلما تهاطلت الطلبات لشرائها".
شغف منذ الصغر
ينقل الغربي لـ "سبوتنيك" مشاهد من طفولته حيث كان يتيه بين أزقة المدينة العتيقة وهو يلتقط صور الأبواب الملونة والجدران التي تحاكي زمنا مضى ولا يزال راسخا في ذاكرة التونسيين.
وقال إنه يحرص على إحياء هذا الماضي من خلال تجميع أرشيف من الصور الجميلة للمدينة العتيقة بالعاصمة وكل الأماكن التي تحمل دلالات تاريخية.
ويضيف الغربي أن حبّه لكل ما هو عتيق غذّى فيه حب الاطلاع على تاريخ بلاده والتعرّف عن قرب إلى معالمها الأثرية وفهم رمزية الألوان والتصاميم التي تتميز بها كل مدينة.
بدأ الغربي مشواره الفني بتحويل الخشب إلى ألعاب ومراجيح للأطفال مستخدما المواد المستعملة، حتى استرعت انتباهه كميات الخشب الهائلة التي تلفظها أمواج البحر على امتداد مساحات واسعة من شواطئ مدينته، التي باتت لاحقا عمود أعماله الفنية.
وتابع: "العيش بين أحضان الغابة والبحر جعلني أتشبث بالفن وأزداد تعلقا بكل ما هو قديم وطبيعي، فحوّلت صور الأماكن العتيقة التي التقطتها حين كنت طالبا في عمر الـ 18 إلى لوحات أساسها الخشب".
ويأمل علي الغربي أن يحظى معرضه الذي يستعد لتدشينه في مدينة قليبية بإعجاب العديد من المتابعين وأن تحلّق أعماله في الفضاء الوطني والعالمي، وأن تتحوّل لوحاته إلى سفيرة للسياحة التونسية.
