كاتب مسلسل "معاوية".. الصحفي المصري خالد صلاح يخرج عن صمته إزاء الانتقادات
10:27 GMT 03.03.2025 (تم التحديث: 05:57 GMT 10.03.2025)
مبنى شبكة قنوات "إم بي سي" في مدينة دبي للإعلام، الإمارات العربية المتحدة
© AP Photo / Kamran Jebreili
تابعنا عبر
تسبب المسلسل التلفزيوني عن الصحابي معاوية بن أبي سفيان، في جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان عن عرضه في شهر رمضان على شبكة "إم بي سي" السعودية، بل ومطالبات بمنع عرضه.
ويتناول المسلسل "عهدا اختلف حوله المؤرخون، وامبراطورية امتدت من الشرق إلى الغرب، وحكما جمع بين الدهاء والقوة، وملحمة سياسية كتبت تاريخا لا ينسى، ويلخص شخصية معاوية، من كاتب للوحي إلى أول ملوك الإسلام"، وفق صناعه.
ويعرض مسلسل "معاوية" في موسم دراما رمضان 2025، بعد أن تأجل عرضه لمدة عامين، بسبب حساسية الحقبة التي يتناولها من التاريخ الإسلامي.
وشهد المسلسل عوائق عدة، منها اعتذار المخرج طارق العريان، عن عدم استكمال تصويره، وإسناد مهمة إخراجه إلى أحمد مدحت، فضلا عن إجراء تعديلات على نصه.
ويجسد شخصية "معاوية" في المسلسل، الممثل السوري لجين إسماعيل، فيما يلعب الممثل الأردني إياد نصار دور، علي بن أبي طالب.
بعد انتشار الاعلان الاول مسلسل معاوية الذي لاقى رواجا كبيرا...
— Sherlock 🦑🩺 (@DrAbdullah2_) February 28, 2025
شركة mbc تنشر اعلان جديد لـ مسلسل معاوية يؤكد لنا انه سينقل الكثير مما حدث في السيرة بكل شفافية، مثل ما حصل للخليفة عثمان، من حصار بيته من قبل الخوارج، ثم الدخول والغدر به!
اضافة الى اعتلاء معاوية لمُلك العرب pic.twitter.com/2LwUdw608X
وأكد عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، الدكتور عبد الفتاح عبد الغني العواري، عضو هيئة كبار العلماء، أن "تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان، الذي كان أحد كتاب الوحي، يعد أمرا مرفوض دينيا"، لافتًا إلى أن "الصحابة لا يجوز تجسيدهم بأي حال من الأحوال في الأعمال الدرامية".
وتابع في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، أن "الخلافات التاريخية حول الحكم والخلافة شأن إلهي لا يجب تحويله إلى عمل درامي يخضع للتفسيرات المتباينة"، متسائلًا عن الخطوة التالية للممثلين بعد هذا مسلسل "معاوية"، قائلا: "ماذا سيقدمون بعد ذلك؟ بالتأكيد تجسيد شخصيات وأعمال أخرى تخالف الشريعة الإسلامية".
كما أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، منع بث مسلسل "معاوية" ضمن قناة "إم بي سي العراق".
وقالت الهيئة العراقية إن "قرار المنع يستند إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها بموجب الأمر التشريعي 65 لسنة 2004، النافذ، والتزاما بمسؤوليتها في تنظيم قطاع الإعلام وضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق"، وفقا لوكالة الأنباء العراقية (واع).
وأكدت أن "بث أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية، مما يهدد السلم المجتمعي ويؤثر على النسيج الاجتماعي، خاصة خلال شهر رمضان".
وأمام ذلك السجال الدائر، خرج كاتب مسلسل "معاوية"، المصري خالد صلاح، لتوضيح الهدف من إنتاج العمل الدرامي المثير للجدل.
وكتب في منشور عبر منصة "فيسبوك" (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة): "حين بدأنا هذا المشروع مع "إم بي سي ستوديوز"، لم تكن غايتنا أن نصوغ حكاية تُضاف إلى سجل الروايات المتضاربة، ولم يكن قصدنا أن ننتصر لرؤية على أخرى، أردنا أن نقترب من معاوية، لا كخليفة نقش اسمه على دواوين الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال لا يهدأ، وأجبرته الحياة على أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه".
وتناول الكاتب خالد صلاح، السياق الذي يتم من خلاله عرض شخصية معاوية بن أبي سفيان في المسلسل، من خلال نقاط عدة منها: "لم يكن معاوية رجل سيف كخالد بن الوليد، ولا ناسكا زاهدا كعلي بن أبي طالب، ولا قارئا حافظا كعبد الله بن مسعود، ولا أقرب للنبي مثل حذيفة بن اليمان أو عمار بن ياسر، لكنه كان رجل التدبّر الطويل والانتظار الصامت، من طفولته، أدرك أن الانتصارات ليست كلها في ساحات القتال، وأن الحرب ليست دائمًا حلًا، بل أحيانًا تكون الحرب هي المصيدة التي يقع فيها المتعجلون. تعلم أن النصر الحقيقي هو أن تصمد حين يسقط الآخرون، وأن تدير المعركة بالعقل لا بالغضب".
كما تحدث الكاتب عن "مرارة الفقد"، التي عاشها معاوية بن أبي سفيان، لزوجته الأولى، وأخيه، وخيبته في حبّه الثاني، مضيفا: "ثم جاءت الطعنة الكبرى، مقتل ابن عمه وخليفة المسلمين عثمان بن عفان. فجأة، لم يعد معاوية واليا يدير شؤون الشام من بعيد، بل أصبح الرجل الذي يرى نفسه مسؤولا عن دم عثمان، عن الثأر، عن تحقيق العدالة كما يراها هو من وجهة نظره، صار هو ولي الدم في عائلة تطالبه بالانتقام من القتلة".
وعرض الكاتب خالد صلاح، وجهة نظره التي يعكسها المسلسل في توضيح للصراع، الذي عاشه معاوية، قائلا: "لم يكن الصراع مع علي بن أبي طالب، خيارا سهلا، ولم يكن كرهًا في الإمام العادل، ولكنه وجد نفسه وسط معادلة لم يعد يملك رفاهية الانسحاب منها، معادلة حكمتها السياسة بقدر ما حكمها الدم".
وأشار إلى أن "معاوية شخصية درامية بامتياز، لأنه لم يكن ذلك القائد الذي يحسم الأمور بحد السيف وحده، بل كان ذلك العقل الذي يحسب كل خطوة، ويدرك أن الزمن، في النهاية، هو أذكى اللاعبين".
وتابع بالعودة للحديث عن السياق الذي كُتب فيه المسلسل: "لم نكتب التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم، لم نبحث عن الحقيقة في صياغاتها الجامدة، بل حاولنا أن نرى الإنسان خلف السياسة، وأن نعيد قراءة القصة بعيدًا عن صخب الروايات المتضادة، لم ننظر إليه كحاكم نقش اسمه في كتب التاريخ ، بعض الكتب مجّدت سيرته، وبعضها لعنته بلا هوادة، بل رأيناه كروح عاشت وتألمت وانتصرت، روح ساقتها الضرورة إلى الهدى أحيانا و إلى الخطايا أحيانا أخرى، ثم سارت إلى قدرها مثل كل من سبقوها".
وختم الكاتب خالد صلاح، منشوره بقوله إن "مسلسل "معاوية" ليس عن صراع صحابة تقاتلوا، لكنه عن إنسان خاض صراعه الأول مع نفسه، ثم دارت به طاحونة الصراعات مُخيراً أو مُجبراً حتى نهاية العمر".
